"ما أضيقَ العيشَ لولا فسحة الأملِ"، كلمة منذ الصِّغَر تَطرق مسامعنا، فنمرُّ عليها مرور الكرام عابرين، دون أن نتأمل عمقها وفقه مدلولها الكبير فلولا الأمل ما عمَّر الإنسان الدنيا، وما سعى حيٌّ خطوة على ظهر هذه البسيطة، لولا الأمل ما قُطعت المسافات ولا (...)
جرت العادة عند البعض أن يزجروا ويتهكموا على كل شخص دمعت عيناه حزناً أو أسى أو ضيقاً قد لزمه، وأخذوا على عاتقهم نشر ثقافة سائدة مفادها أن البكاء دلالة ضعف وانهزام داخلي، بل إن البعض ذمه وقبّحه وجعله علامة نقص في حق كل رجل كبير يبكي. والمتتبع لما آلت (...)
اعتدت دوماً في قاعة الدراسة الجامعية أن أطرح بعضاً من الأسئلة التي تثير التفكير لدى طلابي في الجامعة وأجعله محل نقاش بينهم ثم استمتع بنقاشهم العفوي وطريقة تفكيرهم حول موضوع ما سواء كان الموضوع مجتمعياً أم دراسياً أو يخدم تخصصهم وذلك لإيماني التام (...)
كل واحد منا يحيط به مجموعة من الأصدقاء والرفقاء والأحبة يجتهد في ودهم ويحرص على الجلوس معهم والأنس بحديثهم ومسامرتهم، وهذه الاجتماعات واللقاءات التي قد تكون شبه يومية أو أسبوعية مشافهة أو مقابلة أو عن طريق الواتس لا تخلو أن يتخللها خطأ أو زلل من (...)
أكدار الحياة ولأواؤها لا تنقضي ولا تنتهي، فهي كبد خُلق في كبد (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، وهذه سنة إلهية جاءت بها الآيات الكريمة والأحاديث النبوية، ورغم أن العالم اليوم يعيش حالة من النمو المعرفي والتقني والذي قرّب البعيد وسهّل العسير حتى عاش الناس (...)
مصطلح الكيمياء عُرف عنه واشتهر بأنه علم يدرس المادة وخصائصها والتفاعلات التي تجذب بعض العناصر والجزيئات لبعضها حتى وإن كانت جزيئات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، كما أن الكثير اليوم انطبع في مخيلته أن علم الكيمياء هو علم مكانه بين المختبرات والمعامل (...)
طبيعة البشر جُبلت على المخالطة والتعايش مع الآخرين، فتراه يتعامل مع فلان وعلان ويحصل بينهم من مكارم الأخلاق الشيء الكثير، وتمر ببعضهم ظروف من الحياة فيحصل بعد التلاقي افتراق وبعد الاجتماع انفضاض، وهذه سنة الله في الأرض جارية، وقد تمضي الأيام تلو (...)
لا بد للإنسان في حياته من قدوات بها يأتسي، ولنهجها يحذو، وعلى أثرها يسير، وهذه سنة في الحياة جارية ماضية، ولو تتبع الواحد منا كل طبع وخصلة، وقولةٍ وفعلة لوجد أن الإنسان بها يحاكي وينهل من قدواتٍ سبقته، أُمّاً عاش في حجرها وترعرع، أو أباً لازمه، أو (...)
أذكر أني مرة من المرات كنت في مطار واشنطن ديسي انتظر إقلاع رحلتي، حينها استوقفتني إحدى الأخوات المسلمات سائلة: بحثت عن مكان أؤدي فيه الصلاة ولم أجد سوى ذلك المكان، وأشارت إليه، وهو مكان أشبه بالكنيسة كنت قد مررت بها للصلاة ولكن لوجود تمثال وصور (...)
الجميع منا قدم إلى هذه الدنيا وهو يحمل في مخيلته وجعبته العديد من الأمنيات والكثير من التطلعات؛ بل قل جبلاً من الأحلام الوردية. نعم أتينا إلى هذه الدنيا وفي قلوبنا إيمان راسخ بأن حياتنا بأكملها لنا، وأنها ستمنحنا كل ما نريد، كيفما نريد ووقت ما نشاء. (...)
لما دخل يوسف عليه السلام السجن ظلماً وعدواناً وأراد تبيان الحقيقة وإجلاءها أوعز لمن تيقن بخروجه من السجن ونجاته: (اذكرني عِندَ رَبِّكَ ) لعل في تبيانه للحقيقة نجاة له وخروجه من السجن!
اليوم هذه العبارة أو الآية إن صح التعبير قد تعني دلائل عدة (...)
من أنت؟ سؤال قصير ألقيته على طلابي في قاعة الدراسة الجامعية!
طلبت من كل واحد أن يفكر ملياً قبل أن يجيب على السؤال، وتركت لهم حرية الجواب بما يشاؤون بدون تقيد بأي إطار فكري أو منهجية مثلى للحل أو توجيههم إلى نقطة ما، ولقد انحصرت الإجابات في مجملها في (...)
تبقى العلاقات بين الأصدقاء عنصراً لازماً وعقداً كاملاً في حياة أي إنسان وبدونها يصبح الإنسان جسداً بلا روح، و فراغاً بلا امتلاء، وأغلب الناس ينظرون للصديق باعتباره المستشار الذي يلجؤون إليه لحل مشكلة أو أخذ رأي ونصيحة، حيث يصبح كل واحد منهم مرآة (...)
هناك منا من تكاثرت عليه الديون وأطبقت حتى غدا محزونا مهموما حبيس جدران بيته يتخوف من الدائن أن يطرق بابه أو أن يستدعى في المحكمة. كما أن بعضنا أنهكته الأمراض وحار في أمره الأطباء حتى يئس من الحياة وأضحى شاحب الوجه يائساً من البقاء في هذه الحياة، (...)
من الطبيعي أن نعيش في حياتنا أزمات ونكبات وتغيرات وتحولات بعضها مفاجئ وبعضها سبقها إرهاصات ومقدمات، وهذه سنة الحياة التي لا تتحول ولا تتغير بل لست مبالغاً حين أقول إنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان الشبه يومية حتى وإن كانت مؤلمة وقاسية في (...)
، مصطلح يتكرر مرارا على ألسنتنا وفي بيوتاتنا ومنتدياتنا، كلمة طالما بررنا بها لكثير من التصرفات غير السوية لشبابنا وفتياتنا ولطالما اتخذناها مخرجا للعديد من السلوكيات غير الجيدة في مجتمعنا، نبرر بها لكل شاب أو فتاة وقعا في خطأ وربما خطأ كبير، اتركوه (...)
دوام الحال من المحال، والحياة الدنيا مبنية على التغيير والتبديل، فيوم صيف حار، ويوم شتاء قارس، اليوم في صحة وعافية، وغدا في مرض وسقم، اليوم في فرح وسرور، وغدا في حزن وحبور، اليوم نتفق في الرأي، وغدا نختلف في الموضوع، وهذا الاختلاف يحدث في كل زمان (...)
كثير من الناس اليوم - إلا ما رحم ربي - يسعى للظهور والبروز في مجتمعه، بل يبذل الأموال والأوقات لأجل الشهرة، بل ربما وقع أحدهم فيما يخالف شرع الله من أجل أن تتناقل وسائل الإعلام صورته، أو ينتشر له خبر يرفع من ذكره ورسمه بين الناس، وتلكم غريزة بشرية (...)
خلق وطبيعة يكونان في بعض الناس لاينفكان عنهم ولا يتجاوزانهم يبقيان متلازمين دوماً في تعاملهم مع من حولهم، فتراه إن رأى زلة انتقدها وإن اطلع على عمل وافق التمام لم يرض حتى يُسجل له موقف انتقاد وكأنه عالم بكل شأن عارف بجميع الأحوال!
هؤلاء بهذه الطبيعة (...)
أحل الله لعباده العديد من الطيبات وهي من نعم الله تعالى علينا، أحلّها الله لنا لنتمتع بها بما شرعه وأحّله، قال تعالى: "قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفّصل الآيات (...)
في الجغرافيا هناك دول يُطلق عليها مصطلح "الدولة الحبيسة" وهي التي تحيط بها اليابسة من كل جانب، ولا يوجد لها أية منافذ بحرية، وفي عالم الأفكار، هناك عقول حبيسة، لا تتصل بأية أفكار إبداعية تحاول أن تفكر تفكيرا مغايرا ينتج من خلاله فكرة لم يسبقه إليها (...)
جُبلت هذه الدنيا على كدر وإن كنا نريدها صفواً من الأقذار لكن سنة الله في خلقه باقية وآيته في القرآن قائلة (لقد خلقنا الإنسان في كبد). هذه حقيقة ماثلة لا ينكرها عقل ولا يجحدها فكر، ومن هذا المنطلق وجب على كل من دبّ على هذه البسيطة أن يكون على أهبة (...)
مصطلح التربية بمفهومه الدارج لم يكن وليد اليوم ولا الأمس فقد عرفه الإنسان وهو يعيش في أعماق الكهوف والأدغال والشعاب والوديان حين تعامل معها بما يكفل له استمرار حياته وديموميته!
كانت تربية الإنسان حينذاك تربية مباشرة يمارسها الفتى عن طريق محاكاة (...)
للموت جلال أيها الراحلون، ولنا من بعدكم انتظار في محطات المغادرون قد تطول وقد تقصر على مر السنون وقد ترهق وقد تصفو، وقد تُضحك وقد تبكي.. حتى يقدم بلا استئذان أو تردد، يختارنا واحدا تلو الآخر.. «لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».
صباح الخميس 1 / 1 / (...)
للموت جلال أيها الراحلون، ولنا من بعدكم انتظار في محطات المغادرون قد تطول وقد تقصر على مر السنون وقد ترهق وقد تصفو، وقد تُضحك وقد تبكي.. حتى يقدم بلا استئذان أو تردد، يختارنا واحدا تلو الآخر.. «لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».
صباح الخميس 1 / 1 / (...)