يعد الشعر راصدا دقيقا لحركة النجوم وأسمائها ومواقيتها المناخية والموسمية، لتبدو السماء وثيقة فلكية في مقابل وثيقة الأرض التاريخية، وقد عالج ذلك الشعر الفصيح والعامي في حقبتين تاريخيتين بينهما تشابه كبير في الظروف الجغرافية والثقافية والاجتماعية (...)
يأتي الشعر في المرتبة الأولى من بين أجناس القول، شأنه في ذلك شأن الأدب الفصيح، والسبب يعود في ذلك إلى الذاكرة الشفهية والغنائية معا لإنسان الصحراء الذي كان أقرب إلى الشعر حفظا وتلقّيا، وأبعد نوعا ما عن النثر الذي لم يسلم منه سوى السرد الحكائي (...)
الصورة هي الشعر إذا ما نظرنا إلى أنها هي الفكرة ذاتها في مستواها التصويري التخييلي. والأهم في الصور الشعرية أن تتحقق لها عدة عناصر هي ندرتها وغرابتها والبعد الحركي فيها مع الإيغال في التفاصيل الصغيرة والتقاط الهامش قبل المتن، وقلب معادلة الربط بين (...)
قناعة تزداد تجذرا في أعماقي ولعلها تكون خاطئة، لكن تفسيري للأمر ناتج عن أنّ فراش الأرض الوثير يشغل الشعر بالرصد الفوتوغرافي. صحيح أنّه ينتج شعرا رقيقا، وربما حالما، غير أنه لا يصل إلى مستوى الرمز والأسطورة حتى ينغمر في صلابة الأرض وقسوتها ويعيش (...)
شعر- عبدالعزيز الزهراني
بفنيّة منذ مدخل النص يتحول واقع الشاعر المر إلى واقع فني تقرأ فيه شجناً عميقاً ينسج صوراً من أعماق الذات الإنسانية :
(يا أيها الجرح ..
اعتراف العمر في لحظة شقاه
أعظم من اللاوعي لو تيه المسافة مرّته)
لا يكترث الشاعر في هذا (...)
الشعراء الشباب – في رأيي- يمثّلهم أنموذجاً : خالد الردّادي ، وهو شاعر تصدق عليه مقولة فاليري السابقة ، فمن يقرأ نصّه الشعري يجد فيه خليطاً من التجارب السابقة دون أن يكون واحداً من شعرائها ، فهو قد ابتلع كلّ الخراف السابقة وقدّم نفسه ، وصوته ، برؤية (...)
.. نحن - الآن - بإزاء مرحلة جديدة أحدث من سابقتها، وعليه فلابدّ من التنبّه إلى أنّ المواقع تبدّلت، وعزيز القوم بالأمس صار مغمورا، ومغمورهم صار اسما ظاهرا، والفضل - بعد الله - لهذه الشبكة التي رفعت قوماً وخفضت آخرين، وتجارب الشعر دُول، وهي سنّة من (...)