الخامس من نوفمبر لم يكن يوماً عادياً، فيه تم تغيير طريقة التعامل مع نظام اتخذ الإرهاب طريقاً له ليحيا، فيه، تم وأد أحلام ملالي طهّران، وبدأت سلسلة انهيار مشاريع الخراب التي قام هذا النظام البائس بتأسيسها في المنطقة، لقد تم البدء بإغلاق نوافذ المال التي كانت رافداً وداعماً لنظام طهران الإرهابي في نشر الفوضى والإرهاب. بدأت الولايات المُتحدة تطبيق عقوبات اقتصادية ستُعيد لمُظاهرات الشعب الإيراني الكثير من الزخم، وستُعجل من انهياره، هذا النظام لا يستطيع أن يكون نظاماً طبيعياً، نظام تحكمه الخُرافة ويُريد أن يحكم المنطقة بها. العقوبات وبلا شك ستكف يد إيران عن الخارج، وستجعل ملالي طهران في مواجهة تحديّات الداخل، وقريباً ستزداد المُظاهرات حدّة وسيُحاول النظام التماسك في مدينتين هُما عِماد بقائه في طهران ومشهد، لكن للجَوْعَى رأي آخر عندما يضيق الخِناق وتتحوّل الحياة إلى ما هو أبعد من الجحيم الذي يُعاش الآن. نافذة طهران الأولى العراق أعلن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي وبشكل واضح جداً انصياع العراق لتنفيذ العقوبات الأمريكية، النافذة الثانية تعيش تحت وطأة المُقاطعة وتبحث عن حل لأزمتها، النافذة الثالثة ما زالت تنتظر إذن رجل البيت الأبيض ليستثنيها لفترة لا تتجاوز أسابيع، هذا يعني أن النظام الإرهابي في طهران يختنق ولا حليف يملك أو يستطيع إنقاذه. إذا استمر تطبيق العقوبات بشكل مُمتاز ودقيق لن يصمد هذا النظام طويلاً، ستخرج الأمور عن سيطرته وسيواجه الفوضى التي استمر طويلاً في نشرها ودعمها في المنطقة، الخلاص من هذا النظام يعني تطهير المنطقة من أكبر نظام داعم للمُتطرفين في الشرق الأوسط، أكبر حاضنة رسميّة لمليشيات الموت وكانتونات الفوضى في المنطقة. النظام العالمي ما بعد 2001 ابتعد عن مواجهة حقيقة علاقة هذا النظام بالكثير من مآسي المنطقة، وفتح الباب لمحاولة واهمة بأن يتم «عَقْلَنَةْ» هذا النظام والحقيقة أن الإرهاب لا يُمكن عَقْلَنَتُهْ، لكن الولايات المُتحدة وفي عهد الرئيس ترمب ارتأت أن تكبح جِماح هذا النظام وأن تفرض عليه الحل القاسي الذي ظاهره التأديب وواقع حاله هو إسقاط النظام من الداخل وبيد الشعب نفسه.. أخيراً.. لقد زرع نظام ملالي طهران الفوضى، ومن زرع الفوضى سيجني فوضى لن ينجو منها هو بنفسه.. * كاتب سعودي [email protected]