دخل «الكافيار» وهو بيض سمك الحفش سوق الملايين، بعد أن بلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه الذي يطلق عليه «الماسي» مليون ريال، إذ يمتاز بلونه اللؤلؤي، وهو نادر الوجود على رغم أن عمره يصل إلى قرن. ويقول مالك شركة لبيع الكافيار عبدالعزيز الجوعي: «يعتبر الكافيار «اللؤلؤ الأسود» مقبلات الأغنياء، كما أنه يجلب إلى الرياض أحد أندر أنواع الكافيار الذي يطلق عليه اسم الكافيار الماسي، ويمتاز بلونه اللؤلؤي، ويستخرج من بحر قزوين، ويبلغ سعر الكيلو غرام منه مليون ريال»، مشيراً إلى أن هذا النوع يحتاج إلى وقت لإيصاله إلى الزبائن، لصعوبة جمع كميات من هذا النوع، ويحتاج إلى 4 أشهر لجمع الكيلو غرام الواحد. وذكر أن ثقافة أكل الكافيار غير منتشرة في السعودية، فالكثيرون لا يعرفون كيف يتم تجهيزه للأكل، مشيراً إلى أنه يؤكل بملعقة خاصة، تكون إما من الرخام أو من العظم، ويصل سعر بعضها إلى أكثر من 110 ريالات، مرجعاً ذلك إلى ضرورة وصول البيض إلى فم المستهلك من دون المساس به وخدشه، للاستفادة من كامل مكوناته الغذائية. وأضاف الجوعي ل«الحياة»: «أن الكافيار الجيد يمتاز بالرائحة النفاثة التي تشبه رائحة مياه البحر، كما أن البيض يكون مرصوصاً بشكل هندسي متناسق، ويكون عاكساً للضوء، في حين أن الكافيار الصناعي يكون ذا رائحة مقززة». واعتبر أن لحم سمك الحفش الذي يستخرج منه الكافيار من أفضل أنواع الأسماك وأغناها بالمكونات الغذائية المفيدة، كما أن صلاحية السمك تستمر لفترة أطول، وحين يقدم مع الكافيار يعتبر من أفضل المأكولات البحرية وأكثرها فائدة. وحذر الجوعي من شراء الكافيار من أماكن غير معترف بها، والتي تقدمه بشكل غير جيد، لسوء التخزين من جهة، والنوع الذي قد يكون أقل جودة من غيره من الكافيار الموجود في السوق. من جهتها، أشارت مستثمرة الكافيار دينا الفارس إلى أن الطبقة الغنية هي المستهدفة من أكل الكافيار، مشيرة إلى أن الكافيار الذي تستثمر فيه تقوم بإنتاجه من مزرعتها الخاصة التي جلبت لها أفضل أنواع أسماك الحفش المنتجة للكافيار من بحر قزوين، إذ تعيش هذه الأسماك. ورأت الفارس في حديثها ل«الحياة» أن أفضل الدول المنتجة للكافيار في العالم هي إيرانوروسيا، مشيرة إلى أن سمك الحفش يعتبر من الأسماك القديمة التي وجدت منذ ملايين السنين، وهي سمكة معمرة يصل عمرها إلى 100 عام. وحول أسعار الكافيار التي تقوم بإنتاجه، قالت إنه يتراوح ما بين 5600 ريال إلى 18750 ريالاً، مشيرةً إلى أن غالبية إنتاج مزارعها والبالغ 5 أطنان سنوياً يباع في أميركا، وقريباً في أوروبا، إذ يزداد الطلب هناك، بخلاف السوق المحلية، موضحة أن الكافيار المنتج في المزارع ليس بجودة الكافيار البحري. أما خبير الكافيار رامي سرحان، فأرجع ارتفاع أسعاره إلى سببين، الأول أن إنتاجه يقتصر على ثلاث دول في العالم فقط، هي روسياوإيران ورومانيا، والثاني هو صعوبة استخلاص الكافيار، ذلك أن سمك الحفش بطيء جداً في إنتاجه، فهو يستغرق زمناً ليصل إلى سن النضج الجنسي. ولفت إلى أنه تم تحديد 25 فصيلة من سمك الحفش، ثلاثة منها فقط تنتج الكافيار، وكلها تعيش في بحر قزوين. وأضاف أن الفصائل الثلاثة هي «بيلوغا»، ولون إنتاجه من الكافيار ما بين الرمادي الغامق والفاتح، وهو كبير الحجم وله قشرة رقيقة، أما النوع الثاني فهو «آسيترا» ولونه رمادي غامق إلى فاتح أو ذهبي وهو لذيذ الطعم جداً، أما النوع الثالث وهو «سيفروغا» وهو رمادي غامق وحبيباته صغيرة كما أنه لذيذ الطعم. وذكر أن أكبر سمكة حفش تم صيدها هي من نوع «بيلوغا» كان عام 1966 في نهر الأورال وبلغ وزنها 2520 رطلاً، وأخرج منها 900 رطل من البطارخ، ما يجعل من ثمنها بسعر اليوم نصف مليون دولار. وعن طرق صيد سمك الحفش، قال إن الصيادين يقومون بقتل السمكة واستخلاص البطارخ منها، ثم يغسل البيض ويوضع في محلول مملح ويعبأ في علب معدنية لشحنه. وأشار إلى ضرورة التأكد من أن الزيت داخل البيضة يجب أن تكون لزوجته شبيهة بلزوجة العسل كما في درجة الحرارة العادية.