أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت تقنية الإيهام بالغرق على إسلاميين ليبيين معارضين للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وقامت بتسليمهم للنظام، حيث تعرضوا لمزيد من التعذيب خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وفي تقرير جديد يكشف التعاون بين المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية مع جهاز المخابرات الليبية في عهد معمر القذافي بعد اتهامات أطلقها معارضون ليبيون سابقون اعتقلهم الأمريكيون وسلموهم الى معمر القذافي في منتصف العقد الماضي. وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير لها شكل التعامل السري بعد أن قابلت 14 سجيناً سابقاً بعد سقوط القذافي غالبيتهم ينتمون الى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي عملت من أجل إسقاط نظام القذافي لمدة 20 عاماً. واستندت المنظمة أيضاً في تقريرها إلى وثائق تضم اتصالات سرية بين أجهزة المخابرات الثلاث عثر عليها في مكتب موسى كوسا في مبنى الأمن الخارجي بعد انهيار نظام القذافي كشفت حجم التعاون لتسليم المعارضين الفارين. ومن جانبها، قالت لورا بيتر، خبيرة في مجال مكافحة الارهاب في "هيومن رايتس ووتش": "هذا التقرير يستند الى وثائق عثرنا عليها بعد تسلم الثوار الحكم كانت مهملة في مبنى الأمن الخارجي في ليبيا وكانت ضمن ملفات كتب عليها USA ,UKوبداخلها اتصالات سرية بين المخابرات الليبية ومخابرات أمريكا وبريطانيا تظهر أن أمريكا وبريطانيا ساهمتا بتسليم المعارضين لنظام القذافي". وذكر التقرير أيضاً أن خمسة من هؤلاء على الاقل قالوا إنهم تعرضوا ل"انتهاكات خطيرة" في مركزي اعتقال تديرهما الولاياتالمتحدة في افغانستان. وأضافت بيتر: "المعاملة في ليبيا بعد تسليمهم كانت سيئة جداً تعرضوا لأنواع من التعذيب والانتهاكات، ولكن المفارقة أن هؤلاء قالوا إن المعاملة التي تلقوها في سجون القذافي كانت أرحم من السجون الامريكية". وأشار التقرير إلى أن عمليات تسليم المعارضين الفارين توالت بعد زيارة توني بلير ولقائه بالقذافي عام 2004 وإقناعه بضرورة تسليم أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته. وطالبت "هيومن رايتس ووتش" الولاياتالمتحدة بالاعتراف بما حدث واحترام حقوق الإنسان وتقديم مسؤوليها المتهمين الى المحاكمة.