لم تقتصر أضرار التلوث البيئي الصادر من مردم النفايات، على سكان حي الأندلس (شمال بقيق)، بل تجاوزت لتحجب الرؤية عن العابرين على الطريق السريع بين المحافظة والدمام. ورغم مطالب أهالي بقيق بإنهاء الخطر الذي يتهددهم من المردم طيلة هذه السنين، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب من الجهات المختصة، مشددين على معالجة المشكلة التي تسببت لهم بكثير من الأمراض التنفسية، فضلا عن أن التلوث الصادر منه هو أول ما يراه زائرو المملكة القادمون من دول الخليج. وشكا ناصر الدوسري من الأدخنة والأبخرة المنبعثة من محرقة النفايات في حي الأندلس في بقيق، مشيرا إلى أنها تلوث المكان منذ سنين، وخطرها يتفاقم ليلا. ومشيرا إلى خطر النفايات المحترقة بنشر الأمراض التنفسية بين الأهالي خصوصا كبار السن والأطفال، مشددا على ضرورة أن تتحرك الجهات المختصة، وتعالج المشكلة التي تتفاقم يوما بعد آخر، وتزيد أخطارها ليلا. وقال الدوسري: «على الجهات المختصة وضع حلول عاجلة ورقابة دائمة لتعقب من يحرق النفايات وإيقاع أشد العقوبات عليه، حفاظاً على صحة وأرواح المواطنين على الطريق السريع الممتد من بقيق إلى الدمام». ورأى أن الشركة المنفذة للتخلص من النفايات تعمل بطريقة عشوائية، تشكل خطرا على الأهالي، مشددا على ضرورة أن يكون التخلص من المخلفات بطريقة مدروسة علمياً، وتلتزم بشروط السلامة، وأخذ الاحتياطات لتفادي الأخطار المتوقعة. وأفاد مشاري الأسلمي أنهم في بقيق يعانون من حرق النفايات منذ سنين، وضررها الكبير على السائقين المتوجهين إلى الدمام، مشيرا إلى أن البلاغات التي يتقدمون بها لأمانة المنطقة الشرقية على رقم 940، لم تجد نفعا. وأكد أن الأدخنة الملوثة المنبعثة من المردم تسللت إلى مساكنهم، ونشرت الأمراض التنفسية بينهم، في ظل عدم وجود إستراتيجية للحد من أخطارها، مشيرا إلى أن الكثير من مرادم النفايات لا تزال تستخدم وسائل بدائية وغير مستدامة لمعالجة هذه المشكلة. وأوضح أن تلك المحارق تصدر مادة الديوكسين التي تسبب مجموعة من الأمراض الخطيرة للإنسان في حال استنشاقها، لافتا إلى أن عملية الإحراق ليست بديلاً طويل الأمد؛ لأنها غير مستدامة وتولد الكثير من المشكلات البيئية. واقترح طرقا بديلة عن الحرق للتخلص من النفايات، بالعمل على معالجتها بعد تعقيمها بواسطة تقنيات عدة، غير الحرق وغالباً ما تكون هذه النفايات أقل تكلفة وتقنيتها أكثر وببساطة وأقل تلويثاً من المحرقة التي أصبحت تشكل كارثة بيئية كبيرة بوجود المرمى الضخم، الذي يصدر التلوث لأهالي بقيق، والمسافرين منها إلى الدمام على الطريق السريع. وأشار محمد السعيد إلى أن أمانة الشرقية تضع حلولا لمعاناة الأهالي من المردم منذ سنين عدة، بيد أن تجاوزات بعض المقاولين فيه، وراء الأضرار والتلوث. وذكر أن المردم أعطى صورة غير حضارية عن المنطقة، خصوصا أن الأدخنة المنبعثة منه تستقبل زائري المملكة القادمين من دول الخليج، متسائلا عن دور البلدية في ضبط الأمور فيه ومحاسبة المخالفين. «حماية البيئة»: ألزمنا مشغّل المردم باتباع الطرق السليمة في المقابل، أكد مدير عام الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد بن فائز الشهري، أن عمليات المسح التي نفذها فريق الهيئة كشفت أن مصدر الأدخنة من إشعال حرائق في أحد المرادم في تلك المنطقة، لافتا إلى أن الهيئة تعاملت مع الحالة بحسب المهمات الواردة في النظام العام للبيئة وضبط محضر مخالفة للشركة المشغلة للمردم وإشعار الجهة المشرفة عليه، بضرورة مراقبة المردم وإلزام المشغل للمردم باتباع الطرق السليمة للحد من الآثار البيئية المترتبة على عمليات إدارة النفايات. وبين أن الهيئة تشترك ضمن لجنة من جهات حكومية لبحث مشكلة تكرر الحرائق في مردم البلدية.