هناك المبدع الذي يعيش من فنه، يقتات من إبداعه وهذا لا يعيب ولكنه يتناقض مع جوهر الفن! فالفن محراب والإبداع نار تصقل لتطهّر وتنقي، هكذا كان طلال مداح مخلصاً لفنه، ممتداً بجذوره لأرض عاش على ثراها يرويها بعطائه فبقي صوت الأرض الخالد.
العشق لفن طلال (...)
يعلي تاريخ الأدب من سلطة المؤلف إلى الحد الذي جعل النقاد والقراء يعتبرون النصوص مستودعات وسجلاً للحياة الشخصية للمبدع وللمعاني، وأن النقد والقراءة ليست سوى إفراغ لهذه المستودعات، السجلات من محتواها وإعلانها للآخرين! فالكتابة ما هي إلا سير ذاتية (...)
ما معنى أن تملك ذاكرة؟ ما معنى أن تملك ذكريات؟ هذا الإرث العظيم من الألم والفرح الوفاء والغدر الصدق والخذلان هي المواد الخام لبناء عوالم متخيلة يقتات منها المبدع ويفتتن بها القراء، كل منا يملك ذاكرة ولكن كيف هي تلك الذاكرة؟ هل هي أسفنجة تمتص كل شيء (...)
تتعالى الأصوات بين فترة وأخرى بأن العصر الورقي قد انتهى وأن الثورة الرقمية قضت على كل الأشكال البدائية في التعاطي المعرفي، وبرز واقع جديد لا يستطيع التعامل معه إلا من امتلك ناصية الكيبورد واستلهم تقنية الخوارزميات وذهب بعيداً لآفاق الرقمية وأسرارها! (...)
مشاهير التواصل الاجتماعي (السناب والتيك توك) بالذات ومطربو المهرجانات، هما الفئتان اللتان تحرك مزاج الجموع وتذهب بهم إلى محتوى هابط في معظمه، محتوى له أدواته الخاصة التي لا يستطيعها الكثير، محتوى من أهم شروطه تقديم تنازلات لحظية وبدون تفكير في (...)
في ظل التركيز الكبير على التخصصات العلمية ومهارات التكنولوجيا والرياضيات، أو ما يعرف بال STEM، نتساءل عن موقع العلوم الإنسانية في خارطة سوق العمل! هل ستختفي وتُسحق تحت عجلة التقدّم التكنولوجي والتطور العلمي؟ أم أنها ستحظى بحصّتها في عالم الأرقام (...)
لا يمكن تخيل حضارة تقوم على الصناعات المادية فقط، فمنذ الحضارات القديمة التي نجد نقوشهم وصورهم على الصخور وأوراق البردي والمنحوتات والأدوات الحجرية يشكّل التراث غير المادي عنصراً أصيلاً في مقوماتها الحضارية، فنجد الحضور القوي للشعر والمسرح والملاحم (...)
الاهتمام الشديد الذي قابل وفاة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عالمياً ومحلياً من قبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي له ما يبرره ولم يكن مبالغاً فيه أبداً! فالملكة إليزابيث هي سادس امرأة تتولى العرش البريطاني وأطول فترة حكم. فقد تجاوزت (...)
تزداد المخاوف في الفترة الأخيرة من دمج الروبوت أو الآلة في مفاصل الحياة الإنسانية، وتغدو بديلاً عن البشر على كوكبهم الأثير! بعد إعلان إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في SpaceX والرئيس التنفيذي ومهندس المنتجات لشركة «تيسلا» (...)
نحلم فنعيش تلك اللحظات سعيدة كانت أم مؤلمة لا تهم، ولكن عندما نستيقظ تؤرقنا لحظات التفسير وفك شفرات تلك الألغاز والطلاسم فنسرع لابن سيرين أو لفرويد أيهما ترتاح له نفوسنا وتهدأ عنده مخاوفنا نذهب معه لأقصى حدود التأويل والتصديق والتسليم! فالحلم ليس (...)
مصطلح «السرقات الأدبية» التهمة التي ألصقت بكل شعرائنا بدءًا من شعراء المعلقات حتى شعراء العصر الحديث وفي كل الثقافات، ولكن ماهي السرقة الأدبية بمعنى كيف أستطيع وصف مبدع أو مخترع أنه سارق جهد الآخرين؟ سأتحدث هنا عن الإبداع وهو الجانب الذي أستطيع (...)
أن تكتب عن قصيدة يعني أن تعيش معاناة أن تورط عقلك في لعبة لغوية تعلن هزيمتك في نزالها في أغلب الأوقات! فكيف إن كتبت عن الثبيتي هنا تحتاج إلى معجزة حتى تستطيع فقط قراءة القصيدة! لمن يرى أن الشعر هامش في حياتنا لمن يعتقد أن الشعر لا يقدم ولا يؤخر! لمن (...)
سنتجاوز سؤال اللاجدوى الذي اعتدنا سماعه: هل الفنون مهمة؟ والوقوع في فخ الإجابة الذي يوصلنا إلى دائرة من الحوارات العبثية حوار لا يستمع فيه الآخر لك وأنت تناقشه، حوارات أوقعتنا في شرك الجهل والظلام! سنتجاوز هذا كله إلى تأصيل حضور الفنون في مجتمعنا، (...)
منذ خلق الإنسان وهو غير قادر على كبح جماح التفكير والتدبر في أسرار الوجود المتشابكة، فعمل دوماً على تفسير ما يسكن ذهنه ووجدانه، كما سعى إلى كسر الحواجز التي تعيق تحركاته، هنا كان الإنسان يخط خطواته الأولى نحو السمو.. راسماً خطاً تصاعدياً في فهم (...)
الكتابة حفر في ثنايا الروح، الكتابة وشم على ذاكرة الزمن لا يُمحى، الكتابة فعل الإرادة الإنسانية الحرة، الكتابة تجربة مثيرة لحياة لم تعشها وتتمنى أن تحياها، الكتابة إعادة خلق للأشياء حولك! الكتابة هي كل ذلك وأكثر!
دائماً ما يتردد عليَّ أثناء ورش (...)
المسرح فن المباشرة الذي يرفض الحواجز، وما من مخرج أو ممثل بارع إلا وكسر الجدار الرابع؛ ذلك الحائط التخيلي بين الجمهور والممثلين على خشبة المسرح، وهنا تكمن حساسية فن المسرح، فإن كان الشعراء والأدباء لا يحتاجون غير ذواتهم وخبراتهم وأوراقهم وأقلامهم (...)
عندما نتحدث عن الفنون الأدائية كالموسيقى والمسرح والسينما، نكون واعين لكل تلك النماذج السابقة ما عدا المسرح، فالرؤية حوله ضبابية ومربكة إلى حد كبير؛ لأننا كمجتمع تعاطى الموسيقى وشاهد شاشات السينما وتلقى الأفلام السينمائية من خلال وسائط مختلفة، ولكن (...)
حمل لنا كتاب «ألف ليلة وليلة» شخصية شهرزاد الساردة الراوية التي تحمي نفسها من الموت كل ليلة بسرد حكاية تستدعي بها كل أساليب التشويق والإثارة، ثم فجأة تقطعها عند انبلاج الصباح لتحمي نفسها من السيف الذي يتوعدها به الملك شهريار، فيتركها ليلة تلو أخرى (...)
احتفلنا بالانتصار العظيم لفريق المخترعين السعوديين في آيسسف_2022؛ الذي يعد أولى البدايات المحفزة للعمل بمعايير جودة أعلى في التعليم، وهي نقطة قوية للانطلاق نحو التميز في الميدان التربوي في التعليم العام الذي يعد المنصة الأولى للانطلاق نحو تعليم (...)
نتداول كثيرا مصطلح «جودة الحياة» وهو أحد المشاريع المهمة لرؤية المملكة 2030، والإقرار بأهمية هذا المشروع يذهب بنا إلى أن التنمية التي نعيشها ليست تنمية اقتصادية فقط وإنما تنمية اجتماعية وتنمية ذاتية للأفراد، فالرؤية تحمل قلبا اقتصاديا تحركه أذرع لا (...)
لا تخلو عملية الإبداع من دوافع نفسية لا يمكن إنكارها؛ فإن كل من مارس الإبداع يستطيع الإعراب عن تلك المتعة البالغة التي يشعر بها وهو يعاقر النص، وهذه المتعة ذاتها قد تكون حافزاً له على الكتابة لأنه من خلالها يتخلص من «وطأة الظروف على نفسه» كما يشير (...)
«في حياتنا المعاصرة كثيراً ما يتّخذ إقصاء المرأة الكاتبة شكل التشكيك في حقيقة النص المكتوب، فالمرأة التي تكتب تجد من الطاعنين الذين يرون أن رجلاً ما يكتب عوضاً عنها، فهو بذلك «قوّام» إبداعياً عليها. هذا ما أكدته رجاء بن سلامة في كتابها «بنيان (...)
ظلت الرواية السعودية زمناً طويلاً توارب المكان أو تتحاشاه، وكأنها قبضت فجأة على حيلة سردية للهروب منه واتخذ الهروب أشكالا متعددة فسافرت بأحداثها إلى مكان في الخارج، كالقاهرة أو بيروت أو لندن فسكنت الشخصيات هناك وبدأت سلسلة الأحداث، كما في رواية حامد (...)
يستتر خلف حجب من المجاز والتأويل، يغيب في هالات من القداسة والهيبة، يحرق بناره من يقترب منه ليتطهر كل من يلمسه بتلك النار العظيمة وليرى ما لا نراه ولينبئ عما كان وليستشرف الآتي فيغدو الكاهن والعراف حملة النار المقدسة ولنوصمهم بأنهم سارقو النار!
هكذا (...)
لا يمكن أن تسير على نمط واحد في حياتك بما تحملها حياتك من علاقات تتعدد حالات الحضور والغياب، الوصل والهجر، الثناء والذم، الحب والكره في تحولاتها، فالحالات الشعورية التي نعيشها تعتريها تبدل واختلاف تحكمها الظروف والسلوك والموقف والشعور، هنا لا نختبئ (...)