القصيدة الجيدة قادرة على النفاذ والتواجد والحضور في أي ساحة.. والاختلاف هو أن القصيدة في وقت مضى ارتبطت بالذاكرة والقول والاستماع (قصيدة صح لسانك).. ثم انتقلت بعد تأسيس الصفحات الشعبية إلى فضاءاتها.. وأصبح ما يسمى ساحة مرتبطا ذهنيا بالورق وذاكرة الورق (قصيدة القراءة والتأمل والتفاعل الذهني).. ثم توسع المفهوم لتتمرد القصيدة على ساحتها.. وأصبح حضورها مرتبطا بالبحث الآني والتفاعل معها بصورة عنكبوتية وبدون سلطة مبرمجة. - سليمان الفابز ** ** القصيدة الحديثة ذات فضاء ورقي تأمّلي، وهي في نموذجها التنظيري بحسب نقادها الكبار لا تتناسب مع طبيعة المنبر والتلقي الشفاهي، خلافاً للقصيدة العمودية، سواء في شكلها القديم أم الحديث الذي لم يخرج عن سمة الإيقاع، ففي هذا النموذج ثمة علاقة مع المنبر، لكنها ليست بالضرورة علاقة صوتية محضة، وإنما علاقة ذات بعد تخييلي وإيقاعي يتناسب مع طبيعة التلقي المنبري في مستواه الإبداعي الفخم مجازاً وإيقاعاً وأداء منبريّاً.