حين تصبح الكرة «فكرة» و اللاعبون «مفردات» في «سياق» متكامل ، بحيث يتداولون الكرة فيما بينهم في «جمل تكتيكيّة» ، و يتمّ النظر إلى لعبة كرة القدم من زاوية إبداعيّة ، يتحوَّل «الملعب» إلى «ورقة» و «المباراة» إلى «نصّ إبداعي» ، وحينئذٍ يأتي «المدرّب» بوصفه»مبدعًا» يجيد «صناعة اللعب» برؤية فنيّة ، و يتحوَّل الجمهور إلى «قرّاء» يستمتعون بنصّ جمالي ، وفي الوقت نفسه يشاهدون موازنة بين نصّين متحرّكين ، يكون أكثرهما إدهاشًا لقرّائه أقدرهما على الحركة الديناميّة والتناسب الجماليّ بين «مفرداته» لإنتاج جمل تكتيكيّة هي بمثابة الصور الخياليّة في الفنّ القولي ، بحيث تحدث أثرًا لدى متلقّي الإبداع ، فتخلق في نفسه الإحساس بالجمال ، وتنمّي لديه القدرة على الإدراك و التخيُّل . هنا ، فقط ، نستطيع أن نتجاوز الكرة ذات الجلد المنفوخ ، التي تأتي في مقابل « المعنى المطروح في الطريق» ، إلى النظر إلى المباراة نظرةً كليّة ، لا نتابع فيها « كرةً « ، وإنما نتابع « حركة « و « ثقافة « و « فنّ « و « حضارة « تقدّمها مجموعةٌ منتدبة عن « مجتمع « تعكس رؤيته للأشياء ، و فهمه للعالم ، و موقفه من الجمال و النظام ، وفي هذه الحالة فقط ، يمكن أن نجد مبررًا لمتابعة كرة القدم على أساس أنّها « قراءة» و « معرفة « لا غنى عن ممارستها و مشاهدتها بصرف النظر عن التركيز على إدخال « الجلد المنفوخ « في « الشبكة « ، وإنما لاستلهام ما يقدّمه اللاعبون في الملعب في إنتاج نصّ إبداعي موازٍ على الورقة . [email protected]