في لحظة من غياب الضمير وقبله العقل استذله الشيطان وزين له سوء عمله حتى وقع في جريمة بشعة هي من أكبر الجرائم وأعظم الحرمات وهي قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، متناسياً بأن لله عين لا تغفل، وأنه مهما بلغ في الإمعان بإخفاء خيوط جريمته لا بد من أن تكتشف ذلك بأن الله قد توعد القاتل بالقتل ولو بعد حين . وقائع الحادثة تتلخص ببلاغ تقدم به أحد المواطنين في العقد الثالث من العمر إلى مركز شرطة الحمراء وغرناطة مفاده أنه عند إيصال شقيقته إلى منزلها بحي القادسية وجدا الباب مقفلاً فقام بدوره بإحضار أحد عمال محلات المفاتيح لفتح الشقة وعند دخوله إلى الشقة وجد زوج شقيقته الثلاثيني مسجاً على الأرض وقد فارق الحياة وجثته متعفنة. جهة التحقيق بمركز شرطة الحمراء وغرناطة باشرت الانتقال والمعاينة لموقع الحادثة رفق الطبيب الشرعي والخبراء المختصين في الأدلة الجنائية، وقد تبين من المعاينة وجود بقع دماء في الصالة، ومحتويات المنزل كانت مبعثرة، كم أظهر الفحص الطبي وجود آثار لثمان طعنات نافذة في أنحاء متفرقة من الجسد. إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض وفور تلقيها معلومات البلاغ قامت بحصر كافة علاقات المجني عليه وتحليل ارتباطاته الاجتماعية وقامت بالبحث عمن يمكن أن تتوفر لديه دوافع لارتكاب مثل هذه الجريمة من الأشخاص المحيطين به أو من تربطهم به علاقة، ومراقبتهم رقابة مستمرة وعلى مدار الساعة، وقد أسفرت الجهود عن تركز الشبهات في أحد الوافدين الأفارقة في العقد الثاني من العمر بعد أن أشارت الدلائل الأولية عن تورطه بارتكاب الحادثة، حيث كان يختبئ في منطقة حائل، وقد اتخذت كافة التدابير اللازمة للقبض عليه وإحضاره إلى الرياض قبل أن يغادر المملكة، حيث ذكر المتهم أنه بالفعل قام بقتل المجني عليه نتيجة خلافات بينهما بسبب مطالبات مالية وذلك بطعنه بآلة حادة، ثم ارتكب الفرار على سيارة المجني عليه نوع ألتيما أجرة موديل 2007، حيث أخفاها بمحافظة المجمعة وتوجه إلى حائل، وقد تم الانتقال إلى مكان السيارة وفحص ما بها من أدلة وآثار. وقد سلمت القضية لفرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض. ( ح )