تفشت الأمراض التنفسية المختلفة بين أهالي قرية السعدية التابعة لمحافظة الطوال في جازان، إثر الروائح الكريهة والأدخنة المنبعثة من المردم المجاور لهم، ولم تقتصر الأضرار على الإنسان، بل امتدت لتنال من الثروة الحيوانية التي يعتمدون عليها في تدبير شؤون حياتهم المعيشية. وفيما اتفق السكان على أن المردم الجاثم على صدورهم منذ خمس سنوات مخالف للأنظمة، إذ لا يبعد عنهم سوى 500م، بدلا من ثمانية كلم على الأقل، أكد أمين منطقة جازان محمد بن حمود الشايع أن الأمانة تستشعر الخطر المترتب على وجود المردم في موقعه الحالي، معلنا اتخاذهم العديد من الخطوات والتدابير لإنهاء معاناة الأهالي بنقل المرمى إلى موقع G5، والتعاقد من شركة أمريكية بعقد تزيد قيمته على 60 مليون ريال، إضافة إلى الاستفادة من إعادة التدوير لتلك النفايات. وشكا مديش حسن عريشي من الأمراض المختلفة التي أصابت السكان في قرية السعدية، نتيجة الأدخنة المنبعثة من المردم المجاور لهم، مبينا أن الأهالي باتوا يترددون بكثافة على المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية، للعلاج من الربو وضيق التنفس والحساسية. وذكر أن الأطباء يعيدون الأمراض المتفشية بين أهالي القرية إلى المردم المجاور لهم، مشددا على أهمية إنهاء معاناتهم سريعا والارتقاء بالإصحاح البيئي في السعدية. وبين محمد خال أن الأمراض التنفسية أصابته، خصوصا الربو منذ خمس سنوات، وتحديدا بالتزامن مع إنشاء المردم قرب مساكنهم، مشيرا إلى أن الأضرار لم تقتصر على هذا الحد، بل تحول المكان إلى منطقة آمنة للعمالة المخالفة التي تسكن المرمى وتبحث بين أكوام النفايات عن أي شيء تستفيد منه. وقال خال: «نراهم ينبشون المخلفات ويجمعون ما يصلح لبيعه لتجار السكراب، ويحرقون الإطارات والكيابل مخلفين الأدخنة التي نشرت الأمراض في القرية»، مطالبا بإنهاء معاناتهم سريعا ونقل المردم بعيدا عن التجمعات السكانية. وأكد محمد حمدي أن التلوث الذي يجتاح قريتهم والصادر من المردم أجبرهم على إغلاق نوافذهم باستمرار، خشية تسلل الأدخنة والروائح الكريهة إلى منازلهم، لافتا إلى أن السعدية لم تعد صالحة للعيش فيها، بعد أن تلوثت على مدى خمس سنوات من المردم. واستغرب تشييد المردم في موقعه الحالي على الرغم من أن الأنظمة تنص على أنه يجب أن يبتعد عن التجمعات السكانية ثمانية كيلومترات على الأقل، بينما المرمى الحالي لا يفصله عنهم سوى 500 متر فقط، ملمحا إلى أن التلوث الصادر منه انهك الحرث والنسل، وأثر على الثروة الحيوانية في القرية. وأفاد محمد عريشي أنه اضطر لشراء جهاز لتنقية الهواء في منزله بمبلغ خمسة آلاف ريال، للتخفيف من التلوث الذي يعانون منه، وأصاب أبناءه بالأمراض التنفسية، مشيرا إلى أن اللجنة المشكلة من الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة أوصت بإنشاء مرمى نموذجي وطالبت بإيقاف عملية حرق النفايات في الموقع الذي لايبعد عنهم سوى أمتار معدودة. وذكر أن معاناة قرية السعدية لم تقتصر على النفايات فهناك مرمى الصرف الصحي الذي زاد الطين بلة، مشيرا إلى أن خطره لم يتوقف عند قرية السعدية بل امتد لينال من قرى عدة، منها الشهمانية والحضرور، متمنيا تدارك الوضع سريعا وإنهاء المعاناة التي يعيشونها منذ خمس سنوات. بينما أفاد محمد بشيري أن المجلس البلدي السابق في الطوال نقل المشكلة إلى وزارة الشئون البلدية والقروية، التي بدورها أرسلت خطابا للأمانة بجازان طالبت بنقل المرمى من موقعه الحالي، إلا أن الأخيرة تحججت بعدم وجود بديل مناسب.