"لا تكاد تنقطع النيران، وهي مستمرة على مدار الساعة في مردم نفايات"، هذه العبارة، أجمع على تأكيدها عدد من مواطني مدينة العمران في محافظة الأحساء خلال أحاديثهم إلى "الوطن" أمس، مطالبين جهات الاختصاص في الأمانة بسرعة نقله إلى موقع آخر وفرزها بطريقة مناسبة لمنع احتراقها أو إحداثها للتلوثات البيئية. وأكدوا أنهم ظلوا يعايشون تلك التلوثات الجوية الناتجة عن أدخنة احتراق تلك النفايات لأكثر من 30 عاماً، وهو – العمر الزمني للمردم-، لافتين إلى أن بعض تلك الحرائق، باشر إخمادها فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني، والبعض الآخر آليات ومعدات بلدية العمران وذلك بطمرها تحت التربة، وجميع تلك الحرائق مسجلة ضد مجهول. وأبان سعيد العييد "مواطن"، أن هبوب الرياح خلال ساعات الليل، يساعد على نقل الدخان الكثيف والروائح الكريهة المنبعثة من المردم إلى داخل النطاق السكني في مدينتهم، وبالتالي استنشاقهم هواءً ملوثاً، وأكثر المتضررين من ذلك الأطفال والرضع، فأعداد ليست بالقليلة من أهالي مدينة العمران، يعانون من أمراض تنفسية وصدرية مزمنة. وأضاف أحمد السالم "مواطن"، أن الزحف العمراني للمواقع السكنية في العمران، جعل المردم قريباً من الأحياء السكنية، والإستراحات الزراعية والمواقع الخدمية في المحافظة، والتي من بينها مستشفى العمران "قيد الإنشاء"، والذي يتوقع بدء تشغيله طبياً خلال الفترة المقبلة، مشيراًَ إلى أن موقعه لا يتناسب مع تقديم الخدمة العلاجية للمرضى في المستشفى، والحل الوحيد هو سرعة نقله حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين، وتجنباً لحدوث تلوث بيئي في المنطقة. وقال إبراهيم العلي "مواطن"، إن جميع أهالي العمران، أصبحوا منزعجين من حرائق المردم، علاوة على انتشار الحشرات والجرذان الضارة والكلاب الضالة، والتي استطاعت التوغل إلى داخل الأحياء، مبيناً أن البعض من سكان المدينة لا يستخدمون أجهزة التكييف في منازلهم، وبالأخص الأشخاص القريبة منازلهم من طرف المدينة من ناحية المردم، حتى لا تكون منازلهم عرضة لدخول دخان الحرائق إلى المنزل. وبدوره، عزا رئيس بلدية العمران التابعة لأمانة الأحساء المهندس فؤاد الملحم خلال حديثه ل "الوطن"، أسباب اندلاع النيران في المردم إلى أنه يضم كمية كبيرة من المخلفات والنفايات المختلفة، وأن حرارة الجو، تسهم في "تخمر" النفايات والأنقاض المطمورة تحت التربة، وتحويلها إلى غاز الميثان، وهو غاز كيميائي سريع الاشتعال، وينتج عنه احتراق في بعض أجزاء المردم. وأضاف أن جهات الاختصاص في وكالة الخدمات في أمانة الأحساء تدرس إنشاء مشروع تطويري للمردم، مشدداً على أن نشوب تلك الحرائق غير متعمدة، وهناك مراقبون تابعون للأمانة لمتابعته، إذ إنه يمنع منعاً باتاً إضرام النيران في المردم مهما كانت الظروف، وأن هناك عقوبات مشددة في حال ضبط حالات حرق فيه.