كاد النسيان يلف هذا الشاعر ويضعه مع عدد من الشعراء في قائمة النسيان والجحود، والذين غفت عنهم أعين الدارسين - وهذا لعمري - من سمات هذا الزمان، فكم من شاعر أو أديب خمل ذكره وخمد صوته بسبب بعده عن الأضواء فتجاهله الدارسون والشرَّاح بحجة واهية وقلوب (...)
لم تتقاعس المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - عن شقيقتها مكة المكرمة في دعم الحركة العلمية والثقافية بنخب من رجالاتها المبرزين الذين تلألأت أسماؤهم في سماء المعرفة وطغى حضورهم بين أقرانهم من المدن الأخرى في بلادنا، ذلك أن طيبة بحكم (...)
اليوم ونحن نعيش عرس الوطن في يومه الأخضر الفتّان، هذا اليوم الذي ينتظره أبناء هذه البلاد الشامخة (المملكة العربية السعودية) رجالا ونساء كبارا وصغارا يهتفون ببقائه وخُلْده، بعد أن سكن قلوبهم واستولى على تفكيرهم وألهب حُبُه مشاعرهم، ليس لهم بعد الله (...)
للدكتور غازي القصيبي جملة من الملامح الباهرة التي حباه الله بها دون كثير من الناس، وتعددت هذه الملامح والجوانب في شخصيته فانعكست على إبداعه، فمنها ما هو سياسي، ومنها ما هو إداري، ومنها ما هو أدبي، ولعل أبرز ما يفتنك في شخصيته اجتماع الناس على محبته (...)
لا يزال تراث الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر، 159 - 255 هجري) يلقى بين عشاق العربية -بل وحتى من المستشرقين- كثيراً من العناية ومزيداً من الاهتمام ووافراً من الإعجاب، رغم مُضي القرون على رحيله.
لذلك لا نعجب أن نجد قبيلاً من الدارسين الذين تناولوا آثاره (...)
إذا حبا الله مدينة قيض الله لها من يقف معها في كل جوانبها، يدون لها تاريخها ويكشف للناس آثارها ويبرز للمجتمع مكانتها ويرشد للسائح مباهجها ويرسم لعشاقها مغانيها، وهذا ما قام به أديب الطائف الكبير الباحث الأستاذ حماد بن حامد السالمي، فقد سخر حياته (...)
كأني بالآلة الإعلامية نست أو تناست البلداني والمؤرخ والمحقق الشيخ عاتق بن غيث البلادي (1352 – 1431ه) وألقته في غياهب النسيان بعد أن سلخ من عمره سنوات طويلة باحثاً بين مصادر التاريخ ومراجعه، ومحققاً لجمهرة من أمهات الكتب المكية، وجائلاً بين الوهاد (...)
المتأمل لحركة نشوء الأدب الحديث في بلادنا، يجد أن معظم الأصوات الأدبية كانت تنبثق من منطقة الحجاز ثم انضمت إلى هذه الأصوات والأقلام كوكبة من أدباء نجد تلتها أصوات جديدة من منطقة جازان، فشكل أدباء وشعراء هذه المناطق حركة الأدب والثقافة والصحافة في (...)
ارتبط شهر رمضان المبارك بوجدان كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وانفرد دون سائر شهور السنة بعلاقة روحية، تشكلت بين العبد وربه بل إن المسلم يبتهل هذا الموسم فَيُقْدم على فتح حياة جديدة تؤهله ليكون أقرب إلى الله ويبني أوثق علاقة مع خالقه، فلا غرو أن (...)
حينما تقرر باختيارك أن تترجل من الساحة الثقافية تحت أيّ ظرف ما فاعلم -يا رعاك الله- أنك ستكون في قائمة المنسيين مع الذين سبقوك وستُبْتَر علاقتك مع الساحة الثقافية البتة وسيهيل عليك بعض أفرادها أكواماً من النسيان، فمقولة الأديب الزيدان: (نحن مجتمع (...)
شكل الحضور الكبير للباحث والمحقق والشاعر والأديب محمد العيد الخطراوي (1354 – 1433ه) أثراً ثقافياً بالغ الأهمية في المدينة المنورة والأوساط المعرفية المحلية وبلغ صيتة الثقافي والعلمي مدىً واسعاً، حيث دارت حياته بين أروقة القاعات في بعض الجامعات (...)
إذا سمعت اصطفاق الأمواج وأنت على تخوم جزيرة فرسان (جنوب غربي السعودية) فاعلم أنها طربت لقصيد بديع دوزنه شاعر الجنوب الأستاذ إبراهيم مفتاح - مد الله في عمره - ذلك لأنه إذا رام أن يدبج قصيدة جمع حواسه وانطلق يتدفق شعراً باذخاً تكتنفه عاطفة جياشة (...)
حين خطف الموت -قبل عامين- الشاعر الكبير الصديق الأستاذ أحمد بن يحيى البهكلي (1374 - 1443) أصابني حزن عميق، وكان فراقه عليّ جِدُ أليم وأصبحت أردد مع الجواهري:
في ذمة الله ما ألقى وما أجدُ
أهذه صخرة أم هذه كبدُ
قد يقتل الحزنَ من أحبابه بعدُ
عنه فكيف (...)
أزعم أن لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة والذي رواه البخاري ونصه: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حُمّاها فاجعلها بالجحفة) قد نال دعاؤه أيضاً العلم والعلماء فيها، ومصداقاً لذلك أنك تجد (...)
لمست -في الآونة الأخيرة- حضوراً باهراً للصديق القديم الدكتور أحمد العرفج عبر منصات التواصل الاجتماعي والتلفازي، ولا مشاحة في هذا التوهج، ذلك أن العرفج قد عرفته طائفة ليست قليلة من الناس عبر هذه الوسائط الحديثة.
فهو المثقف المستنير والقارئ النهم (...)
لا تملك حين ترى الأديب الكبير الأستاذ عزيز ضياء بثوبه الأبيض الناصع وعباءته العربية الأنيقة وغليونه الفاخر وحذائه الأسود اللامع تزينه قامته المديدة لا سيما وهو يقتعد الصفوف الأولى في أي محفل ثقافي أو اجتماعي إلا أن تضعه في طبقة النبلاء بلا تردد، (...)
أكاد أجزم أننا كنا سنفقد الكثير من المعلومات المهمة عن كوكبة من أعلام الحجاز في القرن الماضي لعبوا دوراً ريادياً وحضوراً بارزاً في عدد من الحقول العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية التي شكل حضورها ولادة النخب الاجتماعية الأولى في الحجاز لولا أن (...)
كنت كلما يصدر كتابا جديدا للأديب الشاب الأستاذ إبراهيم مضواح الألمعي وأشاهده على وسائل الإعلام، لا انتظر سوى أيام قليلة إلا وأجد الكتاب في صندوق بريدي مشفوعا بإهدائه الجميل وكلماته الرقيقة، وهو بذلك يغمرني بسخائه الحاتمي دوما كلما أنشأ مؤلَفا حديثا (...)
كان فن الشعر عند جيل الرواد والجيل الذي تلاه فناً مهماً وضرورياً لهم، حيث إن الشعر في اعتقادهم هو الطريق الأسرع لدنيا الأدب والثقافة وهو باب أيضاً للولوج إلى عالم الشهرة والإعلام بل لعلي لا أكون مخطئاً إذا قلت إن الشعر لديهم هو روح الأدب وعقله (...)
ينساب إلى فؤادك كتاب "سيرة ومسيرة معالي الشيخ عبدالله بن عمر بلخير" لمؤلفه المهندس سلطان بن يعرب بن عبدالله بلخير (حفيد المترجم له) دون أن تشعر بسأم أو ملل، فهو نفحة من جمال صاغتها حياة رجل كان عماداً مهماً في بناء ونهضة هذه البلاد (المملكة العربية (...)
حياة عريضة عاشها الأديب والشاعر الكبير الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس -رحمه الله- ومجد مؤثل حققه في دنياه، لقد كان حضوره بيننا ملء السمع والبصر، فقد علت به المناصب وتسامت بشعره المنابر، وتهافتت عليه آلة الإعلام، وجال في بلاد الله الواسعة (...)
يظل المكان حاضرا وبقوة في أغلب كتابات الأدباء والشعراء وقد يصل إلى مرحلة (البطل) الذي يتلمسه المتلقي في ثنايا النص.
وقد وجد المكان منذ القصيدة الجاهلية فوصف الشاعر الطلل والوادي والنقوش التي تزين بعض الآطام والصخور.
وفي العصر الحديث جاء المكان بأدق (...)
يضع جمهور العلماء والنخب الثقافية الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان في عداد علماء الشريعة وأحد أبرز فقهاء هذا العصر، ولا شك في هذه المكانة التي نالها عن دراية شاملة بقضايا الفقه الإسلامي، بيد أني يحلو لي وضع هذا الرمز الديني -إلى جانب ما (...)
ألهمت مكة المكرمة مشاعر طائفة من المشتغلين بالكتابة التاريخية والأدبية والاجتماعية، وأوحت في أفئدتهم ما أوحت من قيم الفن والجمال والتميز، لذا تمنى جمهرة ممن عمد للتأليف ولجأ للتصنيف أن يكون ضمن قائمة مؤلفاته شيء عن أم القرى ليحظى بشرف هذا المكان، (...)
لم تكن الأيام التي قضيتها في قراءة كتاب (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) للعالم العراقي الأديب والناقد أ. د. علي جواد الطاهر (1340 - 1417) أياماً عادية، مثلها مثل بعض الأيام التي كنت أقضي فيها أطرافًا من نهاري أو آناءً من ليلي في (...)