على رغم التوتر الذي يشوب العلاقة بين العلمانية الغربية والأقليات المسلمة بين الحين والحين، إلا أنها تظل واحدة من أفضل العلاقات بين الكيانات الحضارية المختلفة، بل يمكن القول إن العرب، إلى ما قبل العقد الأخير هيأوا مناخاً من الحرية للدعوة الإسلامية (...)
لا شك في ان الحديث باسم الاسلام بلغة احتكارية يقينية هو أمر مستفز، خصوصاً أن الذي يحدث فعلاً أن ذلك يتم في أمور هي أبعد ما تكون عن الحكم القطعي المتعلق بثوابت الشريعة ولكنها تدخل في الجانب التطبيقي للأحكام المتعلقة بالمتغيرات والقابل للكثير من (...)
على رغم أن الكاتبة عايدة الجوهري وضعت يدها على نقاط مهمة في مقالها ظاهرة عمرو خالد... داعية "أولاد ذوات" باحثين عن معنى "الحياة" 28 حزيران يونيو، إلا أن سيطرة المنظور العلماني الماركسي تحديداً على تحليلها لخطاب عمرو خالد أدى إلى الاهتمام الخاص (...)
المدافعون عن "خريطة الطريق" يقولون إنه للمرة الاولى يتعهد رئيس أميركي بإقامة دولة فلسطينية، وإن الرئيس بوش كان قاسياً في شرم الشيخ والعقبة في حديثه مع الإسرائيليين بحضور الفلسطينيين، وإن للمسألة جانباً شخصياً يتعلق برغبة جورج بوش الابن المنتصر في (...)
"في بعض قضايا السياسة والوطنية في العالم العربي بعد إسقاط النظام العراقي" - "الحياة" 2 آيار/ مايو كتب صالح بشير وحازم صاغية مقالاً أعتبره شديد الخطورة والعمق، ينطلق من رؤية انهزامية - ساعد الشأن العراقي في تعميقها - لمختلف الوقائع التي مرّ بها (...)
قد يفكر شبان اسلاميون في الاندفاع الى الجهاد اياً كانت العراقيل والمخاوف والنتائج على أساس ان هناك وضعاً قد فُرض لا مناص منه يقتضي ذلك. والبعض قد يحسب لكل تلك الامور حساباً بها ويقرر القيام بواجبه في شكل دقيق يؤهله لتحقيق افضل النتائج الممكنة، أما (...)
أيهما تجب المطالبة به أولاً: تطبيق الشريعة الإسلامية أم الحرية؟ ذلك هو السؤال الذي أثارته مجدداً بين الإسلاميين الحرب الأميركية على العراق وإجماعهم على رفض طرفي النزاع معاً: صدام وأميركا. واذا كانت أسانيد أصحاب الخيار الأول مفهومة للجميع فإن أصحاب (...)
هل يمكن أن يبلغ التمادي في تبرير الاخطاء الذاتية للحركة الاسلامية الى درجة التشكيك في الأثر المباشر للعقيدة الإسلامية في تحقيق الرعيل الاول في عصر الرسالة والخلافة الراشدة انتصاراته الكبرى على القوتين العظميين في ذلك الزمان الروم والفرس. لا اعتقد (...)
عقدت في الآونة الأخيرة مؤتمرات كثيرة تحت عنوان "حوار الحضارات" استهدفت تدعيم الحوار بين الإسلام والغرب، كان آخرها مؤتمر اسطنبول للحوار بين منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فإن من الخطأ الكبير الاعتقاد بأن هذه المؤتمرات ستؤدي إلى (...)
كان المتوقع حدوث هذا الصدام نتيجة حالة الاحتقان العدائي المتبادل بين الإسلاميين والغطرسة الاميركية، فما قاله البروفسور صموئيل هنتنغتون عن الصدام بين الإسلام والحضارة الغربية حقيقي، ولكن شرطه توافر حالة الاحتقان، عند ذلك تنعدم فرص الحوار والتعاون (...)
يرصد محمود سلطان في مقاله "الاخوان وطالبان وصراع الديني والسياسي" "الحياة" 13 تشرين الثاني - نوفمبر. بعض المواقف والتصريحات لجماعة "الاخوان المسلمين" يرى من خلالها انها تمثل تناقضاً مع أساس المشروعية التي قامت دعوتها عليها، وهي إعلاء حكم الشريعة (...)
على رغم التناقض القائم بين اميركا والعالم الاسلامي - والذي لا نملك سوى التسليم به - فإننا نذهب إلى أن قدراً كبيراً من هذا التناقض يعود الى فقدان الدراية الكافية بالحقيقة الكونية لكل طرف بالنسبة إلى الآخر، وإلى التصعيد المتبادل في بعض المشكلات التي (...)
من الطبيعي أن القصور الفكري والحركي الذي يصيب الحركات الإسلامية المختلفة يدفع الى الشعور بقدر من التعاطف مع التوجهات الاصلاحية لبعض المنتمين إليها سواء كانوا أفراداً أم مجموعات وسواء استهدفت تلك التوجهات الاصلاح من الداخل أو من الخارج.
المهم ألا (...)
ما نراه أن الايمان بعقيدة القضاء والقدر في الاسلام هو معين زاخر بالقوى الايجابية التي تستنهض الانسان وتدفعه الى الامام وتمنحه القدرة على مواجهة الدنيا وما فيها من المصائب والشدائد والابتلاءات، ومع ذلك فقد جرى اختزاله من جانب المفاهيم المشاعة (...)
إلى زمن قريب كان الجدال يطول في تحديد هوية القدس: هل القدس عربية أم إسلامية؟ وهل الصراع القائم هو صراع عربي - اسرائيلي أم صراع اسلامي - اسرائيلي؟ ذلك الجدال العقيم الذي يعكس طبيعة الخلاف السياسي بين التيارين القومي والاسلامي. إلا أن الواقع الفعلي في (...)
أود أولاً الثناء على تلك الدراسة التي كتبها عبد الله الحامد ونشرتها "الحياة" في 24 و25 تموز يوليو الماضي حول "الكرامة والبركة" واستهدف منها مجاهدة المفاهيم الدخيلة على عقيدة التوحيد الإسلامية التي تعمل على تنشيط قدراتها الاستنهاضية في نفوس المسلمين، (...)
في أربعينات القرن الماضي أعلنت جامعة فاروق في الاسكندرية حاجتها الى من يدرّس الفارسية فيها، فكتب رئيس القسم آنئذٍ عبدالوهاب عزام رسالة إلى عميد الكلية جاء فيها ما نصه "حسين مجيب المصري أفندي أعَلمُ من عرفتُ في مصر من تلاميذنا وغيرهم بالفارسية (...)
بعد هدوء العاصفة الثورية الإيرانية باتت الاشكالية الملحة هي كيف يمكن مخاطبة هذا الشعب الذي تتقاسمه قوميات عدة وتتنازعه ايديولوجيات مختلفة تتعدد داخل كل منها رؤى شتى بما في ذلك الايديولوجية الاسلامية الإثني عشرية الغالبة على الشعب الايراني. وإذا كانت (...)
يبدو أن المتغيرات العالمية المتلاحقة في العقدين الأخيرين خلّفت مشهداً يصعب تأريخه بالنسبة الى حركة تطور الفكر الإسلامي. فالمفكرون الإسلاميون الذين كانوا يلوحون بأن المشروع الحضاري الإسلامي هو قيد المشيئة اصبح أقصى ما يطمحون إليه الآن هو البرهنة على (...)
محاولة الدكتور وحيد عبدالمجيد اثبات أن جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تعمل وفقاً للقواعد الديموقراطية إذا حصلت على المشروعية أو سُمح لها بتأسيس حزب سياسي في مصر في مقاله "الإخوان المسلمين تنظيم أكثر ديموقراطية من بعض الأحزاب العربية" المنشور في (...)
يعبر الموقف من ابن القيسراني عما يمكن أن تؤدي إليه الروح الدوغمائية في التفكير من أضرار جسيمة على تنامي المنهج العلمي في الاستدلال وإشاعته بين المجتهدين. وكذلك إسقاط المجتهد نفسه إذا خالف الموقف المتوارث المشاع عن الدين الذي ينطلق من فرضية مسبقة هي (...)
لم يرحب أئمّة الفكر الإسلامي فقط بظاهرة الحب بين الرجل والمرأة ولكنهم أيضاً وضعوا الكثير من النظريات في تفسير دوافع تلك الظاهرة التي حيرت العقول على امتداد تاريخ البشرية. وتدور تلك النظريات جميعاً حول فكرة أساسية هي "المشابهة" واستلهمت من الحديث (...)
انفجار الأحداث الأخيرة في القدس حسم إلى حد كبير النقاش حول أهمية ان يكون لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة أولوية في المفاوضات على قضية القدس ذاتها، أو أن التركيز على البُعد الديني للقدس يجيء بالضبط على هوى اسرائيل ومصلحتها لما في ذلك من صرف (...)
لا أكون مبالغاً إذا قلت إن نتائج الانتخابات المصرية تتوافق إلى حد كبير مع المتغيرات السياسية والفكرية العالمية والتي تلقي بظلالها من دون شك على الواقع المصري وخريطته السياسية. فالإسلاميون هم القوة الوحيدة التي تتحدى واقع هذه المتغيرات الذي يتجه إلى (...)
الصفة الفارقة التي تميز بين الإسلاميين وغير الإسلاميين هي أن الأولين يعتمدون نمطاً في التفكير يستند إلى المرجعية الإسلامية في الأساس، بمعنى الرجوع إلى الله ورسوله في كل شأن من شؤون الحياة، وسواء تميز هذا الرجوع بالجمود أو المرونة أو بالتشدد أو (...)