يحكي متحف نجران سيرة الحضارة للبشرية التي استوطنت المنطقة أو مرت بها منذ مئات آلاف السنين ، وهو أشبه بكتاب مفتوح لهذا التاريخ السحيق ومنصة رئيسية لتخزين الآثار الجنوبية لشبه الجزيرة العربية . ويعكس المتحف العصور المتقدمة جدا في عمر البشرية ومنها العصور الحجرية القديمة ، والحضارة الألدونية التي يعتقد أنها ترجع إلى 1.8 إلى 1.2 مليون سنة قبل الوقت الحاضر ، والحضارة الآشولية ( 300.000 - 350.000 ) قبل الميلاد والعصور المتوسطة ( الموستيرية ) والعصر القديم الأعلى ( 40.000 - 10.000 ) قبل الميلاد وصولا إلى العصر الحجري الحديث ( 8000 ) قبل الميلاد وفقا للسلسة التوثيقية لآثار المملكة العربية السعودية . ويعد متحف نجران واجهة ثقافية وسياحية مهمة بالمنطقة ، ويمثل محط أنظار واهتمام زواره بمختلف نوعياتهم ، حيث يعرض مجموعة نادرة من التحف الأثرية والشواهد الحضارية تمثل جميع الفترات التاريخية والحضارية التي تجسدت في المنطقة موثقة بالمعلومات والصور والرسوم التوضيحية بأسلوب مشوق ورائع من خلال مجموعة كبيرة من اللوحات المصاحبة لعملية العرض . والمتحف يضم مكاتب إدارية ومكتبة تحتوي على مجموعة من الكتب العلمية وقسم للترميم والتصوير والمساحة والرسم ، إضافة إلى صالة العرض السينمائي , ويستقبل المتحف زواره خلال فترتين صباحية ومسائية بالإضافة إلى فترة مسائية يومي الخميس والجمعة , ويقوم المتحف بتوثيق وتسجيل المقتنيات الأثرية ومواد التراث الشعبي المحلي التي يمتلكها تمهيدا لدراستها بشكل علمي وشامل . وتشكل مدينة الأخدود الجزء الأبرز من المعرض والتي تشكل جزءا كبيره من اهتمام المتحف ، في الوقت الذي يشرف فيه المتحف على موقع الأخدود مباشرة . وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد شرعت في توسعة وتأهيل متحف نجران الإقليمي وهو المشروع الثاني الذي تبدأ الهيئة في تنفيذه بعد متحف الجوف الإقليمي ضمن مشاريع تطوير المتاحف القائمة والتي تشمل المتاحف الإقليمية في كل من : جازان والأحساء والعلا وتيماء لتضاف إلى منظومة المتاحف الجديدة التي وقعت الهيئة عقود إنشائها في كل من الدمام ، وعسير ، وحائل ، وتبوك ، والباحة . وبلغت تكلفة المشروع ثمانية وعشرين مليون ريال ويعد من المشروعات المهمة في منطقة نجران لما له من استخدامات كبيرة لخدمة الآثار في منطقة نجران.