تلوث مستودعات لتخزين الشعير، قرى وادي فاطمة منذ 15 عاما، إذ تصدر المخازن التي تتوسط التجمعات السكانية، الحشرات للأهالي، خصوصا سوسة الشعير، التي أحالت الحياة في القرى إلى معاناة وأمراض. وما إن تغرب الشمس حتى تشن أسراب الحشرات الهجمات على السكان في قرى صروعة والصمد والزلال، ملوثة الأطعمة في المنازل، إضافة إلى تسللها إلى آذان الصغار، مسببة فيها التقرحات والالتهابات. وعلى رغم مطالبة الأهالي بإنقاذهم من المعاناة المتفاقمة منذ عقد ونصف، بنقل مستودعات شركة الشعير بعيدا عن التجمعات السكانية، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب من الجهات المختصة، ملمحين إلى أن غالبيتهم بات يفكر في الرحيل من الوادي، تاركين قراهم ومنازلهم التي أفنوا حياتهم في تشييدها. وذكر عطية الله البشري أن معاناتهم في قرى وادي فاطمة بدأت قبل 15 عاما، حين شيد أحد المستثمرين مستودعا للشعير المستورد وسط قرى وادي فاطمة، ولا يبعد عن التجمعات السكانية سوى 500 متر، لافتا إلى أن الجرافات حين تقلب تلال الحبوب، مرات عدة، تتحرك سوسة الشعير وتنتقل إلى منازلهم، وتنتشر على غذائهم كالأرز والسكر والدقيق، إضافة إلى تسللها إلى آذان الأطفال مسببة لهم كثيرا من الأمراض. ويتساءل البشري عن المعايير التي بموجبها شيد المستودع وسط التجمعات السكانية، لافتا إلى أن كثيرا من الأهالي قرروا الرحيل من قراهم بعيدا عن وادي فاطمة بعد أن يئسوا من إيجاد حلول لمعاناتهم المتفاقمة منذ 15 عاما. وأفاد علي المزمومي من قرية الصمد بأنه ما إن تهب الرياح مساء، حتى تنتشر أسراب سوسة الشعير في البيوت البسيطة والمساجد والأسواق، مخلفة كثيرا من الأضرار، باعتدائها على مصدر غذائهم، متمنيا إيجاد الحلول لهم في أسرع وقت بنقل المستودع بعيدا عن التجمعات السكنية. وبين المزمومي أن من المشاهد اليومية التي دأب الأهالي على مشاهدتها دخول تلك الحشرة آذان الأطفال مخلفة لها التهابات وتقرحات دامية، لافتا إلى أن الأهالي باتوا يحشون آذان صغارهم بالقطن لمنع تلك الحشرة من التسلل إليها. ووصف عبدالحميد الكحيلي من قرية الزلال، وضع الأهالي في وادي فاطمة ب«المزري» منذ أن شيد مستودع الشعير قبل نحو 15 عاما، لافتا إلى أن أي منزل في الوادي لا يخلو من المبيدات الحشرية لمقاومة سوسة الشعير، «ودون فائدة». وأوضح أن السوس يلاحقهم في المنزل، خصوصا في المطبخ، ما دفعهم لتغليف أوعية الرز والدقيق والسكر وخلافه، بأكياس البلاستيك، حفاظا على سلامة غذائهم، لافتا إلى أن الشكوى المتعددة التي تقدموا بها لبلدية الجموم الفرعية، لإنهاء الضرر الواقع عليهم لم تجد نفعا. وأوضح عبدالله الأنصاري من قرية صروعة، أن وجود مستودع الشعير بين الأحياء السكنية في وادي فاطمة بات يشكل خطرا يهدد السكان، وانتهاكا للجهود التي يبذلها القائمون على أعمال الإصحاح البيئي، مبينا أن أعمال التطهير التي تنفذها فرق الرش على فترات متباعدة لم تحدث أي تحسن، إذ لايزال الخطر قائما حتى اللحظة. وألمح الأنصاري إلى أن التمتع بالأجواء الليلية في فناء المنزل أصبح شبه مستحيل في ظل هجوم تلك الحشرات على أجسادهم وأطعمتهم، دون أي رادع، لافتا إلى أن العلاج في تنفيذ توصيات الجهات المختصة بإغلاق موقع الشركة المتعهدة بتأمين الشعير ونقلها لموقع آخر بعيدا عن التجمعات السكانية، حتى ينعم أهالي وادي فاطمة بالحياة مطمئنين على صحة أطفالهم.