توقفتُ عن الكتابة المنتظمة منذ سنتين، وصرتُ أتعمّد (عدم الحفظ) إذا طوّعت لي نفسي كتابة مطلع قصيدة أو مقالة.. وما ذاك إلا قناعة بأنني قلتُ خلال 27 سنة من الكتابة المتواصلة المكثفة في صحف ومجلات وكتب كل ما عندي؛ وآنَ أوانُ الصمت.
ثم حلّ بالعالم وباء (...)
في مساء ربيعيّ من مساءات مارس الماضي، دعاني صديقي الكاتب السينمائيّ هشام أبو سعدة لحضور عرض مسرحيّ.. بطولة الفنان بهاء ثروث؛ اسم المسرحية (قواعد العشق الأربعون) مع أنها تتقاطع وتتقارب مع منقولات وسير وقصائد لمتصوفة من مختلف عصور بوازغ التصوّف (...)
لروح الصديق الأحبّ، الفنان فهد الحجيلان - رحمه الله - وروحي، استكمالاً لقصيدتي عنه وله - (حواريّة الريح) المنشورة في مثل هذا الخريف من عام 2002 - وأثمرتْ على يديه معرضاً للوحات تشكيلية متفوّقة الإبداع؛ لم يعطها أحدٌ بعضَ حقها بعدُ) ...
* * *
من بعد (...)
إلى أصدقاء المسافات الطويلة، وقد انتهت بهم في محطاتهم الأخيرة، في حين ارتدّت عليَّ وحدي عائدةً بي إلى نقطة البحث عنهم.
* * *
يتقابلونَ..
كما تقابلَ أغربُ الأيامِ
باليومِ الغريبِ، وهاجروا
رفعوا حقائبهم إلى الوعد الأخيرِ
ورتّبوا أجسادهم فوقَ (...)
صداقة ومحبة ورحلة أعمار من التآخي والإبداعات والذكريات تربطني بالفنان التشكيلي الأجمل على مستوى الإنسانية جمعاء في العصر الذي عرفتُ (فهد الحجيلان - رحمه الله) لم أصدّق أول رسالة أتتني من الصديق الفنان راضي جودة تقول (فهد الحجيلان في ذمة الله) صباح (...)
عرفتُ الشاعر اللبناني لامع الحرّ منذ عشرين عاماً وصارت بيننا صداقة من النوع الحقيقيّ الذي لا مجاملات فيه ولا متطلبات سوى الاشتياق بدافع المحبة والمتابعة بغية الاطمئنان على الحال، بخاصة بعد أن أصبحت الأوضاع السياسية غير مشجعة لوجودي الذي كان شبه دائم (...)
كأنما المعادلة أصبحت على غير اتزان في كل شيء.. إن وُجد من يكتب شعراً حقيقياً مضبوط الإيقاع متجلّي الصورة مدهش التركيب لغوياً وأدبياً فلا يُطلق عليه توصيفاً سوى (الكاتب)، وكل من يكتب أي كلام بلا أي أدوات أو ملكات أو حتى الحد الأدنى من القدرات (...)
لا أدري كيف خطر ببالي تصوّر عجيب حين وقفتُ في طابور طويل جداً من أجل الدخول إلى أرض المعارض في مدينة نصر لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل أيام، وكأنني أرى الكتب كائنات عزيزة مصابة في مقتل أو هي تحتضر فكان مشهد الزوّار المزدحمين يشبه مشيعي جنازة (...)
كأنَّ الوعيَ منقسمٌ بين هاويتين.. واحدة تكاد تختطفه إلى أدنى نقطة في الذائقة الأدبية عبر مطالعات الأسطر الراهنة المسطحة على الأوراق والشاشات حدَّ الموات، وأخرى توشك أن ترمي به إلى أحلك اسودادٍ في تلمّس مجريات الواقع الآنية المتسارعة على الأرض حدّ (...)
ومما أعجبني من شعر صدر مؤخراً في ديوان، بعدما أصبحت معظم الإصدارات التي تظهر على شكل دواوين شعرية تخلو من الشعر(!) ديوان: نازحون بأجنحة النوارس، للشاعر العربي العراقي عبد الله سرمد الجميل.. وقدر صدر هذا العام 2017 عن دار سطور ببغداد، وأقرأ أول ما (...)
أُصابُ بدوخةٍ تصل حدَّ الإغماء حين يحدثني أحدٌ، أو حتى يلوّح من بعيد، عن غياب الشعر في زماننا غياباً تامّاً.. الشعرُ حاضرٌ حضورَ الأنجم في سماوات البشر، وإن غاب فلا تراب يكفي لدفنه ريثما يعود.. وكم غاب وعاد ولكنه يبقى الحاضر حضوراً تامّاً عند (...)
(عندما تنزع روحك من جسدك عنوةً، وتضعها في زجاجة سميكة ليست من صنع يديك، ثم تحكم إغلاق الزجاجة بجدية لم تعهدها إلا في غيرك، لتترك البحر يلتهم هديتك إليه ويأتيك بما ليس لك فيه.. ضلَّت براءتكَ إذاً!
وعندما تكون آخر من يرى المسمار المحترق وهو يخترق عينك (...)
وأنا المتوقف منذ فترة ليست بالقصيرة عن قراءة الروايات، بعدما أصابها ما أصابها من تفريخ مبتذل وانعدام تام لمعنى مسمّاها وكنهه، توقفتُ بالتأمل حينما لمحتُ على الغلاف الخلفي لرواية الأديب المصري ممدوح الغالي (أحجيات الملك داود) هذا المشهد: (خرج من (...)
صلة عميقة بين الحمام والناس.. بين الحمام والسلام.. بين الحمام والسلام مع الناس وبالناس ومن أجل الناس، فشواهد التاريخ متعددة الدلائل على تلك الصلة، ولا ينكرها إنسان.. وربما لا تنكرها حمامة أيضاً!
* حمامة نوح عليه السلام، في السفينة، حين عادت له بغصن (...)
في التاسع من أغسطس سنة 2008 كنتُ بين أهلي في مكة المكرمة لآخذ معهم العزاء في وفاة شقيقي الأكبر وأستاذي الأول (حسن) رحمة الله عليه، وكنتُ في الوقت نفسه أكتب قصيدة عنوانها اسمه (حسن) نشرتها في عدد من الصحف وقتها ثم استقرّت في ديوان (شربنا من الكون حتى (...)
في الإعلام عموماً، كانت قراءة نصّ خبرٍ ما عن حدثٍ طارئ وغير متوقع جرى أو يجري في منطقة لم يكن قارئ الخبر يعلم عنها شيئاً، تتطلب ثقافة معرفية حول المنطقة ومعطيات الحدث ومسببات التفاعل حوله قبل الوصول إلى تداعياته الموثقة في الخبر تحريراً أو تزويراً (...)
(ظنَّ الخليُّ بأنّ البعدَ يؤنسني
فكيف يؤنسني طردي وإبعادي
أم كيف أنسى غريبا صار قربهمُ
أقصى مرادي ومطلوبي ومرتادي)
البيتان لشاعر يمني اسمه عبد الله بن علوي الحداد (1634 – 1720م) وربما لأن الفترة التي عاشها، على طولها – 86 عاماً – لم تكن من الفترات (...)
مع تحفظي الشديد من الإيمان بمصداقية المثل القائل (الكثرة تغلب الشجاعة) إلا أنني لا أريد الشجاعة هنا بل الإبداع الحقيقيّ الأصيل.. أما الكثرة فهي الكثرة، والكثرة في زماننا المزدحم هذا، بخاصة في المجالات الثقافية والأدبية والفنية، أظنها بالفعل - للأسف (...)
أن تضحك وحدك، وسط أمواج من الدموع تتلاطم حولك، فأنت تحاول مواجهة الحزن الحقيقيّ بفرحةٍ مصطنعة.. والاصطناع من الصناعة، والصناعة استطاعت أن تقهر الطبيعة الحقيقية كلّ الوقت، منذ أول آلة صنعها الإنسان (السكّين) حتى اليوم. من قال إن أول آلة صنعها الإنسان (...)
تفاءلتُ بأخبار نشرت في الصحف المصرية عن إقامة معرض للكتاب بشارع فيصل في الجيزة، وكانت الأخبار تتحدث عن مشاركة الجهات الرسمية المصرية المعنية بنشر الكتب بالإضافة إلى 48 ناشراً مصرياً، يعرضون كتبهم بتخفيضات في أسعارها تصل بسعر الكتاب إلى جنيه واحد (...)
في نهار اليوم الأول لعيد الفطر المبارك 1429ه توفي الأديب القدير عبد الله الجفري رحمه الله، وقد رثاه الشاعر الأديب الوزير غازي القصيبي بقصيدة عنوانها (آه عبد الله)، وفي فجر اليوم الخامس من رمضان الكريم 1431ه توفي د. غازي القصيبي رحمه الله.. ونحن الآن (...)
حتى الحذرْ..
نزلتْ عليهِ عباءةٌ شفّافةٌ، من كِذبها
صارتْ وإياهُ الفقاقيعَ التي كُتبتْ بها
لغةُ المطرْ..
حتى السَفرْ..
رُسِمتْ على طرقاتهِ أمواجُ نهرٍ ضائعٍ
خُدعتْ بها الورقاتُ في كلّ الشجرْ
حتى أنا.. ما زلتُ من تعبي هنا
أحتاجُ ليلاً، لا يقلُّ (...)
كما يتذكر الإنسانُ أهلَه الغائبين عنه في شهر رمضان، وكان معتاداً على وجوده بينهم في هذا الشهر الكريم، أتذكّرُ أديباً صديقاً كنتُ أكثرَ ما كنتُ أجلس معه في نهارات رمضان.. سنوات وسنوات كان لقاؤنا يشتد حميمية في شهر رمضان بالذات، لأسباب كثيرة منها أنني (...)
أرى السعادة والتعاسة وجهين لورقة اسمها (العشق)، وأقول ورقة ولا أقول عملة أبداً، فالورقة تحتمل ما لا تحتمله العملات مهما ارتفعت الأخيرة وعلا شأنها بين الناس.. فالورقة قد تحمل آياتٍ كريمة، وقد تحمل رسالة من روح إلى روح، ولا أقول من قلب لقلب!
كيف حال (...)
لا أعرفُ عملاً فنياً جعل من حرفيْ كلمة (لو) روحاً ترفرف، وكثيراً ما تتخبط، بين كل منحنيات القالب المصقول كسكين جارحة وهي تلمع في نعومة قاسية، مثل المسلسل التلفزيوني (لو) المعروض على شاشات الفضائيات العربية في موسم الدراما الرمضانية عام 2014 من تأليف (...)