أثار الإعلان المفاجئ لرئيس «المجلس الانقلابي» الحوثي مهدي المشاط، بوقف عمليات استهداف المنشآت السعودية، سخرية واسعة في أوساط اليمنيين على صفحات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام، واصفين إياه ب«دمية الملالي». ومع تزايد الضغوط على الملالي بعد ثبوت تورطهم في الهجمات على منشآت أرامكو، بدأت طهران عبر مليشياتها في البحث عن «مخرج آمن» قبل أن يطالها «الجحيم المنتظر». وبحسب مراقبين يمنيين، فقد أوعزت إلى الحوثيين سرعة الإعلان عن وقف جميع هجماتهم على الأراضي السعودية، مع اقتراب الضربة العسكرية الأمريكية. واعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب أن تبني الحوثيين استهداف منشآت أرامكو جاء بطلب إيراني، ما يكشف أنهم مجرد أداة في أيدي الملالي. وأضاف أن مبادرة وقف الهجمات تأتي في سياق الرعب والخوف من ضربات قادمة بعد أن أصبح التحالف والمنظومة الدولية على قناعة أن ضعف الحوثي وإنهاء سلطته وتفكيك مليشياته أهم مرتكزات مواجهة إيران في المستقبل. غير أن مراقبين يرون الإعلان الحوثي مجرد «ورقة» لإنقاذ إيران بعد أن افتضح أمرها بأنها الشيطان الأكبر في إدارة الهجمات والقرصنة والإرهاب بالمنطقة. وتساءل ناشطون يمنيون: كيف لمن لا يمتلك قرار إدارة بيته ودفع مرتبات الموظفين منذ 4 أعوام أن يدير هجمات جوية بلا أقمار صناعة وعلى بعد مئات الكيلومترات، ثم يعلن كاذباً أنه سيوقف الهجمات بالمسيرات والصواريخ، مؤكدين أن الولي الفقيه في طهران هو من وجه. وأكد محامي الرئيس السابق محمد المسوري أن الحوثي يسعى لإنقاذ إيران من جحيم قادم، مضيفاً: «قالها لنا في لقاءات سابقة في صنعاء؛ تبقى إيران وتذهب اليمن إلى الجحيم لا يهمنا». مؤكداً أن المبادرة التي أطلقتها المليشيات محاولة مفضوحة للحيلولة دون تأديب إيران. بدوره، سخر وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي من المبادرة الحوثية قائلاً: «كلام سخيف من عصابة لا تمتلك قرارها وتحرك بإيعاز من طهران في محاولة لتخدير الموقف الدولي الحازم إزاء جريمة استهداف أرامكو، ومحاولة حرف بوصلة الاهتمام والاتهامات، وتخفيف الضغط الدولي». وأضاف أن البيانات والمبادرات دليل واضح للشعب اليمني على أن هذه العصابة الإرهابية ترتهن في كل قراراتها لنظام الملالي، وتحاول بتوجيه منه البحث عن مخرج من الورطة التي شعرت إيران أنها وضعت نفسها فيها.