حسناً يا جازان هاهو الصيف يهطل نجاحاً ويهب نسائماً عابقة بالغد .. وها هي الإجازة تتمايل طرباً وتحلق في أمانينا انتشاءً فما عساكِ أعددتِ لها ؟ مواسمك فل ولياليك عرس تهامي عابق بالود ولكن ... أمامنا وأنتِ آلاف الطلاب والطالبات الذين سيعاقرون الفراغ ويحتسون الملل .. كمٌ من الأيادي والأذهان المعطلة بغير جريرة سوى أنها تقطنك تستوطن آقاصي الجنوب فتفقد المراكز المؤهلة والمؤسسات التربوية النافعة .. تملكين كادراً مؤهلاً وغنياً وقادراً على البذل والعطاء حتى آخر رمق فيه .. كما تحتضنين في ربوعك عقولأً صافية وآيادٍ نسجت بالبياض وطنيتها ومهاراتها .. ومع ذلك فأنتِ ما زلتِ تواصلين لعنة الغياب والهجرة على أبنائك فلكي يحظى الطالب بدورة مكثفة كتلك التي يتلقاها نظراؤه في الرياض أو جدة مثلاً عليه أن يحزم أمتعته ويتكبد مشقة السفر إجازة كاملة يتجرع فيها وجع الغربة ومرارة الوحشة بعيداً عن أسرته التي هي أحوج ما تكون لبقائه وللمال المدفوع ثمناً لغربته !! لتبقى نظيرته في التفوق والإبداع حبيسة الفراغ تكبلها عوائق وسدود لا تخفى على عاقل .. إن عدد المراكز الصيفية الموزعة على امتداد المحافظات لا يكاد يفي بنصف احتياجات الطلاب فضلاً عن رغباتهم ! ثم ما الشهادة العلمية التي يحصدها خريجي هذه المراكز ؟ وما مدى إفادة المتميزين منها ؟ أتراها تُعِين طالباً وضع الطب نصب عينيه على فهم مستقبله والتخطيط الجيد له ؟ّ! أتمده ببعض المعارف اللازمة لعبور بوابة القبول على الأقل ؟ أنا لا أقلل من شأنها ولكن تبقى الفجوة بين الواقع والمأمول كبيرة جداً ! فمتى يا جازان يجد أبناؤك ما يلم شتاتهم ويحسن استغلال أوقاتهم فيما فيه النفع لهم ولك أنت ِ سيدة الفل ؟!.