أقف حائرا عند إجابة البعض (( كل الناس تسوي كذا )) (( فلان يسوي كذا )) (( فلانة تسوي كذا )) عندما يقلد أمرا من الأمور أو يخالف شرعا أو تقليدا أو عرفا مع التحفظ على بعض التقاليد و الأعراف .. ثم تسأله لماذا عملت هذا ؟؟ثم تكون إجابته كما سبق ... حتى لو كان يخالف الشرع !!!!... لكن سؤالي لهذا الشخص كان رجلا أو امرأة ... أين دينك ؟؟؟ أين عقلك ؟؟؟ أين شخصيتك واستقلاليتك ؟؟ فلا يعدوا ما سبق من إجابته المشلولة .. التي تنم عن عقلية سمجة وتبعية مقيتة استعبد نفسه لها دون تفكير ولا نظرة فاحصة في الأمور (( أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى = فصادف قلبا خاليا فتمكنا)) ... نرى عجبا عندما يكون المشرع غير الشارع الحكيم وعندما يكون المسلك غير الطريق القويم (( ومن يكن الغراب لهم دليلا = يقودهم إلى جيف الكلاب )) .. عندما تستعبد العقول الخاوية من كل معنى من معاني الفكر السليم والنظرة الصحيحة للأمور التي تنبثق من الكتاب والسنة ... نسي صاحبنا أو صاحبتنا أن كل مأخوذ بجريرته ولا تزر وازرة وزر أخرى وأن كل يعمل على شاكلته .. وكل ميسر لما خلق له ... فلا ينبغي للغراب أن يكون صقرا ولا للنعجة أن تكون لبؤة .. ولا للعاقل أن يكون مجنونا .. وإلا اختلطت الأمور وانقلبت الدنيا رأسا على عقب .. لكل واحد حياته وأسلوبه وطباعه وتفكيره ..لكل واحدة صفاتها وطريقتها وعقلها واستقلاليتها .. فلا حجة بهذا القول المهين الذي يدل على مهانة فكر معتقده وصغار صاحبه وهوان منزلته .. وتكمن مشكلة صاحب هذا القول أنه لا يحتج به إلا فيما يوافق هواه وما عدا ذلك فلا حجية له فلم يقع في محظور واحد بل زاد عليه التناقض في أمره فلا قرارولا استقرار لمن احتج بالناس لأثبات صحة ما يريد عمله ...وأخيرا أقول له كما قيل ((من راقب الناي مات هما)) ومن أرضى الله رضي الله عليه وأرضى عليه الناس ومن اسخط الله برضى الناس سخط الله عليه واسخط عليه الناس .. صالح بن فهيد السهلي