تارةً يتفجّرُ نبعًا
فتشربُ منه
تارةً يتجلّى سماءً
فتصعدُ فيها
تارةً يتردّدُ مثل الصدى
في الجبال القصيّةْ
تارةً يتضوّعُ كالوردِ في المزهريّةْ
تارةً يتكثّفُ مثل الندى
فوق مرآةِ روحكَ
من ألمٍ يعتريك
ومن رجفةٍ تعتريها
تارةً يتلفّتُ كالأمِّ باحثةً عن (...)
السلطة مفردة ذات ظل قاتم، وتشي بكثير من المعاني والمضامين غير الإيجابية على الأرجح في مخيلة ووعي السواد الأعظم من الناس، وهي ذات أبعاد وأطياف متعددة، غير أن الراجح والغالب منها هو البعد السياسي، خاصة إذا ما ذُكرت هملًا دون تخصيص واتباع بصفة تميزها (...)
أحبك من أول الكلماتِ إلى آخرِ الكلماتِ
إلى أن تضيقَ علينا حروفُ الهجاءْ
أحبكِ من أولِّ الأرضِ حتى تخوم السماءْ
أحبكِ أكثرَ من كلِّ ما خلقَ اللهُ
أكبرَ من كلِّ ما خلقَ اللهُ
يا امرأةً لا شبيه لها في النساءْ
***
أحبكِ حين تكونين مني قريبةْ
ومورقةً في (...)
وحدث ما كنتُ أهجس به وأخاف منه وأتوقع حدوثه في أي لحظة، رغم تشبثي بخيط الأمل الواهي، وجسره الأخف من الريش. رحل حبيبنا حسن السبع بعد أيام قليلة قضاها في المستشفى في حالة حرجة إثر نزيف حاد في الدماغ، فيا للخسارة الفادحة والرحيل المبكر والمفجع لهذا (...)
عرفت الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946-2017) شاعرًا على الورق منذ زمن طويل وأحببت شعره وتوقفت علاقتي به عند هذا الحد إلى أن قدر لي أن ألتقي به في صيف 2009 في مدينة حمص التي عاش فيها معظم سنوات حياته، حتى صار يناكف صديقه الشاعر السوري عبدالقادر (...)
سباق محموم بين مشاعر المتعة ومشاعر الألم يعتمل في نفسك وأنت تقرأ نصوص الشعراء وتتنقل بين صفحات كتاب (أعمدة النيران الخضراء)، الذي تحدثت عنه في مقالة الأسبوع الماضي. متعة قراءة نصوص جميلة وطازجة لشعراء لم تسمع بهم من قبل وتقرأ لهم لأول مرة، وألم أن (...)
قد تتوقف أمام هذا العنوان، وربما لفت نظرك حين تراه على غلاف كتاب تصادفه للمرة الأولى، وقد لا تفعل. ولكنك حين تقرأ العنوان الفرعي للكتاب فتصاب بصدمة وربما دبت في جسدك قشعريرة كما حصل معي، حين قرأت العنوان الفرعي التالي: «أنطلوجيا الشعراء العراقيين (...)
درج العرب على ألا يكرموا مبدعيهم إلا بعد رحيلهم عن عالمنا، حين يكون الأوان قد فات لنظهر لأولئك المبدعين مدى تقديرنا وامتناننا لهم لما أغنوا به حياتنا من نتاجهم الإبداعي، وربما جهودهم العملية لجعل حياتنا أفضل وأجمل، وأكثر احتمالًا.
لكن يبدو أن ذلك (...)
على غرار مسمى (جمعية الشعراء الموتى)، الفيلم الرائع الذي أبدع فيه الممثل الأمريكي الراحل، روبن ويليامز، في أحد أجمل أدواره على الإطلاق في دور أستاذ الأدب المتمرد على الأطر الكلاسيكية للتعليم، الذي يسعى لغرس بذرة التمرد لدى طلابه، ويدعوهم لرؤية (...)
أؤمن إيمانا قاطعا (لا شك فيه) أن من حق الشاعر أن يكتب قصيدته كما يشاء، وفق أي شكل وصورة يشاء، دون إملاء من أحد، أو خضوع لسلطة أحد، فالنص الشعري هو «لحظة الانتصار لحريةٍ طالما هُتكت»، كما قلت في أحد نصوصي الشعرية القديمة. ورغم أنني قد لا أميل ولا (...)
يبدو أن بعض الشعراء ما زالوا يصرون على التشبث بالدخول في حروب يحلو لي وصفها بالدونكيشوتية، أو الدونكيخوتية (إذا ما تحرينا الدقة في اللفظ)، فيما يتصل بالحروب المفترضة أو المفتعلة بين الأشكال الشعرية المختلفة التي يُصور بعضها بوصفه نقيضًا لبعضها (...)
كيف تختزل مجرة شعرية هائلة في مثل هذه المساحة الضيقة؟ طبعًا، سيكون ذلك ضربًا من المستحيل، ولكنني سأحاول وإن باءت محاولتي بالفشل المرجح. والمجرة الشعرية التي أتحدث عنها هي كتاب الشاعر والفنان العراقي ميثم راضي (كلمات رديئة). ربما كان يجدر بي وصفها (...)
سئمت من الإيقاع، لكن يبدو أنه لم يسأم مني بعد. رتابة الشعر الموزون، فيما أقرأ وما أكتب، باتت تزعجني أكثر فأكثر، وصار إحساسي مضاعفًا بقيودها التي تثقل معصمي. حتى وإن كانت تلك القيود من حرير وذهب، فإنها تظل قيودًا، ولن يغير ذلك من هويتها وكينونتها (...)
من بين الملامح البارزة لمهرجان بيت الشعر الثاني الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون، في أواخر ديسمبر من العام المنصرم، ثمة ملمح لم ينل، كما أرى، ما يستحقه وما هو جدير به من الاحتفاء، وأعني به جائزة الكتاب الأول، التي تُمنح للمرة الأولى هذا العام في (...)
كتب الصديق والزميل العزيز، بندر الحربي، في هذه الزاوية يوم الأحد الماضي محتفيًا بمنجزين ومشروعين ثقافيين كبيرين على المستوى الوطني، امتد أثرهما وتأثيرهما إلى دوائر عربية وعالمية واسعة. وأحد هذين المشروعين هو جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية (...)
إبان محاولة الاتحاد السوفييتي الطويلة التي منيت بالفشل للسيطرة على أفغانستان كانت الحوامات السوفييتية ترمي بما لا يحصى من القنابل على شكل فراشات، وهي عبارة عن أجهزة ذات ألوان زاهية تشبه الألعاب إلى حد كبير كان الأطفال الأفغان يلتقطونها حين تتحرك على (...)
أملهى قضوا فيه أم مطعمُ؟
سؤالٌ به «ربعنا» أغرموا
وما همهم دمُ من سالَ في الأَرْضِ
بغيًا كأنهمُ قد عموا
عن المستبيحين ظلمًا حياةً
أفاءَ بها خالقٌ أعظمُ علينا،
فتبتْ يدُ الغدرِ إذ تطعنُ
الظهرَ وليخسأِ المجرمُ
هو اللهُ أكرمُ منكم وأرأفُ منكم،
ومن جوركم (...)
بعد أربع ليال من الشعر والموسيقى والغناء والفنون البصرية والتشكيلية والمسرحية، انفض سامر مهرجان بيت الشعر الثاني، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، والذي شهد تكريم الشاعرة الرائدة فوزية أبوخالد لمجمل مسيرتها الإبداعية وعطائها الكتابي (...)
رشح كتاب الروائية وكاتبة القصة والمقالة الأمريكية جوي ويليامز «تسع وتسعون حكاية عن الله» ليكون من بين أفضل الكتب المنشورة لعام 2016م حسب عدد من الصحف الكبرى والمتخصصة مثل «نيويورك تايمز»، و«إيسكواير» و«سياتل تايمز»، و«هفينغستون بوست» و«ببليشرز (...)
كآبة الشاعر المدفونة
في أحدِ فصولِ الصيفِ حين كان لا يزالُ شابًا وقفَ لدى النافذةِ وتساءلَ أين ذهبنَ، أولئك النسوة اللاتي جلسنَ بالقربِ من الشاطئ، يراقبنَ، وينتظرنَ وصولَ شيءٍ لن يصلَ أبدًا، الريحُ ناعمةٌ على بشرتهن، ترسلُ خصلاتٍ شاردةً من الشعرِ (...)
محزن ومؤسف ما يحدث الآن في مكب نفاياتنا الإلكتروني (التمس منكم العذر على هذا التعبير) المسمى (تويتر). يحدث ذلك طبعًا على أكثر من صعيد وفي أكثر من مستوى، ولكن حديثي هنا سيقتصر على الهجوم اللاذع والكاسح والذي تجاوز حد الوقاحة واللؤم في الكثير من (...)
هل تحتاج قصائد الشاعرة الأمريكية ماري أوليفر لتقديم يعرّف بها؟ الأرجح أنها ليست بحاجة إلى ذلك، فهي تقدم نفسها بدون تكلف وبدون حاجة لبذل الجهد أو توقظ الذهن واستنفار الحواس من قبل القارئ. ولا يعني ذلك بالطبع أن شعرها يجنح للبساطة والمباشرة أو (...)
إنه صباح فضيٌّ مثل أي صباح آخر. أنا عند طاولة الكتابة. ثم يُسمع صوت الهاتف، أو يقرع أحدهم الباب. أنا مستغرقة في أفكاري. أنهض بتردد، أجيب على الهاتف أو أفتح الباب. والفكرة التي كنت أقبض عليها، أو أوشكت أن أقبض عليها، تضيع.
العمل الإبداعي بحاجة (...)
لا تتخلى الشاعرة الأمريكية ماري أوليفر في نثرها عن ثيمتها الأبرز التي عرفت بها كشاعرة عبر مجموعتها الشعرية العديدة منذ أول كتاب لها نشر عام 1963م، ألا وهي حب الطبيعة والتغني بها والانغماس فيها. وكتابها النثري الصادر مؤخرًا أشبه بصلاة مطولة في حب (...)
من بين المرات العديدة التي عدت فيها، منذ سن المراهقة، إلى حكاية دون كيخوته دي لا مانشا، ثمة مرة واحدة أختار أن أتذكرها - أو لا أستطيع ألا أتذكرها - في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى مرور 400 عام على رحيل ميغيل دي سيرفانتس. تلك القراءة، في أكتوبر من عام (...)