كتب الصديق والزميل العزيز، بندر الحربي، في هذه الزاوية يوم الأحد الماضي محتفيًا بمنجزين ومشروعين ثقافيين كبيرين على المستوى الوطني، امتد أثرهما وتأثيرهما إلى دوائر عربية وعالمية واسعة. وأحد هذين المشروعين هو جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، التي كُرست بوصفها إحدى أهم الجوائز العربية والإقليمية، بل والعالمية التي تعنى بالاحتفاء بالترجمة على نطاق واسع. ولا شك أن مثل هذا المشروع الضخم والطموح جدير بالاحتفاء لما يقدمه من خدمة كبيرة وعظيمة للثقافة العربية والإنسانية عامة. ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن حديث الثقافة ذو شجون دائمًا وأبدًا، فقد جدّد الحديث عن الجائزة وأيقظ الحلم الذي لم يتحقق حتى الآن بأن يكون لدينا في بلادنا الحبيبة مركز أو مشروع خاص يعنى بالترجمة على غرار مشروع كلمة في أبوظبي أو مشروع الألف كتاب في مصر، أو المنظمة العربية للترجمة في لبنان أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الذي يُعنى بالترجمة في جانب من جوانبه وتصدر عنه حاليًا سلسلة إبداعات عالمية وغيرها. وفي حقيقة الأمر، وبكل صراحة، لا أدري ما الذي يمنع ويقف في طريق إطلاق مبادرة ومشروع مشابه لتلك المشروعات لدينا، خاصة في ظل تمتع المملكة بالعنصر البشري المؤهل تأهيلًا عاليًا في هذا المجال، سواء أكان ذلك من داخل الدوائر الأكاديمية أو من خارجها،على صعيدي الكم والكيف. وليس أدل على ذلك من التكاثر الإيجابي لأسماء المترجمين السعوديين الذين حققوا لهم حضورا جيدا في ساحة النشر العربية في السنوات الأخيرة، والذين سيكون نشاطهم مركزا أكثر وسيبرز بشكل أكبر في ظل مؤسسة أو مشروع طموح ومتكامل يحتضنهم ويبرز وجهًا ثقافيًا شبه مغيب لمملكتنا الحبيبة.