كل يوم يضيق الخناق على نظام الملالي في طهران أكثر فأكثر، كنتيجة طبيعية ومتوقعة للفكر الثوري التوسعي والسلوك الإرهابي الذي ينتهجه هذه النظام على حساب ثروات الشعب الإيراني ومستقبله وتنميته، ما تسبب في تواصل المظاهرات الرافضة لاستغلال الشعب وثرواته من أجل تحقيق أطماع وأفكار نظام ولاية الفقيه، وهو ما يعني عملياً أنَّ الشارع الإيراني ضاق ذرعاً بسلوك نظامه المخادع، الذي انكشفت عورته عقب سقوط عباءة الدين والعقيدة التي ارتداها لعقود طويلة، ومرَّر خلالها أهدافه وأطماعه وأجندته على حساب أبناء الشعب المغلوب على أمره، الإيرانيون بدأوا بالهتاف ضد نظام ولاية الفقيه والمطالبة بإسقاطه، وهذا تطور لافت يؤكد نزع الغطاء والشرعية عن هذا النظام وعن أدواته التي لم يعد قادراً حتى على الصرف عليها (كحزب الله والحوثي) وغيرهما، بعد حجم الصعوبات المالية الكبيرة التي يواجهها، ومنها انهيار الاقتصاد والعملة، نتيجة العقوبات الأمريكية، ودوامة العزلة التي وضع النظام نفسه وشعبه فيها من جديد بسبب سلوكه الذي يُهدِّد الأمن والسلم العالمي. دائرة المظاهرات في إيران تتسع شيئاً فشيئاً وتخرج عن السيطرة، والنظام بات عاجزاً عن فعل ما كان يفعله في المرات السابقة، الناس لم تعد تقنعهم الوعود الكاذبة، ولم يعد بمقدورهم تحمل أعباء نظام أخرق مخادع يسير بهم نحو الهاوية والمصير المجهول، بانشغاله وانصرافه لتصدير الثورة والتدخل في الشأن العربي، بدلاً من البحث عن تنمية ورفاهية مواطنيه، فالوضع الاقتصادي الداخلي يزداد اختناقاً مع تدهور قيمة الريال الإيراني، ومرشح للانهيار في أي وقت مع بدء سريان المرحلة الأولى من العقوبات، فكيف سيكون عليه الوضع بعد أن تدخل العقوبات دائرة الخطر الأحمر؟ بينما النظام مُصِّر بكل صفاقة وغباء على بعثرت ثروات الشعب على الميلشيات والأحزاب والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين، في وقت تتفشى فيه البطالة بين صفوف الشباب الإيراني الذين أنهكه الفقر والعجز والعوز، ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من هذا التخبط والسياسة الفاشلة. المشهد الإيراني يدل على أنَّ نظام ولاية الفقيه لن يصمد كثيراً أمام رغبة الشعب في التغيير والبحث عن الحرية، ومُمارسة حياة طبيعة كبقية شعوب المنطقة، نظام الملالي يفقد مع غياب شمس كل يوم فرصة جديدة لتغيير سلوكه، وتصحيح مساره، والكف عن إيذاء جيرانه، فهو لا يصمُّ أذنيه فقط عن سماع صوت الحق والسلام، بل أثبت أنَّه يُغمض عينيه أيضاً عن رؤية الطريق الصحيح الذي يجب عليه أن يسلكه، الأمر الذي يؤكد أنَّ غليان الشارع الإيراني سيستمر حتى الانفجار، وينقلب حينها السحر على الساحر. وعلى دروب الخير نلتقي.