سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير: واشنطن لم تسلم القذافي أعداءه على طبق من فضة فقط.. بل عذبت الكثير منهم أولاً أمريكا استخدمت الإغراق بالمحاكاة مع اثنين من معارضي النظام الليبي السابق
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إنها جمعت أدلة تؤكد حدوث حالتين استخدم فيهما ضباط مخابرات أمريكيون أسلوب الإيهام بالإغراق أو أسلوباً قاسياً آخر مع معارضين ليبيين اعتقلتهما القوات الأمريكية في أفغانستان. وأضافت المنظمة في تقرير أصدرته امس أنها حصلت أيضا على أدلة جديدة تتعلق بالمدى الذي بلغته الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها مثل بريطانيا في احتجاز معارضين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ممن كانوا يقيمون في الخارج وإعادتهم قسرا إلى ليبيا. وقالت المنظمة إنها استندت في تقريرها إلى مقابلات أجرتها مع ضحايا وشهود على تلك الانتهاكات وعن طريق الاطلاع على سجلات كانت سرية قبل أن يعلن عنها خلال الانتفاضة الليبية التي أدت إلى الاطاحة بالقذافي وقتله. واشتملت الوثائق التي عثر عليها بعد سقوط نظام القذافي على مراسلات سرية بين مسؤولين ليبيين كبار ومسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ووكالتي المخابرات البريطانيتين (ام. آي 5) و(ام اي 16) في بريطانيا. وتظهر المراسلات تعاون القذافي مع وكالات المخابرات الغربية لمكافحة التشدد منذ أواخر عام 2003 عندما وافق على التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل وحتى الانتفاضة الليبية في عام 2011 . وقالت لورا بيتر الخبيرة في مجال مكافحة الارهاب بمنظمة هيومن رايتس ووتش وكاتبة التقرير "الولاياتالمتحدة لم تسلم القذافي أعداءه على طبق من فضة وحسب بل يبدو أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عذبت الكثير منهم أولا". وأضافت في بيان مكتوب "نطاق انتهاكات إدارة بوش أوسع بكثير مما هو معروف على ما يبدو ويبرز أهمية فتح تحقيق شامل فيما حدث". والاغراق بالمحاكاة هو طريقة لإيهام الشخص بالغرق أدانها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونشطاء حقوق الإنسان. لكن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين دافعوا عن حكوماتهم. وقالت جينيفر ينغبلاد المتحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "ليس مستغربا أن تعمل وكالة المخابرات المركزية مع حكومات أجنبية للمساعدة على حماية بلدنا من الارهاب وغيره من المخاطر المهلكة. هذا هو بالضبط المتوقع منا". وأضافت "لكن الأمر هنا يستحق إعادة النظر. فعلى سبيل المثال أقنعت الحكومة الأمريكية القذافي بحلول عام 2004 بنبذ برامج ليبيا لأسلحة الدمار الشامل والمساعدة على وقف هؤلاء الارهابيين الذين كانوا نشطين في استهداف الأمريكيين". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "الحكومة واضحة في وقوفها بثبات ضد التعذيب والعقاب أو التعامل القاسي وغير الانساني والمهين. لا نتغاضى عن الأمر ولا نطلب من اخرين فعله بالنيابة عنا". ومن بين الدول التي تزعم المنظمة أنها شاركت الولاياتالمتحدة في هذه الممارسات هولندا وباكستان والصين وماليزيا. وتتعلق أخطر الحالات الأربع عشرة الواردة في التقرير وربما أكثرها إثارة للجدل بمزاعم إغراق بالمحاكاة. وقالت هيومن رايتس ووتش إن شهادة مسجون سابق يدعى محمد الشروعية بشأن تعذيبه بطريقة الإيهام بالإغراق من قبل محققين أمريكيين "تفصيلية وقابلة للتصديق". وأضافت أن الشروعية قال إنه عذب بذلك الأسلوب عندما كان في قبضة القوات الأمريكية في أفغانستان وإن طبيبا كان حاضرا أثناء جلسات التحقيق. وذكرت المنظمة أن معتقلا ليبيا سابقا ثانيا يدعى خالد الشريف وصف تعرضه "لمعاملة مماثلة". وقالت المنظمة إن المعتقلين السابقين تحدثا عن تغطية وجهيهما وصب ماء مثلج على الفم والأنف حتى شعرا بالاختناق وهو الشعور المصاحب لاسلوب الاغراق بالمحاكاة. وتتعارض مزاعم المعتقلينِ الليبينِ اللذين كانا من مقاتلي الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة مع تصريحات لبوش ومايكل هايدن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قالا فيها إن الاغراق بالمحاكاة لم يستخدم إلا مع ثلاثة متشددين في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة وإنهم غير ليبيين. وعبر مسؤولون أمريكيون عن تشككهم في مزاعم الاغراق بالمحاكاة.