حققت الأمسية الشعريّة التي أقيمت في نادي مكة الثقافي الأدبي ، مساء الاثنين 21/2/1438ه ، نجاحاً لافتاً باعتراف الجمهور الكبير الذي حضر هذه الأمسية ، وتمتّع بما فيها من بيان جميل ، ونقد أصيل .. وقد شكر الحاضرون لنادي مكة هذه البادرة الطيبة بالتعريف بنخبة من شعراء جازان ، من خلال هذه الأمسية التي أقيمت بالتعاون مع نادي جازان الأدبي ، لتحقيق التواصل بين الأندية الأدبية الشقيقة ، في إطار الحراك الثقافي والأدبي الذي تشهده المملكة في العهد السعودي الزاهر.. وأكّد الدكتور حامد الربيعي ، رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي ، في كلمة ترحيبية على أهمية هذا التواصل ، مشيراً إلى أن الأمسية مسكونة بمذاق نكهة الوطن ، لثمرة طيبة من ثمار مدينة جازان الشاعرة من أبنائها المبدعين الأدباء ، الفصحاء ، الأعزّاء .. وجاءت كلمة مدير الأمسية الأستاذ الحسن أحمد آل خيرات ، رئيس نادي جازان الأدبي بعدها ، لترحّب بهذا التواصل بين مكةالمكرمة النور، التاريخ ، جامعة القلوب ، وبين جازان الشاعرة .. مشيراً إلى تعدّد المدارس الشعرية في جازان بعد مرحلة السنوسي والعقيلي ، وغيرهما من الروّاد.. وقد استهل كلامه بأبيات شعريّة حظيت بالإعجاب .. جولات شعرية : ثم بدأت الجولات الشعرية للأمسية حيث شارك الشعراء علي دغريري ، علي الأمير ، وحسن الصلهبي ، في إلقاء مجموعة مختارة من قصائدهم التي تنوّعت في أساليبها ، ورؤيتها ، وخيالاتها ، وموضوعاتها ، والتي شملت الجوانب الوطنية ، والاجتماعية ، والذاتية ، مع فخر خاص بجازان طبيعة ، وشاعرية ، وصموداً علي الحدود .. التعقيبات والمداخلات : واختتم الأمسية بمجموعة من التعقيبات بعد قصيدة للأستاذ محسن أبوعقال ، وقد تناولت هذه المداخلات الجوانب التالية : أولاً : الثناء على الأمسية ، وهذا ما أشارت إليه ثلاث من عضوات الجمعية العمومية حيث رأت الدكتورة هيفاء الجهني أن نادي مكة الثقافي الأدبي ، وفّق أيما توفيق في إقامة هذه الأمسية بالتعاون مع نادي جازان الأدبي ، وباختيار شعرائها الثلاثة ليكونوا فرساناً لها .. كما أكّدت الأستاذة فاتن حسين بأن الأمسية كانت مميزة وهي بادرة جميلة من نادي مكة الأدبي .. كذلك نوّهت الأستاذة مريم الزهراني بالأمسية وما جاء فيها من قصائد ماتعة ونافعة . ثانياً : الثناء على الشّعراء : وهو ما أفصح عنه الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني الذي أكّد أن شعراء الأمسية بما قدمّوه من بيان جميل أعادوا للقصيدة رونقها .. وكانوا ممن يستحقون أن نرفع لهم الرايات والقبعات إعجاباً وتقديراً.. ورأى الدكتور محمد بن مريسي الحارثي أن شعراء الأمسية قدّموا شعراً مستفزاً يفرض علينا الإصغاء إليه .. وهو شعر لا يبحث عن الانتماء وإنما هو منتم بذاته .. وخاطبت الدكتورة هيفاء الجهني الشعراء بقولها : كنتم للجمال نبراساً، وللجمال عنوان .. وأشار الأستاذ مشهور الحارثي أن الشعراء تناولوا قضاياهم الاجتماعية والوطنية بأحاسيس صادقة ، في حين وجد القاص عمرو العمري أن الشعراء لم يقولوا أجمل ما عندهم رغم ما قالوه من بيان رائع .. ثالثاً : مكانة جازان الشعريّة: وهو ما أبانه ناقد الأمسية الرئيس الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي ، معللاً ذلك بالتنوّع الثقافي في جازان ، والذي تجاوز الشّعر إلى النثر والفن ، والغناء وغيره من ألوان الإبداع الذي فيه ما يبهج وما يمتع وما ينفع.. ورأت الدكتورة هيفاء الجهني أن شاعرية جازان انعكست على إبداع شعرائها فكانت مجال فخر لهم ، وهو دليل انتماء ، وحب واعتراف بالجميل .. وبحث الدكتور عبدالعزيز الطلحي عن علّة شاعرية أهل جازان ، مشيراً الملمح الجمالي في المكان ، وإلى وجود ثقافات مبكرة فيها .. ثم ترك السؤال معلقاً؟. كما أشار الأستاذ مشهور الحارثي إلى دور البيئة متمثلة في طبيعة جازان الجميلة ، إضافة إلى ما يتمتع به أهل جازان من فصاحة وثقافة . رابعاً : نظرات نقديّة : وكان في مداخلات المعقبين نظرات نقدية متعددة في بيان الشّعراء ومنها تأثرهم ، وبخاصة الشاعر علي الأمير بالشاعر محمد الثبيتي .. وهو ما أشار إليه الدكتور عبدالعزيز الطلحي ، حول أثر الثبيتي في الشعراء المجايلين ، وما بعده .. وقد أكّد على ذلك الشاعر علي الأمير ، موضحاً أن تميًز الثبيتي جعلته يترك بصمته على الآخرين .. وهكذا جاءت أمسية جازان الشاعرة في نادي مكة الأدبي ثرية بإبداعها شعراً ونقداً وبحضورها كما وكيفاً.. لتشكل إضافة لفعاليات نادي مكة الثقافي الأدبي في مشواره الزاخر ..