تعد منطقة نجران الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية إحدى المناطق التي حباها الله سبحانه وتعالى بالكثير من المقومات السياحية المهمة المتميزة بموقعها الجغرافي كواجهة على طرق الصحراء والمناخ المعتدل صيفاً وشتاءً . وتعتبر منطقة نجران رابع مدينة سعودية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها أكثر من 360 ألف كيلومتر مربع حيث تشمل ثلاث بيئات جغرافية منطقة سهلية خصبة تقع في وسط نجران وتمثل الثقل التاريخي والبشري وتضم العديد من الأودية وأشهرها وادي نجران ومنطقة جبلية في الغرب والشمال وتضم العديد من المنتزهات الجميلة وأشجار السدر والآثار التاريخية العريقة ومنطقة رملية في الشرق وهي جزء من صحراء الربع الخالي . ويتابع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران دعم السياحة في المنطقة والمحافظات التابعة لها والاهتمام بالآثار التاريخية التي تشتهر بها منطقة نجران ومحافظاتها حيث نوه سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بالدعم الكبير الذي توليه الحكومة الرشيدة لمشاريع المنطقة ونهضتها التنموية في كافة المجالات والتي بلغت اعتماداتها المالية أكثر من 13 مليار ريال خلال الاثنتى عشرة سنة الماضية . وأوضح سموه أن منطقة نجران حظيت بنقلة تنموية شاملة في جميع المجالات التنموية ومقبلة بأذن الله على مشروعات كبيرة تلبي اهتمام المواطن وتحقق طموحاته مشيراً في هذا الصدد إلى أن المنطقة حققت خطوات جيدة في المجال السياحي بدعم من ولاة الأمر حفظهم الله . ودعا سمو أمير منطقة نجران الجهات الحكومية ورجال الأعمال والمواطنين في منطقة نجران إلى الاهتمام بالقطاع السياحي لكون منطقة نجران تزخر بالعديد من المواقع السياحية والتراثية والأثرية المهمة . من جانبه أوضح مدير إدارة الآثار والمتاحف بمنطقة نجران صالح آل مريح أن منطقة نجران تتمتع بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية المهمة تعود إلى فترات تاريخية مختلفة وتشتمل على النقوش والرسوم الصخرية والكتابات التي تبرز تاريخ منطقة نجران وأثارها العريقة . وأبان آل مريح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن منطقة نجران تضم متحفاً اثريا يعد وجهة ثقافية وسياحية مهمة بالمنطقة حيث تعتبر صالة العرض الرئيسية أهم جزء يستحوذ على اهتمام الزوار بمختلف نوعياتهم والتي تشتمل على تاريخ وحضارة نجران من تحف أثرية وشواهد حضارية تمثل جميع الفترات التاريخية موثقة بالمعلومات والصور والرسوم التوضيحية . ونوه بمتابعة ودعم سمو أمير منطقة نجران لقطاع الآثار والمتاحف بالمنطقة وتعليماته المستمرة بتقديم أفضل الخدمات لزوار المنطقة . الجدير بالذكر أن منطقة نجران مرت بحضارات متتالية بدأت المرحلة الأولى قبل أكثر من 5 ٫1مليونسنة واستمرت حتى حوالي 2000 سنة قبل الميلاد وتعرف بحضارة العصر الحجري ثم بدأت الحضارة الثانية قبل 1000 سنة قبل الميلاد وشهدت نشأة مدينة نجران القديمة وازدهار التجارة البرية التي أسهمت في نشأة وازدهار العديد من المدن التجارية الأخرى في أنحاء الجزيرة العربية خلال الألف الأول قبل الميلاد حيث أصبحت نجران خلال الفترة من 600 قبل الميلاد إلى 300 ميلادي من أبرز المدن التجارية المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية .أما المرحلة الثالثة فبدأت بحلول عام 300 قبل الميلاد وانتهت بفجر الإسلام وتعرف بالفترة البيزنطية وكانت حادثة الأخدود أبرز أحداث هذه الفترة والمرحلة الرابعة فهي المرحلة الإسلامية التي بدأت في ألسنة التاسعة للهجرة حيث لم يعد الأخدود مكان التجمع الرئيسي في نجران وإنما انتشر العيش خارج الموقع في أنحاء متفرقة من وادي نجران . وتعد مدينة الأخدود الأثرية أهم المواقع التاريخية في منطقة نجران وهو الموقع الذي كانت تقوم عليه منطقة نجران القديمة ويقع على الضفة الجنوبية لوادي نجران وتتركز في مدينة مركزية يحيط بها سور بطول 532 متر وعرض 220 متر بنيت أساسات مبانيها من الأحجار المنحوتة بعناية بارتفاعات تتراوح مابين 4 - 2 أمتار وتمثل القلعة الفترة الرئيسية للاستيطان في الأخدود والتي بدأت قبل 600 سنة قبل الميلاد واستمرت حتى نهاية القرن الثالث الميلادي وهي الفترة التي تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية وفي خارج السور تنتشر تلال أثرية تحتوى على أساسات مبانٍ من الحجر والطين وتنتشر عليها الكسر الفخارية بكثافة وتمثل الفترة التالية لحضارة جنوب الجزيرة العربية إلى جانب الفترة الإسلامية . كما تحتضن منطقة نجران ومحافظاتها العديد من المواقع التراثية والتاريخية والسياحية من أبرزها أبار حمى التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية إلى جانب الكتابات بخط البادية المعروف بالثمودي والمسند الجنوبي والخط الكوفي وكذلك قصر الأمارة التاريخي وقصر العان وقلعة جبل رعوم ومتنزة الملك فهد وسد وادي نجران وشلال السعود ومحمية عروق بني معارض . وتتميز منطقة نجران بالعديد من الصناعات والحرف اليدوية مثل الصناعات الفخارية والصناعات الخشبية وصناعة الخناجر والجنابي وصناعة النسيج والصناعات الجلدية .