لا ينتهي السجال حول السرقات الأدبية حتى يبدأ مرة اخرى. وفي كل مرة يراق الكثير من الكلام الذي يظل عاجزاً عن إنهاء المسألة وعن الإجابة على الأسئلة المطروحة بإلحاح. وإن كان البعض يدين السرقة جهاراً ويتهم السارقين علناً فان البعض يمتدح هذه السرقة (...)
يختلف العنوان الذي اختاره زاهي وهبي لكتابه الأخير وهو "في مهب النساء" عن فحوى القصائد التي ضمّها الكتاب. فالإثارة التي يشي بها العنوان لم تعرفها القصائد بل ظلّت غريبة عنها مذ غدت قصائد حبّ وحبّ فقط. اما العنوان الذي بدا قريباً من عناوين نزار قباني، (...)
تفترض قراءة روايات جوزيه ساراماغو بعضاً من الإلمام بتاريخ البرتغال القديم والحديث فمعظم هذه الروايات تستمد أحداثها ووقائعها وبعض شخصياتها من الذاكرة التاريخية الجماعية ومن التراث العام والمعاناة التي كابدها البرتغاليون في مراحل مختلفة من تاريخهم. (...)
لم ترضَ الحاضرة الفاتيكانية عن فوز الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو بجائزة نوبل للآداب، فوجّهت الجريدة الكاثوليكية الناطقة بإسمها لوماً الى الأكاديمية الملكية في السويد على اختيارها "غير البريء" هذا. وذكّرت الجريدة الأكاديميّة أنّ ساراماغو لا يزال (...)
قد يصحّ وصف المهرجان العالمي للشعر الذي أحياه طوال اربعة ايام "بيت الشعر" في المغرب ب"التظاهرة الفريدة" بحسب ما عبّر الشاعر ادونيس حين اعتلى المسرح ليقرأ بعض قصائده القديمة. فالمهرجان الشعري لم يكن شعرياً فحسب بل جسّد لقاء حقيقياً بين الشعر والرسم، (...)
المأزق الذي عاناه سلمان رشدي طوال تسع سنوات جعل منه كاتباً ذا شهرة كبيرة ولكنه لم يجعله كاتباً كبيراً. وروايته التي جلبت له المتاعب، وأقصد "آيات شيطانية"، لم تكن تستحق الضجة التي حظيت بها لو لم تصدر الفتوى الخمينية في حقّها وحق صاحبها. فهي رواية (...)
لم يكد يمضي عام على انطلاقة "كتاب في جريدة" حتى تخلّت عنه جريدة "النهار" البيروتية حارمةً القراء اللبنانيين من متابعته شهراً تلو شهر. والجريدة اللبنانية لم تتخلّ عنه لسبب مادي طبعاً وإنما لأسباب أخرى لم تجاهر بها. ف"الكتاب" لا تتعدى كلفتُه كلفةَ أيّ (...)
لم يكن مقتل لوركا على أيدي بعض الفاشيين في العام 1936 إلا مشهداً مأسوياً يشبه بعض المشاهد المأسويّة في نصوصه المسرحية، فهو قُتل أوّلاً ثأراً لأحد قادة اليمين المتطرّف، أي قتلاً عبثيّاً في معنى ما وكان من الممكن ربّما ألاّ يكون في عداد أصدقائه الذين (...)
عاد القاصّ اللبناني جورج شامي الى الحياة الأدبية بعدما انقطع عنها زهاء خمسة عشر عاماً. إلا أن تواريه عن المعترك الأدبي بُعيد هجرته لبنان وسكناه في باريس لم يعنِ انقطاعه عن الكتابة القصصية. فها هو يطلّ عبر مجموعة قصصية جديدة حملت عنواناً غريباً هو (...)
لو سئل بعض هواة القراءة عن جدوى قراءتهم لما كانت أجوبتهم تختلف عن تلك التي يجيب بها الكتّاب عادة حين يُسألون عن جدوى الكتابة. فالرغبة في القراءة لدى هؤلاء لا تختلف عن الرغبة في الكتابة لدى الكتّاب. وكم من الكتّاب تمنّوا ولو ظاهراً أن يكونوا قرّاء (...)
من الهواء الطلق في قلعة بعلبك الى المسرح المغلق، اختلفت مسرحية عبدالحليم كركلا "الأندلس: المجد الضائع" اختلافاً واضحاً. الصيغة الأولى التي افتتحت مهرجانات بعلبك الدولية كانت ملائمة للقلعة الأثرية في أدراجها وزواياها وفضائها التاريخي، اما الصيغة (...)
كان الشاعر الإنكليزي اليوت يردد ان كل عمل مترجم يجب ان تعاد ترجمته كل عشر سنوات. فالأعمال المترجمة تشيخ غالباً إلا اذا كانت تضاهي الأعمال الأصلية إبداعاً. والترجمة اصلاً تختلف من مترجم الى آخر فهي اقتراح غير نهائي وقابل دوماً للنقاش والنقد.
الشاعر (...)
ظلم الأخطل الصغير بعد مماته مثلما ظلم في حياته: ديوانه الشعري لم يكتمل حتى بعد مرور ثلاثين عاماً على وفاته وكتبه النثرية التي وردت عناوينها هنا وهناك لم تبق متوافرة. أمّا مقالاته الكثيرة التي كتبها في جريدة "البرق" فما برحت تنتظر مَن يجمعها وينفض (...)
جاءت من تونس الى بيروت باحثة عن عايدة صديقتها الفلسطينية التي اضاعت عنوانها ولم تعد تعرف اي شيء عنها. جاءت من دون قناع، كامرأة جاءت وليس كممثلة، من اجل البحث عن عايدة التي نُمي اليها انها تحيا في بيروت.
انها المرة الأولى تطل فيها الممثلة الكبيرة (...)
يسعى بعض النقّاد الى فضح بعض الكتّاب الكبار مسقطين عن وجوههم أقنعة طالما عرفهم قرّاؤهم من خلالها. غير ان تلك الفضائح تظل فضائح شخصية جداً نظراً الى عظمة نتاج هؤلاء. بل هي لا تؤثر لا على نتاجهم ولا على القرّاء الذين أقبلوا ويقبلون عليهم بنهم. (...)
ليس من المستغرب أن تصبح لعبة الفوتبول اسطورة في عصرنا الراهن بعدما فقد هذا العصر سحر الأساطير وروعتها. وفي عالم أضحى بلا أبطال ولا ملاحم تلجأ الجماهير الى الملاعب أو تتسمّر أمام الشاشات الصغيرة لتستعيد صوراً شبه ملحمية ومشاهد اقرب الى الحكايات. هكذا (...)
يقرأ الشاعر العربي قصائده مترجمة الى اللغة الأجنبية فيفرح بها فرحاً يماثل ربّما فرح كتابتها. فالقصائد التي انتقلت الى لغة أخرى اكتسبت بريقاً آخر وأكسبت صاحبها استحقاقاً طالما حلم به. فانتقال الشاعر الى لغة أخرى يعني أوّلاً وأخيراً خروجه من حصار لغته (...)
كان سركون بولص في الحادية والاربعين عندما نشر مجموعته الشعرية الاولى في العام 1985 وكان عنوانها "الوصول الى مدينة أين". وبدت تلك المجموعة لدى صدورها ناضجة كل النضج ورسّخت معالم التجربة الشعرية التي خاضها الشاعر في منفاه الاميركي. الا ان القصائد التي (...)
يصعب على الشعراء أن يصمتوا حتى وإن أصبحوا بلا قرّاء، أو أغلقت في وجوههم أبواب الناشرين وواجهات المكتبات. يحسّ هؤلاء أنّ عليهم أنْ يكتبوا باستمرار حتى وإن أضحوا هامشيين، أو حُذِفوا من الحياة العامّة ومن المجتمعات الصغيرة أو الكبيرة. فالشعر في نظرهم (...)
ليس الممثلون الأربعة مجرّد لاعبين: انّهم ممثلون يهوون كرة القدم ويلعبونها كيفما توافر لهم أن يلعبوها في ملعب بدا من وراء السياج الحديد عبارة عن سجن. ولم يفتح باب السجن المقفل الا رجل السياسة الذي جاء يوزّع الهدايا على اللاعبين. وإن بدا اللاعبون (...)
لو كان الجنرال أباشا ، حاكم نيجيريا العسكريّ أشد ذكاء وحنكة لما اضطهد مواطنه الكاتب وول سوينكا حائز جائزة نوبل للآداب، لكنّ أباشا كمعظم الجنرالات في العالم الأفريقي لا يهوى قراءة الأدب ولا يولي الثقافة أي اعتبار. بل هو لم يفهم معنى أن يحصل كاتب (...)
هل هجر الكاتب التشيكي الكبير ميلان كونديرا لغته الأم نهائياً أم تراه سيرجع إليها ثانية؟
هذا السؤال تطرحه روايته الجديدة التي كتبها بالفرنسية مباشرة وعنوانها "الهوية"، وكانت سبقتها العام الفائت رواية أخرى كتبها بالفرنسية أيضاً وهي "الهوينى". ومَن (...)
لا يحتاج برتولد بريشت الى مَن يدافع عنه حيال بعض الحملات التي قام بها بعض النقّاد العالميين، فنصوصه تدافع عنه خير دفاع وكذلك نظرياته والتجربة الشاملة التي خاضها وأسّس عبرها عالمه الخاص. وقد انتهز هؤلاء النقّاد مئوية بريشت التي ما برح العالم يحتفل (...)
ليس من السهل ان يستعيد مارسيل خليفة أغانيه الملتزمة التي راجت خلال الحرب ليغنيها اليوم بعد مضي قرابة عشرين عاماً على انطلاقتها الاولى. فالحرب انتهت ولم يعد الجمهور يحتاج الى أغنيات حماسية بعدما سقطت القضايا الكبيرة وبات النضال عملاً فردياً وشبه (...)
ظلّ وفياً للغة العامية طوال حياته فهو لم يكتب إلا بها وفيها أعلن "ثورته" الشعرية مؤسساً القصيدة العامية الجديدة. عاش ميشال طراد شاعراً ومات شاعراً ولم يتقن في حياته أمراً آخر سوى الشعر. وحين كان يتكلّم عن الشعر لم يكن يتكلّم إلا شعراً. فهو لم يعرف (...)