دعا رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد مساء يوم (الأحد) إلى تشكيل تحالف عربي-دولي يتفاوض مع ابن شقيقه على صفقة يتنحى بموجبها الأخير عن الحكم مقابل حصوله على ضمانات له ولأقاربه، وتولي السلطة عمه أو "أحد أفراد العائلة". وقال رفعت الأسد الذي يقيم في المنفى منذ 1984 في مقابلة مشتركة مع وكالة فرانس برس وصحيفة لوموند في باريس أن "الحل يكمن في أن تضمن الدول العربية (لبشار الأسد) سلامته كي يتمكن من الاستقالة وتسليم السلطة لشخص لديه دعم مالي ويؤمن استمرارية جماعة بشار بعد استقالته، يجب أن يكون شخصا من عائلته (...) أنا او سواي". وفي ختام اجتماع عقد في احد فنادق باريس الاحد تم تشكيل حركة معارضة سورية جديدة برئاسة رفعت الأسد اطلق عليها اسم "المجلس الوطني الديموقراطي"، تضم بشكل رئيسي مسؤولين في حزبه "التجمع القومي الديموقراطي الموحد" وقيادات سابقة في حزب البعث. ورفعت الأسد هو الشقيق الاصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وكان نائبا له واعتبر لفترة طويلة خليفته المحتمل قبل ان يقوم بمحاولة انقلابية فاشلة انتقل اثرها للاقامة في المنفى في 1984 متنقلا بين باريس ولندن. وبحسب رفعت الأسد فإن "النظام (السوري) مستعد للرحيل ولكنه يريد ضمانات ليس فقط لأعضائه بل أيضا ضمانات بأن لا تندلع بعد رحيله حرب اهلية" بين الاقلية العلوية الحاكمة والأكثرية السنية. وأضاف نائب الرئيس السوري سابقا انه ازاء الانقسامات العديدة داخل المعارضة السورية اولا وداخل مجلس الامن الدولي ثانيا وداخل جامعة الدول العربية ثالثا، "لا بد من تحالف دولي او عربي (...) يكون قادرا على ان يتفاوض مع الحكومة" السورية "وان يشكل ضمانة حقيقية للتنازلات التي قد يقدم عليها النظام"، مشيرا الى انه يرى في هذا التحالف اضافة الى الدول العربية كلا من فرنسا وبريطانيا وروسيا وايران. وطرح رفعت الأسد (74 عاما) نفسه خيارا ثالثا بين المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة والذي يصفه بانه "تجمع للاخوان المسلمين يختبئ خلف شخص لا أحد في سوريا يعرفه (في اشارة الى رئيس المجلس برهان غليون) والذي يريد القتال"، وبين "معارضة الداخل التي تريد الحوار" ولكن لا أمل لها بتحقيق مرادها، على حد قوله. وكان رفعت الاسد مسؤولا عن سرايا الدفاع التي خاضت اشرس المعارك ضد جماعة الاخوان المسلمين والمتهمة بارتكاب مجزرة في مدينة حماة (وسط) في 1982 اثر سقوط المدينة بايدي الجماعة. وقد اسفرت هذه المعارك عن سقوط ما بين 10 الاف و25 الف قتيل بحسب منظمة العفو الدولية. ولكن رفعت الأسد ينفي ذلك ويقول "هذه أسطورة".