تختتم اليوم فعاليات منتدى الرياض الاقتصادي والذي انطلقت اعماله يوم السبت الماضي بجلسة تحت عنوان ( دراسة تقييم الاستثمار في المملكة ) يرئسها صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع . هذا وكشفت دراسة " التعليم الفني والتدريب التقني ومدى ملاءمته للاحتياجات التنموية من القوى العاملة" التي اعدها منتدى الرياض الاقتصادي وقدمت في ثاني أيامه عن وجود بطالة في صفوف خريجي التعليم الفني والتدريب التقني ( 43 % من عينة الدراسة لا يعملون) مما يُعد أحد المؤشرات لضعف مخرجات هذا النوع من التعليم والتدريب ، كما ذكرت الدراسة التي تم استعراضها ضمن الجلسة التي عقدت برئاسة سمو الأمير خالد بن عبد الله آل سعود عضو مجلس الشورى ومشاركة الدكتورة هدى العميل مديرة جامعة الأميرة نورة ، والدكتور راشد الكثيري عضو مجلس الشورى كمحاورين ، والدكتورة آسيا آل الشيخ والتي تولت إدارة الحوار في القاعة النسائية - ، عن ارتفاع نسبة التسرب بين الملتحقين في التعليم الفني والتدريب التقني 53% . وطالبت الدراسة ضمن توصياتها إيجاد جهة عليا تقوم بالتخطيط والتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة بتنمية وتطوير الموارد البشرية الفنية والتقنية ، لمعالجة الخلل في إدارة عملية تنمية الموارد البشرية ، واوصت الدراسة بإنشاء هيئة وطنية مستقلة متخصصة بالتقويم والاعتماد والجودة للتعليم الفني والتدريب التقني، تتولى معالجة ضعف آليات المتابعة والتقويم لمؤسسات وبرامج التعليم الفني والتدريب التقني. مطالبة بإلحاق الكليات التقنية بالجامعات وتحويلها لكليات هندسية تطبيقية كما تضمنت التوصيات إلحاق الكليات التقنية والمعاهد العليا التقنية بالجامعات السعودية حسب مواقعها الجغرافية وإعادة هيكلة الكليات التقنية وتحويلها لكليات هندسية تطبيقية ، وذلك لفتح سلم التعليم أمام طلاب كليات التقنية لمواصلة التعليم العالي في تخصصاتهم كما هو الحال في المانيا وماليزيا. واعتبرت الدراسة ان سد الفجوة المالية بين أجر العامل الفني والتقني السعودي والوافد امر مهم وطالبت بسد هذه الفجوة من خلال دعم صندوق تنمية الموارد البشرية ، حيث أوضحت الدراسة الميدانية أن العامل الأساس والأول في تحديد رغباتهم الوظيفية هو العامل المادي بغض النظر عن المسمى الوظيفي، أو المشقة في العمل، أو الجهد المبذول وقالت 71% من عينة الدراسة ان الدخل المادي يعتبر من العوامل المؤثرة والرئيسة في بقاء الموظف واستمراره في العمل حتى لو استمر لساعات طويلة ، فيما كشفت الدراسة عن تفضيل أصحاب العمل العمالة الوافدة على الوطنية بسبب فجوة الأجور والإنتاجية. 95 % من العمالة الفنية وافدة و 43% من خريجي الكليات التقنية عاطلون وكشفت الدراسة عن نقص في الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم الفني والتدريب التقني ، واشارت نتائج الدراسة الى وجود فرص وظيفية أمام الفنيين السعوديين تتجاوز الخمسة ملايين في قطاع المهن الأساسية المساعدة في العام 2014م، مشيرة الى ان العمالة الفنية الوافدة تمثل 95% من العمالة الفنية بالمملكة. وذكرت الدراسة ان 81% من عينة الدراسة من خريجي مؤسسات التعليم الفني والتدريب التقني يعملون بوظائف غير فنية ، وبينت الدراسة أن 70% من عينة الخريجين تفضل الالتحاق بالوظائف والأعمال المكتبية بدلاً من الفنية والتقنية. واشارت الدراسة الى ضعف الجانب الإرشادي أو انعدامه في الممارسات التعليمية والتدريبية ، وغياب الرؤية الموحدة من الجهات المعنية بالتعليم الفني والتدريب التقني ، وعدم وجود رؤية مشتركة توائم بين التعليم الفني والتدريب التقني والرؤية الاقتصادية للدولة ، واكدت الدراسة على اهمية ادخال مفاهيم ومعارف ومهارات فنية وتقنية وقيم عمل في كافة مناهج ومراحل التعليم العام ، حيث أكدت التجارب الدولية صعوبة تطوير التعليم الفني والتدريب التقني بمعزل عن مشاركة فعلية من وزارة التربية والتعليم ، كما ذكرت الدراسة ضعف مشاركة القطاع الخاص في التخطيط للبرامج ووضع المناهج والتخصصات التى يحتاجون إليها.