في كتابه «جدلية العقل والمدينة» يبرز محمد المصباحي ستة مفكرين (الجابري، أركون، العروي، مروة، الحبابي، نصّار)، يشتركون في دعوتين: العقل (العقلانية)، التاريخ (التاريخانية)، ويختلفون في طرائق إعمالها. للعقل في صلته بالتحقيب التاريخي: عقل تراثي، وعقل (...)
أصل العلوم الإسلامية الأصلية «علم الحديث»، وعنه تفرّعت بقية العلوم، منها «علم التفسير». وقد اعترى «علم الحديث» خلل من جهة الرواية، فنشأ الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت مبكّر، وما أصاب الأصل (علم الحديث) أصاب فروعه من باب أولى، وقد ظهر (...)
أصل العلوم الإسلامية الأصلية «علم الحديث»، وعنه تفرّعت بقية العلوم، منها «علم التفسير». وقد اعترى «علم الحديث» خلل من جهة الرواية، فنشأ الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت مبكّر، وما أصاب الأصل (علم الحديث) أصاب فروعه من باب أولى، وقد ظهر (...)
كان حضور القصّاص امتداداً لحضورهم في زمن الصحابة رضي الله عنهم، ولم يختلف في أصله عن دلالة الوعظ فيما بين أيدينا من آثار عن زمن الصحابة، ولكن يظهر أن فئة القُصّاص (فئة من المذكّرين) تضخّمت، وضخَّمت جانب القصص، فكانوا يواظبون على القصص والأشعار، التي (...)
ظهر لون القصّ مع القصّاص، بعدّهم فئة تخصَّصت في القصّ والتذكير، في زمن الصحابة، على فترتين: فترة الجذور في زمن كبار الصحابة رضي الله عنهم، كتميم الداري أوّل من قصّ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أذِن له عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد أن (...)
كان ظهور القُصاص مبكراً في الإسلام، ويظهر في القرآن الكريم التمييز بين مقبول الحكايات ومردودها، لورود لفظين دالّين على القصص، أحدهما «الأساطير»، قال تعالى:(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ (...)
استعملت تسمية «القصاص» و»الإخباريين» في كتب التراث عدّة استعمالات، دائرة بين المدح والذمّ، وقد يتداخل الاسمان مع أسماء أخرى. و»القصّاص» لفظ غلب إطلاقه على: من يعظ، ومن يذكّر، ومن يقصّ؛ و»القاصّ هو الذي يتبع القصّة الماضية بالحكاية عنها... وفي الغالب (...)
البحث سمة من يروم تحصيل أمر ما، ويبحث عنه في مظانه. ومن المفارقة أن يُبحث عن أمر يعتقد الباحث أنه لن يجده، لأنه مصروف عنه! إن من المفارقات في التراث الإسلامي أن القائلين ب «الصِرفة» في شأن الإعجاز القرآني هم أبرز من نشط للبحث عن وجوه الإعجاز (...)
يذهب بعض المفكرين والمتقدمين إلى الفصل بين الروح والنفس. ويمكن إيجاد الأصل القرآني لهذا التفريق باختيار التوجه نحو الفصل الاعتباريّ، لا الذاتيّ؛ إذ ترد كلمة «الروح» في القرآن الكريم مفردة بلا جمع، مجرّدة ومزيدة، معرفة لا نكرة، وقد جاءت -تقريباً- في (...)
لا يخفى ما في التراث الإنساني والإسلامي من رؤية تحاول أن تجرّد الإنسان من المجتمع والثقافة، وتتخيل حالة طبيعية نقيّة، لم يختلط فيها إنسان بأحد يوجه أفكاره، ليتوصل بمحض فكره إلى أفكار فطرية عميقة توجهه نحو اليقين، ك»حي بن يقظان» لابن الطفيل. غير أن (...)
اللغة ظاهرة حيّة طبيعية لانبعاثها من كائن حيّ طبيعي، وذا يقتضي تبعية المنبعث لما انبعث منه، وحمل صفاته، وأصله، من: الظهور الطبيعي، والحياة وما يلزمها من تغيّر وتبدّل، ومن هذه الفكرة انطلق «عبد السلام المسدّي» ليبين أن قيام النحو العربي ليس لمجرد (...)
يجمع محمد عزيز الحبابي -رحمه الله- بين «الشخص» و»الوجه» عند استعراض دلالة الشخص في تشخصه؛ إن بظهور أبعاده المادية (عَرض، طول، شاخص)، أو قيمته الماديّة (العِرض، النسب، الحسب)؛ ليرفع دلالة «الشخص» العربيّة التي لا تحقق له مراده، خصوصاً المعرفة (...)
يبحث المجال الفلسفي عن «المعاني»، وهي قوامه، وفق أطر تعريفات بحسب كل اتجاه؛ منهم من ينزع إلى المادية فيحكمها بمبادئ الماديات، ومنهم من يغلو في الإشاريّة حتى يجعلها دائمة التحوّل الدلالي، ومنهم من هو بين هذين الفريقين. وهذه المعاني تستجلب في سبيل (...)
أول أمر إلهيّ «إقرأ»؛ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق)، أوّل تعرُّف الإنسان على ربّه بالربوبية والخالقيّة والكرم والعلم، كذا أوّل ما نزل من تعريف الإنسان بنفسه «مربوبا» و»مخلوقاً» و»مكرّما» و»مُعلّما». والقراءة جمع؛ فاجمع باسم الله إلى نفسك (...)
الترجمة ليست لساناً منطوقاً يُنقل عنه، ولا دلالة قريبة يُعبّر عنها؛ فحسب، بل هي طبقات من دلالات محكومة ب «نظرة إلى العالم»؛ تعيد تشكيل المعاني، وتنظّم المفاهيم المنطوقة المعبّرة عنها -كما تقدّم في المقال السابق-، فليست الترجمة مجرّد أفق، بل عمق أهم. (...)
ليست الترجمة نقلاً لما ظهر، بل هي استرشاد بالمضمر الذي شكّل ما ظهر من أفكار عبر لسان. و»النظرة إلى العالم» هي المؤطر للفكر في كيفية انتظامه وفق تعبير اللغة؛ إذ اللغة عاكسة للرؤية الوجوديّة، وناقلة للقيم والمفاهيم من مجال إلى مجال، وقد تنقل ما يعارض (...)
النظرة والرؤية: تقدم في المقال السابق استبدال «العطاس» ترجمة «النظرة» ب»الرؤية»؛ لشمول الرؤية لعالم الغيب والشهادة معاً، وما تمتاز به الرؤية الإسلامية للكون من ثبات واستمرارية، تحت مبدأ التوحيد الأشمل، وقد أثبتُ ترجمة «النظرة إلى العالم» في العنوان (...)
مفهوم «النظرة إلى العالم worldview» أو لفظها الألماني «Weltanschauung»؛ مفهوم شموليّ، يروم وصف العالم -أو الحياة- كما هو، وما الذي ينبغي أن يكون عليه؛ وفق معتقدات، وبنية مفاهيمية ؛ مرتكزها المفاهيم الاعتقاديّة، بحسب كل دين، أو فلسفة، أو نسقٍ فكريّ. (...)
بماذا يتميّز الإنسان؟ سؤال -في أصله- يفصل بين الواقع والتطلّع، فهل ثمّة فصل بين تعريف الإنسان ب»الوجود الواقعي» و»ووجود الشرف»؟ يمكن القول: إن الإنسان في زمننا المعاصر يُعرّف ب»الإرادة الحرّة»، أي «الحريّة»، مع اختلاف دلالاتها، بحسب معطيات تاريخية (...)
المشكلة أسئلة تطرح، بغية إعادة النظر. ولأن المعرفة قد وضعت في قوالب مفاهيم، قد نظنها قبلية أو حقيقية لا يُشكك فيها، فلعل الإشكاليات المفاهيمية هي ما يُطلب طرقه؛ إن من جانب مضموني؛ كما في هذا المقال، أو في جانب آليّ؛ كما طرق عند بعض المفكرين (...)
للفكر أوعية تحمله، إذ "لا ماديّته" عصيّة على إرساله بين الناس بلا تصوير ذهنيّ يقولبه في "مفاهيم"؛ تمكّنه من الخروج إلى العالم، مبيناً ومُتبيّناً. وكما أن الروح لا تتجلّى بلا فعل وصوت عبر الجسد، كذا الفكر لا يُتصوّر بلا صوت وكتابة؛ فتجسيده تصويره. (...)
لماذا يهتزّ الغرب وينقسم ويتبلبل أمام ما يحدث في غزة؟ هل هو عدد الضحايا القياسي؟ ليس فقط بالتأكيد. ففي إثيوبيا، وقبل سنوات قليلة، قتل أكثر من 100 ألف إنسان، ولم يعن بهم أحد، وفي السودان يموت الناس يومياً، ولا من يسأل.
«نحن كأوروبيين ليست فلسطين التي (...)
كانت الجدّات في ما مضى هنّ الحكّاءات، أو مَنبع الحكايات، فلطالما بَرعْنَ في هذا الدَّور التربويّ لِما للحكاية من أثرٍ بالغٍ على التطوُّر الروحيّ والذهنيّ لدى الطفل، ولاسيّما لِما تُثير لديه من خيالاتٍ بترجمةِ الكلام في خلدهِ إلى صورٍ أو تصوّراتٍ (...)
دعوة المملكة العربية السعودية لثلاثين من قادة العالم العربي للاجتماع مع الرئيس الصيني على أرضها - وقبلها دعت السعودية عدداً من الدول العربية حين زارها الرئيس الأميركي - واحدة من أهم الرسائل التي تعلن بها السعودية موقعها ومركزها ودورها العالمي، وكذلك (...)
تنائج قمة جدة لم تكن حصراً على من حضر من قيادات الدول (6 3 1)، بل كانت قمة ترقب نتائجها العالم أجمع وحظيت باهتمام بالغ لأنها أحد المنعطفات التاريخية التي ستُحدد من بعدها ملامح النظام العالمي الجديد، ونتائجها تمس تحديد القطبية إن كانت أحادية أو (...)