رغم أن الاستثمار في المجالات الزراعية والحيوانية قليلا ما يجذب النساء، فإن السيدة السعودية دينا الفارس كسرت هذه القاعدة، لتدير مزرعة للكافيار، تعد من أكبر المزارع في الشرق الأوسط، ويصل حجم إنتاجها الحالي إلى طنين ونصف الطن في السنة، مما يمثل نقلة جديدة لموقع المرأة في عالم الكافيار الذي يوصف بأنه «الماس الأسود»، والذي يصل استهلاك السعودية منه لنحو 20 في المائة سنويا، وهو ما دفع «الشرق الأوسط» لإجراء حوار مع الفارس من مزرعتها في المنطقة الشرقية. في البداية سألناها عما يميز الكافيار السعودي عن بقية الأنواع العالمية الأخرى، فقالت «الكافيار السعودي ينافس عالميا وبجدارة، فهو مرغوب ومطلوب في أرجاء العالم، فمن مميزاته وجوده الإنتاجي طوال العام، وجودته العالية في الطعم واللون والحجم»، وتضيف موضحة «أن من أكبر أسواق الكافيار استهلاكا حاليا هي دولة روسيا التي كانت من أكبر مصادره، قبل انقراض سمك الحفش». وتحدثت عن إنتاج مزرعة الكافيار التي تديرها، مؤكدة أنه «سيرتفع إلى خمسة أطنان في السنوات القليلة المقبلة»، فيما تقدر الفارس حجم الاستهلاك المحلي منه، قائلة «ليس بكثير المقارنة مع التصدير إلى الأسواق العالمية، فهي تتراوح ما بين 15 و20 في المائة من الإنتاج السنوي». وقدمت الفارس - خلال حديثها - نبذة موجزة عن أنواع الكافيار، بالقول «أشهرها ثلاثة: البيلوقا والأوسيترا والسيفروقا. ونحن نستزرع سمكة الأوسيترا بفصائلها المتعددة (السيبيري والروسي)، والاختيار ليس بعشوائي وإنما بعد دراسة النوع المرغوب في الأسواق جودة ونوعا، ولكن هذا لا يحد من تطويرنا المستقبلي لإضافة استزراع الأنواع الأخرى على حسب حاجة السوق». وبسؤالها عن كيفية التغلب على عدم ملائمة الظروف البيئية والمناخية لهذا المشروع، خاصة أنه قائم في بيئة صحراوية، أوضحت أن «مقومات نجاح المشروع ضئيلة جدا في ظل مناخ الدول الموردة، مقارنة مع المنطقة الشرقية، لذا كانت فكرة إنشاء المزرعة مقفلة، وتزويدها بالمرافق العالية التقنية التي تضمن المقومات الأساسية لدورة حياة سمك الحفش». وكالات