لست على تواصل مستمر مع القصة القصيرة ولا أصنّف نفسي من قرائها الدائمين، والسبب أني مصروف أكثر إلى قراءة الروايات، لأنها تعطي مساحة أوسع للتأمل بسبب اتساع عالمها، وافتراضي هذا راجع إلى كتّاب القصة القصيرة الذين يكتبون بنفس روائي، فتبدو قصصهم مشروع (...)
في سيرته (الحياة خارج الأقواس) يروي سعيد السريحي حكاية ذات تشظٍّ في أكثر من ذات. بدأت من الجد الثامن أو السابع إلى أن انتهت إليه وهو يحدّق في السقف يتأمل خيوط عنكبوت امتد نسيجها إلى نهاية سيرته التي وقفت عالقة أخيرا في سقف الغرفة.
رواية؟ نعم، سيرة؟ (...)
للباحث الأستاذ حسين بافقيه سلسلة مقالات، هي عبارة عن قراءات في السيرة الذاتية، نشرها في كتاب بعنوان (عبروا النهر مرتين)، وقد لفتني اختياره الذكي لهذا العنوان الذي هو عبارة في أساسها للفيلسوف اليوناني هيراقليطس، يقول فيها: «إنّك لن تخطو في النهر نفسه (...)
القصيدة الجيدة قادرة على النفاذ والتواجد والحضور في أي ساحة.. والاختلاف هو أن القصيدة في وقت مضى ارتبطت بالذاكرة والقول والاستماع (قصيدة صح لسانك).. ثم انتقلت بعد تأسيس الصفحات الشعبية إلى فضاءاتها.. وأصبح ما يسمى ساحة مرتبطا ذهنيا بالورق وذاكرة (...)
يعد الشعر راصدا دقيقا لحركة النجوم وأسمائها ومواقيتها المناخية والموسمية، لتبدو السماء وثيقة فلكية في مقابل وثيقة الأرض التاريخية، وقد عالج ذلك الشعر الفصيح والعامي في حقبتين تاريخيتين بينهما تشابه كبير في الظروف الجغرافية والثقافية والاجتماعية (...)
يأتي الشعر في المرتبة الأولى من بين أجناس القول، شأنه في ذلك شأن الأدب الفصيح، والسبب يعود في ذلك إلى الذاكرة الشفهية والغنائية معا لإنسان الصحراء الذي كان أقرب إلى الشعر حفظا وتلقّيا، وأبعد نوعا ما عن النثر الذي لم يسلم منه سوى السرد الحكائي (...)
الصورة هي الشعر إذا ما نظرنا إلى أنها هي الفكرة ذاتها في مستواها التصويري التخييلي. والأهم في الصور الشعرية أن تتحقق لها عدة عناصر هي ندرتها وغرابتها والبعد الحركي فيها مع الإيغال في التفاصيل الصغيرة والتقاط الهامش قبل المتن، وقلب معادلة الربط بين (...)
شدَّدت خدمة التسجيل على «حساب المواطن»، أمس، على تقديم تعهُّد من 12 بندا؛ لضمان عدم إخفاء أي معلومة أو دخل للمستفيد والتابعين، بالنسبة لتحديد مستوى الأسرة وأحقيتها، وفق معادلة سيُعلن عنها فيما بعد.
من جهته، أكد المشرف العام على البرنامج بوزارة (...)
قناعة تزداد تجذرا في أعماقي ولعلها تكون خاطئة، لكن تفسيري للأمر ناتج عن أنّ فراش الأرض الوثير يشغل الشعر بالرصد الفوتوغرافي. صحيح أنّه ينتج شعرا رقيقا، وربما حالما، غير أنه لا يصل إلى مستوى الرمز والأسطورة حتى ينغمر في صلابة الأرض وقسوتها ويعيش (...)
شعر- عبدالعزيز الزهراني
بفنيّة منذ مدخل النص يتحول واقع الشاعر المر إلى واقع فني تقرأ فيه شجناً عميقاً ينسج صوراً من أعماق الذات الإنسانية :
(يا أيها الجرح ..
اعتراف العمر في لحظة شقاه
أعظم من اللاوعي لو تيه المسافة مرّته)
لا يكترث الشاعر في هذا (...)
في حياة الأمم والشعوب لحظات فاصلة تتباهى بها وتعمل جاهدة على أن تجعل منها لحظات إلهام للأجيال المتعاقبة، وفي حياة كل أمة رموز خلدوا ذكراهم بأفعالهم المضيئة التي جعلت منهم أيقونات خالدة، وهنا في هذا الجزء من العالم يحق لنا أن نجعل من عبدالعزيز بن (...)
من النصوص القديمة المتجددة هذا النص المقتضب ( جمرة عذابك ) للشاعر الدكتور سعود الصاعدي والذي ندعوكم لمشاركتنا قراءته حيث يقول:
ليه ادوّر عن فرح من يمّ بابك= و انت بابك صار في وجهي جدار ؟!
لي سنين اسأل على حضرة جنابك= أنت وين ؟ و ساكن»ن» في أيّ دار (...)
«وأموت يا أمي وفي صدري كلام» مجموعة شعرية صدرت للشاعر عبدالله رفود السفياني، عن منتدى المعارف بلبنان، وتحمل المجموعة عنوانا لافتا اقتطعه الشاعر من النص الذي تصدر المجموعة، وهي، فيما يبدو، ذات مسارين متداخلين في الرؤية التي تشكلت من خلالها النصوص (...)
الشاعر والناقد والقاص الدكتور سعود الصاعدي الذي تميز في إبداع الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، برز كذلك في ابداع قصيدة التفعيلة، شاركونا قراءة (أبوخالد) من خلال قصيدته (اكتشاف) لتستمتعوا بالشعر وعذوبته حيث يقول:
صدّقيني:
كنت قبلك مهمل (...)
مما يحتجُّ به في المسألة النقديّة التي تتعلّق بضيق خيال المرأة قياسًا بخيال الرجل هو أنّ فعل التخيُّل مفتقرٌ إلى إدراك سابق ، و أن مدركات المرأة أقلّ إذا ما قيست بالرجل الذي تختزن حافظته صورًا أكثر تمدّه بالمادّة حين يشرع في فعل التخيُّل أثناء (...)
في السابق كانت ترتبط ليلة السبت في ذهني برائحة قشر البرتقال حتى صارت هي ذاتها رائحة القشر . كان سبب ذلك يرجع إلى أن الفاكهة الأسبوعية - و سيّدها البرتقال - لا تجتلب لبيتنا إلا يوم الجمعة بما يعني الظفر بواحدة أو اثنتين و تقشيرهما ، وغالبا ما تكون (...)
قال لي صديقي بعد أن خبط على الطاولة بفرح: وجدتها!. قلت: ماذا وجدت يا أنشتاين؟ قال: "فكرة" مشروع مضمون النجاح.. قلت: الآن هات "الفكرة" وبعد ذلك نرى إن كانت ناجحة أم لا؟ قال بعد أن غيّر نبرة صوته وجعله أثخن، وهي عادة له حين يكتشف أمرًا ما: تتلخّص (...)
سعود الصاعدي الشاعر والناقد والاكاديمي المعروف اخلص لتجربته الشعرية الثرية ولم تشغله عنها بحوثه وتحصيله العلمي لذلك تجد نفسك عندما تسمع او تقرأ له تنصت له بكل ما أؤتيت من حواس.
اقرأوه في قصيدته (حلم وخيال أطفال) لتستمتعوا بالشعر وعذوبته.. يقول:
حزن (...)
أنا بخير وخاطري منك مسرور
لو أن بعض احيان يخرب مزاجي !
أحسّني أحيان إنسان مغرور
أشوف كلّ الناس داخل عجاجي
واشوفني حاكم على سبعة بحور
مع أنّ زيتي دوب يشعل سراجي !
وأحيان أحسّ إني مثل قلب مكسور
نبضي حزين ولا محصّل علاجي
جمعت طبع الصقر مع طبع (...)
فرصةٌ سانحةٌ، قد لا تتاح بمثل ما تتاح يوم العيد، أن نقوم معًا بمظاهرة حبّ، فنسيل في الشوراع، والطرقات، والأزقة الصغيرة : بياضًا. أن نعلن عن مسيرةٍ بيضاء من غير سوء، فننتصر للحبّ : نعانق كلّ من نلتقيه بلا استثناء. نحاول، في هذا اليوم الأغرّ، أن نمزّق (...)
حين تصبح الكرة «فكرة» و اللاعبون «مفردات» في «سياق» متكامل ، بحيث يتداولون الكرة فيما بينهم في «جمل تكتيكيّة» ، و يتمّ النظر إلى لعبة كرة القدم من زاوية إبداعيّة ، يتحوَّل «الملعب» إلى «ورقة» و «المباراة» إلى «نصّ إبداعي» ، وحينئذٍ يأتي «المدرّب» (...)
اليوم أخذت نفسي بتفكير عميق، وتركيز شديد، في لعبة كرة القدم التي مارستها في شبابي بعنفوان، وشجّعتها بعنفوان أكثر، فخلصت، بعد هذا التفكير والتأمّل الحادّ، إلى أنّنا نعيش في عالم مجنون حقًا، تصوّروا معي: اثنان وعشرون رجلاً يرتدون سراويل قصيرة، يطاردون (...)
لأمرٍ ما كانت هذلا -الشخصية المحورية في رواية قنص- للروائي السعودي عواض العصيمي "تتحدث عن نار كبيرة تأججت في مساء بعيد لسبب لا تعلمه، فجذبها وهج النار من بيت أبويها الصغير، الواقع في آخر البيوت" ولأمر ما، أيضًا، وقفت هذلا أمام هذه النار "حافية، (...)
الشعراء الشباب – في رأيي- يمثّلهم أنموذجاً : خالد الردّادي ، وهو شاعر تصدق عليه مقولة فاليري السابقة ، فمن يقرأ نصّه الشعري يجد فيه خليطاً من التجارب السابقة دون أن يكون واحداً من شعرائها ، فهو قد ابتلع كلّ الخراف السابقة وقدّم نفسه ، وصوته ، برؤية (...)
.. نحن - الآن - بإزاء مرحلة جديدة أحدث من سابقتها، وعليه فلابدّ من التنبّه إلى أنّ المواقع تبدّلت، وعزيز القوم بالأمس صار مغمورا، ومغمورهم صار اسما ظاهرا، والفضل - بعد الله - لهذه الشبكة التي رفعت قوماً وخفضت آخرين، وتجارب الشعر دُول، وهي سنّة من (...)