كان المتوقع حدوث هذا الصدام نتيجة حالة الاحتقان العدائي المتبادل بين الإسلاميين والغطرسة الاميركية، فما قاله البروفسور صموئيل هنتنغتون عن الصدام بين الإسلام والحضارة الغربية حقيقي، ولكن شرطه توافر حالة الاحتقان، عند ذلك تنعدم فرص الحوار والتعاون بينهما، فهناك جوهر اساسي يجسد التناقض بين الإسلام والحضارة الغربية، هذا الجوهر يتمثل في تمحور الحضارة الغربية حول المنفعة واللذة. هذا الأمر يتناقض مع جوهر الحضارة الإسلامية الذي يتمحور حول تسخير الدنيا من أجل سعادة كل البشر في الدنيا والآخرة. ولهذا سقطت الايديولوجيات العالمية المختلفة، باستثناء الايديولوجية الإسلامية التي تملك القدرة على مناهضة الايديولوجية الغربية. ويتجلى التناقض في امور عدة من الناحية السياسية. أولا: التحالف الغربي الاميركي مع الكيان الصهيوني. ثانياً: تعاظم آليات العولمة التي تعمل على اتساع نفوذ الهيمنة الغربية، والاستحواذ على امكانات العالم الثالث لمصلحة الغرب. ومن الطبيعي ان الدول الإسلامية تقع في صدارة العالم الثالث، ولذلك كان التناقض. ثالثاً: الاعاقة الغربية لإقامة أي حكم إسلامي في اي مكان في العالم، وذلك شواهده كثيرة لا تحتاج الى اجتهاد، فكل البلاد التي قام فيها مثل هذا الحكم حوصرت اقتصاديا وتم الزج بها في حروب مع جيرانها، مثل ايران والسودان، واخيراً افغانستان. ان الموقف الغربي من عدم اقامة حكم إسلامي في اوروبا عند إثارة مشكلة البوسنة معروف جداً، هذا غير ما حدث في الجزائر وتركيا. كل ذلك يؤكد التصادم وانعدام فرص الحوار التي من الممكن النظر اليها من خلال اتاحة الغرب لنشر الدعوة الإسلامية داخل الدول الغربية نفسها كأحد مظاهر الحرية هناك، الامر الذي لا يتوافر للدول الإسلامية ذاتها بالقدر نفسه. * كاتب مصري.