في حياة الأمم والشعوب لحظات فاصلة تتباهى بها وتعمل جاهدة على أن تجعل منها لحظات إلهام للأجيال المتعاقبة، وفي حياة كل أمة رموز خلدوا ذكراهم بأفعالهم المضيئة التي جعلت منهم أيقونات خالدة، وهنا في هذا الجزء من العالم يحق لنا أن نجعل من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أيقونة ورمزا خالدا لا يغيب ولا تفنى مآثره في تاريخ الوطن، هذا الملهم الذي غير مفاهيم الزمن وقلب الموازين وأنشأ معجزة وكيانا في وسط هجير الصحراء تحولت لواحة وارفة الظلال الرجل الذي نحر المستحيل وطوع الرمال ولم الشتات وشق وجه المستحيل بالصبر اليوم بعد مرور 84 عاما على توحيده البلاد نقف وقفة شموخ لأجل هذا البطل الهمام نستحضره كبطل ونستدني العلياء والمجد ونعتلي ذراها لأننا ننتمي لبلد عظيم صنعته يد ذلك البطل ولكي يتعالى البناء ويتسامى فإنه بات ملحا أن يتحول الجميع لبنات بناء في هذا الصرح وأضحى واجبا أن يكون إنسان هذا البلد هو خير من يدرك دوره فالحفاظ على هذا المنجز العظيم مهمة وطنية سامية . ونحن نحتفل باليوم الوطني لوطننا الحبيب المملكة العربية السعودية تساورنا أكثر من أي فترة مضت جملة من معاني الفخر والاعتزاز بمدى الرقي والتقدم الذي تسير به عجلة وطننا إلى الأمام دون تراجع في تناغم وانسجام تام بين الشعب وقيادته الحكيمة في زمن تعثرت فيه خطى الكثيرين من حولنا وسادت فيهم الفوضى الخلاقة في الوقت ذاته الذي لم تكتف فيه قيادتنا السياسية بتحمل مسؤوليتها باقتدار في النهوض والرقي بالشعب السعودي.. بل امتدت جهودها ومسؤولياتها ودورها القيادي على المستويين العربي و الدولي في الإسهام الجاد والمثمر في انتشال الكثير من الدول الشقيقة من أوضاعها المأساوية ومن أتون الصراعات المذهبية والإيدلوجية التي سادت فيها وباتت تتحكم بكل مفاصلها ، فتجلت حنكة قيادتنا السياسية في إرساء قيم السلام بين تلك الدول والدعم الإنساني لشعوبها ماديا ومعنويا، وحرصها على مواكبة الجهود لتنعم كل دول المنطقة العربية بالاستقرار والأمان . ومن دواعي فخرنا أيضا هو المستوى الدولي المرموق الذي وصلت إليه مملكتنا الحبيبة إذ غدت عاملا مؤثرا وبقوة في كافة القرارات الدولية ويحسب المجتمع الدولي لها ألف حساب في كل قرار يتم اتخاذه خاصة في القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط . فبعد فضل الله ومنه وتأييده سبحانه وتعالى تتجلى فطنة وحكمة قيادتنا السياسية العظيمة التي رسخت فينا مقومات النهوض ابتداء بنشر الوعي المعرفي والاهتمام بالجوانب التعليمية والثقافية كأساس ومنطلق تتقدم به الشعوب، ثم خلق روح المودة والتقارب إلى أبعد الحدود بين الشعب وحكامه والحرص على العمل بما يخلق مكتسبات حقيقية ملموسة لكل الشعب السعودي في كل بقاع ترابنا الطاهر . ولعل الجانب العسكري والأمني أهم مقوم من تلك المقومات حرصت القيادة على تطويره ومواكبة تحديثه باعتباره عامل الاستقرار والثبات الذي يحفظ للمملكة عزتها ولمواطنيها كرامتهم ومستقبلهم الآمن . *عضو مجلس الغرفة التجارية في مكة المكرمة