في موقفٍ لا يصدر إلا من أولئك الرجال الشجعان ، وهم في الحقيقة قلة , تحدث عميد كلية المجتمع بجامعة الخرج الدكتور /خالد بن محمد الوهيبي بكل شفافية عبر صحيفة الخرج اليوم ، والتي خصها بحديثه بعد الشكوى التي تقدم بها بعض الطلاب على ما وصفوه بالقرارات التعسفية على حد تعبيرهم . حيث أبدى أسفه لطلاب الدبلوم المسائي بالكلية نتيجة سوء الفهم الذي حدث ، واصفاً ما تم بأنه كان طبيعيا في حينه ، ومناسبا للجو العام يومها ، وأنه لا يأنف من الاعتذار إذا أخطأ . و الخرج اليوم ومن منطلق سياستها في إظهار الرأي والرأي الآخر تنشر لكم الحوار الذي أجريناه معه . س / دكتور خالد دعنا ندخل في صلب الموضوع بشكل مباشر ما هي قصة الخطاب شديد اللهجة والذي ألقيته على الطلاب في صباح يوم السبت 14/7 مما جعل طلاب الدبلوم المسائي يقدمون شكوى عبر الخرج اليوم ؟ الدكتور خالد : أولاَ أود أن أشكر صحيفة الخرج اليوم على اهتمامها بالحقيقة وعلى حرصها على معرفة الحقيقة ، ومن المؤسف أيضا أن صحفاً أخرى قامت بإنزال الخبر أو الشكوى دون تثبت ، ودون بحث عن الأسباب التي دعت إلى مثل هذا الكلام الذي وجه إلى هؤلاء الطلاب . وكما هو معلوم فإن لكل فعل ردة فعل ، كما يقول الفيزيائيون ، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه . والذي حدث أنه في خلال مروري على الطلاب في قاعة الاختبارات رأيت عددا من طلاب المسائي ممن يكثر الالتفات وتحريك ورقته لليسار أو لليمين ، وبعضهم كان يتحين الفرصة للتحدث مع من أمامه ، وهم لم يلحظوني في كل ذلك لأنني كنت أتي من خلف الأعمدة بحكم المدخل الرئيسي . أخبرت بذلك المسئول عن الكنترول والاختبارات في الكلية وطلبت منه ضبط ذلك من أعضاء هيئة التدريس . انتهى الأمر على هذا في ذلك اليوم ، ولكني تفاجأت في اليوم التالي بالكنترول يرفع لي تقريرا بحالة غش من طالبين من طلاب المسائي ، وللأسف أنهما عند مواجهتهما أنكرا ذلك وأخذا يكذبان المشرف ..! ورغبة منا في عدم ظلم أحد الطالبين قلنا يحال ذلك إلى لجنة الكنترول للتحقيق في ذلك. في اليوم الذي يليه أيضا ، لاحظ أن هذا هو اليوم الثالث على التوالي من نفس طلاب المسائي ، قيل لي إن أحد أساتذة الكلية طلب من أحد الطلاب التقدم إلى الأمام والتحرك من مكانه حتى يبعده عن محاولة غش ، فيتلكأ الطالب ثم يذهب ويجلس خلف طالب آخر ، يأتيه مشرف القاعة ويطلب منه الانتقال مرة أخرى في مكان مناسب ، فيتلكأ مرة أخرى ويرفض معترضا وكأنه يقول للطلاب : انظروا كيف أنا اعمل بالأساتذة ، فيأتي أستاذ ثالث ويطلب منه الانتقال ، فيرفض ، فما كان من الأستاذ إلا أن سحب ورقته منه , هذه تصرف طبيعي جدا من الأستاذ . إنه أمر مؤسف أن يحدث هذا من رجال ، بعضهم أكبر سنا من أساتذته . أيضاً أبلغني أحد الأساتذة أنه نبه طالباً يحاول الغش بقوله : من غشنا فليس منا , فرد الطالب : من راقب الناس مات هما ً..! فكيف لطالب أن يصدر منه هذا التصرف ...؟ وخاصة أن بجانبهم طلاب صغار ، تخيل تأثير هذا تربويا على هؤلاء الطلاب . والذين تقدموا بالشكوى إليكم لم يذكروا ما فعلوه أو فعله بعض زملائهم ، ركزوا فقط على أن العميد تكلم معهم بأسلوب جاف . هذه التصرفات كان لابد لها من وقفة تعيد الأمور إلى نصابها ، فجئت في اليوم التالي في بداية الاختبارات ، وكان الطلاب وقتها يملئون استبانة تقويم المقرر الدراسي ، ولم يكونوا قد بدءوا في الاختبارات بعد ، فطلبت من الجميع التوقف للاستماع إليّ ، ولما وجدت بعض الطلاب لا يزال منصرفا إلى الاستبانة ، طلبت من الأساتذة جمع الاستبانات مؤقتا من الطلاب حتى أنتهي من كلامي ، وتحدثت مع الجميع بما في ذلك الأساتذة ، مركزا كلامي بطبيعة الحال على طلاب المسائي ، تحدثت عن خطورة الغش ، وذكرتهم بأن أي مال سيكسبونه في المستقبل نتيجة هذا الغش فهو حرام ، وأيما مال نبت من السحت فهو إلى النار . وطبعا الذين تقدموا بالشكوى لم يذكروا ذلك ، ولم يذكروا أنني وجهت حديثي إلى جميع الموجودين .. والحق يقال فإن الكلية قد تكون مقصرة في عملية توزيع المقاعد والأرقام ، مع أننا نعاني من ضيق الأماكن في الكلية مقارنة بعدد الطلاب ، وحذرت الطلاب في كلمتي بأن حالات الغش سوف تضبط ، وأننا سوف نطبق بدءا من العام المقبل إن شاء الله بعض الإجراءات التي تحد من محاولات التسيب والغياب في وقت الدراسة أو الغش في وقت الاختبارات ، مثل عمل اختبارات فصلية مفاجئة ، ومثل أن يكون لكل اختبار ثلاثة نماذج : أ ب ج ، دعني أذكر لك أنه حينما زارنا وكيل الجامعة في الأسبوع قبل الأخير من الفصل الدراسي لم يجد إلا ستة عشر طالباً ، فماذا يعني هذا ؟ عدم انضباط الطلاب وعدم الحضور ، ومهمتنا كعمادة للكلية هي أن نعمل على ضبط عناصر العملية التعليمية . وفي سؤال للخرج اليوم حول فرض الرسوم المالية وما له من أثر في هدم طموحات الكثير من الطلاب الذين أتوا أصلا لتحسين مستواهم المادي ، أجاب سعادة عميد الكلية : أتمنى من الشخص الذي نقل الكلام أو كتب الكلام أن يثبت أنني طلبت من الذين هم على رأس الدراسة أي رسوم . أنا قلت في حديثي لطلاب المسائي أن دراسة المسائي ستكون مستقبلا عن طريق المركز الجامعي لخدمة المجتمع وليس عن طريق كلية المجتمع ، وهناك تأكيد وعزم من معالي مدير الجامعة على افتتاح هذا البرنامج ، لما له من فائدة كبيرة لكافة شرائح المجتمع ، وقلت لهم إن الدراسة في ذلك المركز ستكون مستقبلا برسوم. الذي لم أقله – متعمدا – هو أن الدراسة المسائية ، أو ما يطلق عليه البرنامج الموازي ، قد تكفل به سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وأن رسوم البرامج الموازية تدفع من قبل وزارة التعليم العالي ، صحيح أن الطلاب يقومون بالتوقيع على تعهد بدفع الرسوم فإن لم يوافق التعليم العالي يدفعها الطالب ، وهذا أمر يعلمه كثير من الطلاب ، ولكنني تعمدت عدم الإشارة إليه تخويفا لهم ، وأحيانا يقسو الإنسان على ابنه من أجل أن يقوم أخلاقه وسلوكه ، إذا اعتبرت ذلك قسوة ، ولكني لم أقل إن الكلية ستأخذ أية رسوم من طلاب هذه الفترة ، كما أنني لست صاحب الصلاحية في فتح الدبلومات أو إغلاقها ، كما أن أي قرار أتخذه لا يصبح نافذا إلا بعد موافقة مجلس الكلية ، ثم موافقة معالي مدير الجامعة . وأما بالنسبة لموضوع وقت بدء الدراسة ، فقد قلت إني أعدكم أن الدراسة المسائية ستبدأ الساعة الواحدة والنصف ، أنا على قناعة بأن هذا الكلام صحيح ؛ لأن الدراسة الصباحية في الكلية تنتهي في الواحدة والنصف ، فإذا أغلقت البرامج في الكلية من الواحدة والنصف حتى الثالثة ، الأساتذة لا يستطيعون أن يذهبوا للغداء أو للراحة ، وبقائهم فيها سيكون فيه عناء وكلفة عليهم ، فالأفضل أن نشبك الدراسة المسائية بالصباحية ، ولكن لم يوافقني مجلس الكلية في ذلك ، وقال المجلس إن الطلاب قد وقعوا على استمارة القبول وفيها أن الدراسة للمسائي تبدأ الساعة الثالثة مساء حتى الثامنة مساء ، فوافقت مجلس الكلية ولم أتجاوزه. ما قلته هو خلاصة ما حدث بكل صراحة ، صحيح أنني كنت منفعلا ، ولكنها كانت ردة فعل طبيعية تماما ، بعدها وزعت استبانات تقييم المقررات على الطلاب ، وبعد الانتهاء منها تم توزيع الاختبار بدون أي مشاكل ، وكل الموضوع لم يستغرق أكثر من عشر دقائق وجّهت لجنة الإشراف على الاختبارات بتعويض الطلاب عنها، ولكنها كانت وقفة لازمة . أما المبالغات ، والتركيز على بعض ما قلته ونسيان أو تناسي البعض الآخر فهذا غير مقبول ، والتجني علي بتحريف ما حدث ، كأن يقال إنني طلبت سحب أوراق الاختبارات من الطلاب ، صحيح أني طلبت من الأساتذة سحب الأوراق ولكن كانت تلك الأوراق لتقييم للمقررات ولم تكن أوراق الامتحان . ، أو يقال إنني اتخذت قرارات بإغلاق برنامج المسائي أو فرض رسوم ، هكذا من عند نفسي ، فهذا تجنّ على شخصي ، وتجاوز للحقيقة وحول ما جاء في الخبر الذي تم تداوله عبر إحدى الصحف أن عدد الطلاب المتقدمين للشكوى 300 طالب فهذا غير صحيح ، فعدد طلاب الكلية من الصباحي والمسائي الذين وجهت إليهم كلامي أقل من ذلك العدد الذي ذكر.. وقد طلبت الخرج اليوم من الدكتور /خالد الوهيبي عميد كلية المجتمع كلمة أخيرة يوجهها للطلاب الذين يعتبرونه نصيرهم وعشمهم ، وتأكيدهم على أن تصرفاً مثل هذا التصرف الأرعن الذي صدر من بعض الطلاب لا يمثلهم لا من قريب ولا من بعيد ورفضهم التام لمثل هذه التصرفات ؛ قال الدكتور : هذا كلام جميل ، وأريد في صلب العنوان لهذه المقابلة أن الدكتور خالد الوهيبي يقدم اعتذاره لطلابه وأبنائه لغلظته عليهم في الكلام , نعم كانت ردة فعل قاسية مني ، وليعلم الجميع أننا نتعامل معهم كإخوة وليس كطلاب. فشكراً للدكتور الوهيبي لأخلاقه العالية وسعة صدره وتحدثه مع الخرج اليوم بكل شفافية في سبيل توضيح الحقائق .