ضمن نشاطه المنبري لهذا العام نظم نادي مكة الثقافي الأدبي أمسية شعرية للدكتور الشاعر ابراهيم العواجي قدم لها الدكتور راشد الراجح, رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي الذي وصف العواجي بالشاعر المحلق ، والإداري الناجح وبالأخلاق الفاضلة والأدب الجم. وأشار الدكتور راشد الى ان العواجي كان خير من تحمل المسؤولية حين كان وكيلا لوزارة الداخلية.. منوها باسهاماته الفكرية والأدبية. القصائد بعد التقديم تحدث الدكتور ابراهيم العواجي, شاكرا لنادي مكةالمكرمة استضافته له, مؤكدا انه لا يملك إلا ان يستجيب لنداء مكةالمكرمة في الحال, وان هذا اللقاء له طعم خاص ونكهة خاصة ومعنى خاص بالنسبة له. ثم بدأ الشاعر في القاء قصائده, وكانت أولاها عن الوطن قال في مطلعها: ==1== وطني هذا الذي أخاف عليه==0== ==0==من رياح الزمان والاطماع ولد الحرف في رباه قرونا==0== ==0==وتربى بحضنه واليراع عرف النور في عصور الدياجي==0== ==0==وانبرى صامدا بوجه النزاع كلما رام حاقد منه شبرا==0== ==0==رد ميلا على طرق الضياع==2== وتوالت بعد ذلك قصائد الشاعر في موضوعات متنوعة من دواوينه القديمة والجديدة وكان منها خماسية قال فيها:==1== لكم ياصبح أرقني==0==ضباب الفكر والرؤيا==0== لقوم لا يرون النور ==0==رغم شعاعه الأقوى==0== وهم في الصحو يرتملون==0==بين الشك والشكوى==0== وهم في النوم يحتفلون==0==بالأحلام والنجوى==0== هلاميون يختصمون==0==لا يدرون ما الدعوى==0====2== وأكد الدكتور العواجي في ثنايا حديثه انه منذ أكثر من سنة لم يكتب شعرا عن فلسطين لأن القضية أصبحت أكبر من القصيدة خاصة انه ليس بناظم فالقصيدة هي التي تكتبه.. وانه يكتبها كما تأتي. وأوضح الشاعر ما يمثله (الفجر) بالنسبة له في معان جميلة.. فهو المبدأ, والوطن, والحب, والإيمان, والصدق, والقيم.. ولذلك فهو يكرره في قصائده. المداخلات بعد انتهاء الدكتور العواجي من إلقاء قصائده شارك عدد من النقاد واساتذة الجامعة في التعقيب على الأمسية وما تم تقديمه فيها من قصائد. فأثنى الدكتور محمد مريسي الحارثي على ما قدمه الدكتور العواجي مؤكدا انه استطاع ان يحفر اسمه شاعرا في منظومة شعراء المملكة الذين لهم أصالتهم المعرفية, وأصالتهم في الرؤية فحضوره كان متميزا في المنتديات وعلى المنابر الادبية الواسعة داخل المملكة وخارجها. وقال الدكتور الحارثي: ان الشعر الذي سمعناه هو شعر المعرفة المنتمية الى مرجعية إسلامية عربية وطنية.. وهو شعر يبحث متلقيه عن فكرة يلتقطها من خلال هذه اللغة الشاعرة الجيدة في بابها. وأضاف قائلا: ان الشاعر قدم لنا ما يريده واستمتعنا بما نريده فجاءنا شعرا عربيا فصيحا منتميا الى هذه الروح العربية. اما الدكتور عبدالله ابراهيم الزهراني فقد أشار في تعليقه الى ان قصائد الأمسية تناولت ثلاثة جوانب: الوطن, والقدس, الى جانب المساحة الوجدانية. وأضاف: الدكتور ابراهيم العواجي من أقدر الشعراء السعوديين على تصوير الحنين والغربة والقلق.. وانه من الشعراء القلائل الذين يقدمون الشعر على انه رؤية وتجربة فنية تفصح عن ملامح الإنسان وهمومه. وأشار الزهراني الى تطور الشاعر فنيا بين دواوينه القديمة والحديثة.. مثنيا على خماسياته التي تمثل العواجي الشاعر والمفكر. واكتفى الدكتور عبدالله العطاس بطرح بعض الأسئلة والأحاسيس تجاه الشاعر وشعره, وما في قصائده من قيم, والموقف النقدي منها.. مثنيا على أخلاقيات الدكتور العواجي داخل المنصب وخارجه.. ووصف الدكتور عبدالوهاب الحكمي الشاعر الفحل وقال ان معانيه وأغراضه جلية واضحة, والموسيقى الداخلية في قصائده متوازنة, وقد تأثر بقصائد شوقي في شعره الوطني. وكان لعماد علي قطري عضو رابطة الأدب الإسلامي, تعليق قال فيه ان الدكتور ابراهيم العواجي شاعر قضية, وشاعر التزام حق, دون فقط الخصوصية.. وقلما نقرأ للعواجي قصيدة لا تحمل في طياتها قضية اضافة الى التزامه بالمنهج الشعري, وتحليقه في سماء الإبداع. هذا وقد أجاب الشاعر عن أسئلة الحضور موضحا ان شعره كان متنفسه الحقيقي أثناء عمله وكيلا لوزارة الداخلية, وان أغلب الشعر الذي يعتز به كتبه أثناء عمله الرسمي. وفي نهاية الأمسية قدم الدكتور راشد الراجح رئيس (نادي مكة الثقافي الأدبي) درع النادي ومجموعة من اصداراته لضيف النادي معالي الدكتور ابراهيم العواجي. وقد حضر هذه الأمسية جمهور عريض من محبي الشعر يتقدمهم عدد من الأدباء والنقاد وأساتذة الجامعة. د. راشد الراجح