رغم أن القرار الأكبر صدر من قبل «حزب الله» بضرورة تسهيل تشكيل الحكومة، وبالتالي خروج الوزير جبران باسيل منها تنفيذاً لشرط الرئيس سعد الحريري، إلا أن الوزير باسيل حاول أمس (الخميس) الخروج من دائرة الحكومة الجديدة منتصراً من خلال انتقاد اُسلوب الحريري القائم على مبدأ «أنا أو لا أحد»، ورمي الاتهامات يميناً ويساراً، فقال: «نحن مجتمعون اليوم بلحظة استثنائية من تاريخ لبنان وواجباتنا كلنا أن نتحمل مسؤوليتنا (وكلنا يعني كلنا) أي القوى السياسية والناس، لإنقاذ لبنان من أصعب أزمة سياسية اقتصادية مالية بتاريخه». وفي كلمة له بعد الاجتماع الاستثنائي ل«تكتل لبنان القوي» لفت باسيل إلى أنه «مقابل الإنجازات نعترف أن التفاهم الذي أتى بالرئيس ميشال عون فشل بمحاربة فعلية للفساد وبناء دولة حديثة وتصحيح السياسات المالية والنقدية والاقتصادية القائمة منذ 30 سنة»، معتبراً «إننا ندفع ثمن التفاهم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري»، مشيراً إلى أن «الناس توهَّمت أن خلفيته عن مصلحة. لقد قلنا علناً إننا سنقلب الطاولة بمعنى الخروج من الحكومة للعودة إلى المعارضة والناس، وما حصل أن الناس سبقتنا لأنها لم تعد قادرة على الاحتمال وللناس الحق بذلك». وحول مشاركة التيار الوطني الحر في الحكومة، أعلن أنه «إذا أصرَّ الحريري على (أنا أو لا أحد) وأصرَّ حزب الله وحركة أمل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري نحن كتيَّار وطني حر وكتكتُّل لبنان القوي لا يهمنا أن نشارك بهكذا حكومة». مؤكداً «لا نسمح بضرب الميثاقية وتخطي التمثيل الفعلي ونعطي مقاعدنا للحراك إذا رغب أو لأشخاص جديرين بالثقة إذا لم يرغب». وذكَّر باسيل، أن «باب الحل واضح وهو تشكيل حكومة إنقاذ، حكومة فاعلة، حكومة أخصائيين رئيسها وأعضاؤها من أصحاب الكفاءة والجدارة والكف النظيف، وزراء من الأخصائيين الجديرين والقادرين على استعادة ثقة الناس، وعلى معالجة الملفات على أن يكونوا مدعومين من القوى السياسية والكتل البرلمانية». وأضاف، «عملاً بهذا المنطق يختار الرئيس الحريري رئيس حكومة يحظى بثقة الناس ومتوافق عليه فنكون احترمنا الميثاق بعدم تخطي إرادة الأكثريَّة السنيّة، وعلى هذا الأساس يشكل رئيس الحكومة المكلَّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية حكومة تصالح اللبنانيين مع الدولة وتنفِّذ الإصلاحات وتحافظ على التوازنات».