بمشاركة ثلاثة شعراء من الشرقية ، ومن الغربية ، ومن الشمالية ، نظم نادي مكة الثقافي الأدبي أمسية إبداعية ، حضرها عدد من النقاد وذواقة الشعر ، وأدارها الأستاذ الدكتور عبدالله بن إبراهيم الزهراني ، عضو مجلس إدارة النادي .. مثّل المنطقة الشرقية في مساء الشعراء ، الأستاذ حسن السبع الذي قدم خلال جولات الأمسية عدداً من قصائده المختارة بدءاً من ( نصف الضجيج ) التي تناول فيها علاقته بالشعر ، وانتهاء بقصيدة (شهر زاد ) التي أكد من خلالها أن الإنسان لغة .. وليس لحماً وعظماً وشحماً فقط .. وكان شاعر المنطقة الغربية في هذه الأمسية الشاعر المكي الأستاذ عبدالله محمد جبر ، الذي نوع في تقديم قصائد قديمة وحديثة ، حيث دافع عن أم المؤمنين السيدة عائشة ، وكانت له رؤية في سماء مكة ، وتساءل في قصيدة غزلية ( بربك كيف أعدت الربيع إلى شجرة زهرها يذبل ؟) .. وتفاعل شاعر الشمال الغربي محمد بن فرج العطوي مع أحداث ومآسي الأمة في أكثر من قصيدة ، دون أن يهمل الغزل وهو يسند رأسه على كتف الشوق ، في قصيدة ( ما ينتهى بالسكون ) . وفي مجال التعقيب على هذه الأمسية أثنى الدكتور عبدالله الزهراني على ما تم تقديمه حيث وجد فيه لون مختلف من الشعر والشعراء ، ونكهة تشبع الوجدان والعقل .. كذلك نوهت الدكتورة بدرية الفهمي بشعراء الأمسية وبتجربتهم الشعرية الناضجة .. ووجد الدكتور محمود عبدالمعطي في قصائد الأمسية سمو العاطفة والصدق ، وتجلي قيم العقيدة والحب والوطن .. وأشار أستاذ النقد الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي ، في تعيبه على الأمسية إلى زمن الشعر لم يول .. واعترض على رأي الشاعر حسن السبع بأن الشعر موجود في اللغة وليس في الوزن والقافية … مؤكداً بأن الوزن هو شرف الشعر ، والقافية حوافر الشعر ، وأن مصادرة الوزن هي مصادرة للغة ، وإسقاط الوزن إسقاط للغة .. وقد أيد الشاعر عبدالله جبر رأي الحارثي ، وضرورة الوزن للشعر مع أن هناك نثراً يفوق الشعر ، ككتابات غادة السمان التي لم تزعم أنها شاعرة ..