أرادت دنيا الفارس أن تكون مميّزة في حياتها وفي عملها، فحققت ما سعت إليه، عبر إدارتها مزرعة عالمية، على أرض سعودية، لإنتاج الكافيار، معترفة في الوقت نفسه بأنها امرأة عنيدة، وتحب المغامرة، بدليل إقدامها على إدارة هذه المزرعة، التي تعدّ الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتقول الفارس، وهي حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات البريطانية،: «واجهني الكثير المصاعب والمعوّقات في بداية تنفيذ مشروعي، أي قبل عشرة أعوام، على اعتبار أني امرأة، لا يمكنها أن تدير مشروعاً زراعياً ضخماً لإنتاج الكافيار داخل المملكة»، مستطردةً «ولكن هذا الشيء لم يُحبط من معنوياتي، في عدم تنفيذ ما خططت إليه، بل اجتهدت حتى تمكّنت من تحقيق حُلمي، ويعود ذلك لوالدي الذي دعّمني وشجّعني على مواصلة ما خططت إليه». وتكشف الفارس، التي تشغل منصب العضو الدائم في مجلس الشابات للأعمال الصغيرة التابعة للغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، عن هوية المشروع الذي تديره «نحن في مزرعة إنتاج الكافيار، لا نربي سوى سمك الأوسيترا، وهو أحد أنوع أسماك الحفش»، موضحة «عدد السنوات التي يتم فيها تربية اناث هذا النوع من الأسماك، استخراج الكافيار، تتراوح ما بين 8 و10 سنوات، ونستخدم أساليب متطورة في عملية تسريع الانتاج، من حيث استخدام نظام التدوير المغلق، من خلال تغطية الاحواض المائية التي يتربى فيها السمك، والتي تصل نسبة البروده فيها إلى 4 درجات، وهذه التقنية لا يتم استخدامها إلا في 3 مزارع في العالم فقط، مزرعتنا إحداها». وتشير الفارس إلى كمية إنتاج المزرعة من الكافيار سنوياً تتراوح ما بين 2.5 الى 3.5 طن، وأما اللحوم، فيتم إنتاج حوالي 160 طناً، وتقول: «يتم تغليف الكافيار وتعبئته لدينا في المزرعة، وذلك في علب تزن نحو 100 الى 500 جرام، وبعد تعبئته، يتم تصديره الى عدد من الدول الاوروبية، كما يتم بيعه داخل المملكة بحسب الطلب». وتضيف الفارس «للكافيار نوعان، هما الذهبي والاسود، وكلاهما يستخرج من أسماك الحفش، سواء من نوع بيلوجا أو أوسيترا أو سفروك، وهذه الانواع لها خصائص تختلف عن الاخرى، فمثلاً نوع بيلوجا يكون حجمه أكبر، ويحتاج إلى 25 عاماً كي يتم استخراج الكافيار منه، أما أوسيترا فيحتاج الى 15 عاماً لكي تتم الاستفادة منه، وأما النوع الثالث فهو سفروك وهذا شبه منقرض». وعن أكثر الناس إقبالاً على شراء الكافيار تقول الفارس: «هم أصحاب الطبقة الراقية والثرية، وأصحاب الثراء الفاحش». وتضيف الفارس: «المرأة السعودية قادرة على النجاح، وبإمكانها أن تصنع المعجزات، لو أتيح لها المجال، حيث إنها استطاعات أن تثبت أحقيتها في مشاركة الرجل في كثير من المجالات»، مضيفة: «لا ينبغي عليها أن تستخدم أسلوب التعنّت من أجل أخذ حقوقها، بل بالنقاش واثبات الشخصية، وفق ما أقرّته حكومتنا الرشيدة لها».