هذا الأسبوع وزعت رسالة تتحدث عن حي الزاهر في مكةالمكرمة، أرفقت بها روابط لخبرين عن الحي، نُشرت في صحيفتي مكة والمدينة، وتضمنت معلومات عن الحي الذي ارتبط بالعديد من الذكريات لأهل مكة بل هي ذكريات مشتركة. ولاحظت تغييب معلومات هامة عن الزاهر، منها: مستشفى الزاهر الذي تأسس في 1373ه، ويعد أول مستشفى بالمملكة، وسمي باسم الملك عبدالعزيز رحمه الله، ولا زال لليوم. وأيضًا من المعلومات الهامة التي لم أجدها ضمن الحديث عن الزاهر أن أول مؤتمر للمعلمين عُقد فيه عام 1395ه بحضور معالي الشيخ حسن ال الشيخ رحمه الله وزير المعارف تلك الفترة ، ودعوة أهالي مكة للملك خالد رحمه الله، وبها أول قصر للأفراح بالمملكة وهو قصر بدر، وأول ملاهي للأطفال، إضافةً إلى مدرسة مكة الثانوية، ومكتبة الثقافة. كل ذلك لم أجده في الرسالة، أو في ما نُشر في مكة والمدينة. سوف اذكر شي من الذكريات الخاصة اول عهدي بالزاهر بمعلومات جميلة بدأت مع والدي رحمه الله في الثمانيات الهجرية، إذ كنت أرافقه لزيارة شبه يومية قبل مغرب كل يوم للقاء أصدقائه من آل الشافعي، وكان سكنهم في الزاهر أو المكان المعروف بالشهداء شمال الصاعد إلى العمرة، يقضون بعض الوقت في لعب “البلوت”.وكانت الشهداء متنفسآ لأهالي مكة لخلو اكثر مساحاتها من العمران ، ومن أهم المناسبات في حدائق الزاهر الدعوة التي أقامها أهالي مكة للملك خالد رحمه الله في 1400ه والتي ألقى فيها الأديب والشاعر علي حسن أبو العلا رحمه الله قصيدته الشهيرة وورد فيها الطلب من الملك بحضور ولي العهد الأمير فهد رحمه الله تأسيس جامعة في مكة وقال: نحتاج جامعة تضمُ معاهدًا .. في قلب مكة تزدهي وتنيرُ. وصدر في الحفل أمر الملك خالد بتأسيس جامعة ام القرى. ومن معالم الزاهر قصر يعرف بقصر فاروق أقيم عند زيارته لمكة. لنا فيه ذكريات عندما استعملته إدارة تعليم مكة، وبقي سنوات يضم مستودع التعليم، ثم سلم لإدارة الآثار التابعة لتعليم مكة، ورأسها في بدايتها صديقنا التربوي صدقة براشي رحمه الله. وأحمل ذكريات جميلة امتدت لنحو عشر سنوات في المركز الإعلامي في الزاهر فترة إدارة الصديق الأستاذ فيصل عراقي رحمه الله، والأنشطة التي كانت تُقام فيه، وأسابيع التوعية والحفلات الثقافية لنادي الوحدة فترة إدارة المهندس طارق القصبي، وأول معرض للصناعات الوطنية تنظمه الغرفة التجارية فترة رئاسة الشيخ صالح جمال رحمه الله. وكنا نُشارك تلك الفترة بفعاليات تربوية بطلابنا في إلقاء أناشيد ترحيبية وفقرات توعية إلى جانب العمل الصحفي. وأذكر تلك الفترة الأصدقاء هاني فيروزي رحمه الله الإعلامي المعروف، وعبدالله راشد، وغيرهم. ومن أهم الفعاليات تلك الفترة زيارة الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رحمه الله للمركز الإعلامي والذي كان يضم تلفزيون مكة وعمل فيه الصديقين عصام حسن رواس ومحمد أمان رحمهما الله. ومن الذكريات أيضًا دراستنا في معهد المعلمين الثانوي الذي كان مقره ضمن قصور الزاهر 1390ه، وكان مديره تلك الفترة الأستاذ عبدالحميد خياط رحمه الله. وأذكر من أساتذته الشيخ الشريف عبدالله بن همام المنعمي رحمه الله الذي كان معلمًا، ثم وكيلًا، ثم مديرًا للمعهد عندما انتقل إلى حي العزيزية، والدكتور حسن مختار والأستاذ عدنان كاتب والأستاذ كمال عبدالحي والأستاذ محسن بهادر والأستاذ منصور سليم الدين، إضافةً إلى الأساتذة داوود شمس الدين وفايق كتوعة ونعمان طاشكندي وصالح ناضرين رحمهم الله وغيرهم. كما استغلت إدارة التعليم بمكة أحد المباني مقرًا لها لسنوات منذ إدارة الأساتذة عبدالقادر كعكي وسهل المطرفي رحمهما الله. ويعد الزاهر الطريق لأهالي مكة والحجاج والمعتمرين لعقد الإحرام من مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها والطريق للمدينة المنورة ومقر جريدة الندوة والتي عملنا فيها سنوات وهو مقر جريدة مكة الآن ونادي الوحدة الرياضي قبل بداية الطرق الأخرى في السنوات القريبة. ومن المنازل الشهيرة منزل آل البوقري خلف حدائق الزاهر، ومنزل الشيخ صالح جمال رحمه الله ومطبعة الثقافة ومنزل الشيخ علي أزهر رحمه الله والذي عمل لسنوات مديرًا لرعاية الشباب في تعليم مكة ومقر بيت الطالب بجوار مقر معهد المعلمين والذي رأسه لسنوات الأستاذ عبدالغني خياط وإدارة المستشارين التي عمل فيها الشيخ عبدالله عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام ومعلم الملوك والأمراء وكانت مجاورة لمقر تعليم مكة ومقر الأحوال المدنية الذي لازال في أحد قصور الزاهر والإدارة الهندسية التابعة لأمانة العاصمة. ومن أشهر سكان الزاهر صديقنا الفريق جابر عبدالحفيظ رحمه الله والذي قاد ثاني حملة للمتخلفين 1398ه، تابعناها تلك الفترة في البلاد ثم أصبح قائدًا لقوات الحج. واليوم يضم حي الزاهر من سنوات اقسام البنات لجامعة ام القرى والمكتبةالعامة ونادي مكة الثقافي وفرع هيئة الصحفيين ربما تغيب عن ذاكرتي الآن بعض معالم “الزاهر” لكنني أعتقد أنني أوردت أهمها متحدثًا عن الحقبة الزمنية التي أدركتها وأعرف أن هناك معالم وأسر لم أذكرها ربما لعدم علمي بها، ولعل هدم مبنى مدرسة الزاهر المتوسطة والتي كانت مبنى كلية الشريعة من سنوات طويلة آثار شجون وذكريات للحديث عن الزاهر. * تربوي وإعلامي