أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان الخميس أن الولاياتالمتحدة استخدمت تقنية الايهام بالغرق بحق اسلاميين ليبيين معارضين للزعيم السابق معمر القذافي وقامت بتسليمهم للنظام حيث تعرضوا لمزيد من التعذيب خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ومقرها نيويورك، في تقريرٍ حديث أن معتقلا سابقا أكد تعرضه للتعذيب بايهامه بالغرق فيما تحدث معتقل آخر عن شكل من التعذيب بالمياه ملمحا الى استخدام هذه التقنية بشكل أكبر مما تم الاعتراف به رسميا. وقالت كاتبة التقرير لاورا بيتر “الولاياتالمتحدة لم تسلم فحسب القذافي أعداءه على طبق من فضة بل يبدو أن ال (سي.آي.إيه) عذبت كثيرين منهم اولا”. وأضاف التقرير “يبدو ان مدى الانتهاكات التي قامت بها ادارة بوش اوسع مما تم الاعتراف به سابقا ويؤكد اهمية فتح تحقيق شامل في ما حصل”. وقال التقرير ان عددا من عناصر “الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا” وهو تنظيم يعتقد ان له صلات بالقاعدة، انضم الى الثورة التي اطاحت بنظام القذافي في 2011 بدعم من الحلف الاطلسي، تم اعتقالهم في العديد من الدول بعد هجمات 11 سبتمبر دون توجيه اي اتهامات لهم. وذكر التقرير أن خمسة من هؤلاء على الاقل قالوا انهم تعرضوا ل “انتهاكات خطيرة” في مركزي اعتقال تديرهما الولاياتالمتحدة في افغانستان ويُعتَقَد أن وكالة المخابرات الأمريكية (سي.آي.إيه) تشرف عليهما، ومن بينها “الايهام بالغرق وغير ذلك من التعذيب بالمياه”. ومن الانتهاكات الاخرى التي تعرضوا لها تقييدهم الى الجدران بسلاسل لأسابيع أو أشهر والضرب والدفع بقوة على الجدران وإجبارهم على البقاء مستيقظين لفترات طويلة على أصوات موسيقى غربية صاخبة. وقاتلت “الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا” الى جانب الثوار المدعومين من الحلف الاطلسي في انتفاضة العام الماضي، والكثير منهم يتولون حاليا مراكز مهمة في الحكومة الناشئة والقوات المسلحة. وتقول هيومن رايتس ووتش إن خالد الشريف احد اولئك المعتقلين هو حاليا رئيس الحرس الوطني الليبي. وبيَّنت المنظمة الحقوقية أن تقريرها يستند على وثائق وُجِدَت في مكتب رئيس الاستخبارات السابق في عهد القذافي موسى كوسا بعد ان سيطر الثوار على طرابلس العام الماضي، وعلى مقابلات مع معتقلين تم الافراج عنهم بعد سقوط نظام القذافي الذي استمر 40 عاما. وأقرت ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش باستخدام تقنية الايهام بالغرق على ثلاثة معتقلين مهمين بعد هجمات 11 سبتمبر. وأمر الرئيس باراك اوباما بوقف هذه الممارسات بعد انتخابه رئيسا في 2009 معتبرا ذلك تعذيبا. ودافعت ادارة بوش عن تلك التقنية بوصفها ضرورية للحصول على معلومات استخباراتية لمنع هجمات في المستقبل. أ ف ب | واشنطن