بعد ترنح نظام الملالي واقترابه من السقوط الوشيك إثر تفعيل العقوبات الأمريكية عليه فإن أذنابه في كل مكان أخذوا يشعرون بأزماتهم الخانقة، ومن بينهم حزب الله الإرهابي في لبنان، حيث أعلن أمينه العام عن هذا الشعور بحكم أن نظام الملالي هو المموّل له ماليًا وعسكريًا وسياسيًا، ويوشك هذا الحزب أن يعلن عن سقوطه أيضًا إثر ذلك الترنح الواضح الذي أصاب حكام طهران، فأذنابهم في كل مكان سوف تخيّم عليهم علامات الهزيمة والانكسار والاندثار، فهم لن يتمكّنوا من العيش طويلًا دون تمويل من أسيادهم في طهران. الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران لحقت بحزب الله، فأسياد الحزب في طهران عجزوا عن مواجهة تلك الأزمة، ومن الطبيعي أن يعجز ذنبه في الجنوب اللبناني عن مواجهة ما يعانيه من اختناقات مالية صعبة أضحت معلنة بشكل رسمي، وأصبح من المستحيل استمرار الحزب في مشروعاته الإرهابية في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من البؤر الساخنة التي وصل إليها أخطبوطه الإرهابي، فقد حاول أن يكون شرطيًا للنظام الإيراني في المنطقة، ولكنه اليوم يشعر بالهزيمة والانكسار أمام هزيمة وانكسار أسياده. امتصاص غضب اللبنانيين من الحزب تحوّل إلى شغل أمينه الشاغل، غير أن ذلك لا يبدو سهلًا في ضوء ما يعانيه النظام الحاكم في طهران من أزمات اقتصادية لا يمكن أن تُحل إلا برحيل المرشد وبطانته وأعوانه وأذنابه المنتشرين في اليمن ولبنان والعراق، ومسألة الرحيل، كما يبدو، مرتبطة بوقت قد لا يطول في ضوء تصاعد الاحتجاجات الإيرانية في معظم مدن إيران بما فيها العاصمة، فقد بلغت الأوضاع المتردية في إيران أصعب مراحلها، ولم يعُد أمام طغاة إيران إلا الرحيل؛ ليتمكّن الشعب من تقرير مصيره وتحقيق إرادته وانتزاع حريته من براثنهم. حزب الله يعاني الأمرّين في الوقت الراهن من الضغوطات التي يواجهها من كل الجهات، فالمعونات المالية الضخمة التي كانت تُضخ في شرايينه من النظام الإيراني توقفت، فراح يجأر بالشكوى ويجأر بالحالة المُرّة التي يعيش في كنفها، فهو يدفع الآن ثمن جرائمه وتجاوزاته وعملياته الإرهابية التي كان يمارسها في كل مكان، ويدفع ثمن انحيازه السافر للنظام الإيراني الإرهابي الغاشم الذي ما عاد باستطاعته مواجهة الثورة الشعبية العارمة التي أضحت تهدده وتنذر برحيله وسقوطه في القريب العاجل. بسقوط نظام الملالي الوشيك فإن ظاهرة الإرهاب سوف تتهاوى في كل مكان، وسوف يؤول حزب الله كأحد أعوان النظام في المنطقة إلى أفول وانحسار، فلن يجد أمامه في هذه الحالة مَن يسانده ويساعده على ارتكاب فظائعه التي كان يمارسها في العديد من البؤر الملتهبة في المنطقة، وهذا يعني أنه سوف يختنق ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد وضح من تصريحات أمينه العام أنه لن يتمكّن من الصمود أمام التحديات التي يواجهها وأهمها الأزمات المالية الكبرى التي يعيش في أتونها بعد انقطاع الدعم الذي كان يتدفق عليه من أذنابه في طهران.