فاجعة الحادث الذي أودى بحياة الطفلة ابنة العاشرة (ربى آل غالب) تردّدت أصداء ألمها ووجعها في كلّ بيت، وتناقلت فصولها القصيرة السريعة بين الناس بشكل سريع، كما تناقل الناس صور الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يستفز الشعور!!
والحديث عن هذه (...)
قيل قديمًا: في التأنّي السّلامة، وفي العجلة النّدامة. إنّها عبارة حكيمة نردّدها، وقلّما فَطِنّا إلى المواضع التي يُندب فيها التأنيّ، والمواضع التي تُندب فيها العجلة. فطبع الإنسان أنّه عجول. وقد وصفه القرآن بذلك إذ قال تعالى: (وَكَانَ الإِنْسَانُ (...)
ليس هناك أكثر من الأفراد الذين لا يستطيعون أن ينفردوا في وضع خطّة، أو تقرير أمر، أو إطلاق رأي دون توجيه أو مساعدة ممّن هم محل ثقتهم. فما أكثر أولئك الذين يسوقهن الشعور الباطل إلى أن يسألوا آباءهم أو أمهاتهم، أو ممّن يضعون ثقتهم فيهم عمّا يجب أن (...)
يتعثّر المرء -خلال حياته- كثيرًا، ويعتريه الكثير من الاضطرابات، وقد يُعاني نتيجة ما يتورّط فيه من أخطاء، وانفعالات مضطرمة حمقاء.
وأفضل ما يصنع أن ينفض يديه ممّا حدث، وينهض من كبوة لا تضرّه قدر ما يضرّه بقاؤه على حاله فيها، وألاّ يدع مجالاً لينتقل من (...)
كانت شجرة ضخمة، نبتت منذ أكثر من مئتي عام، وتعرّضت في حياتها الطويلة للصواعق ثلاث عشرة مرة، وهزّتها العواصف العاتية مئات المرّات. ورغم ذلك ظلت هذه الشجرة منتصبة في مكانها بشموخ كأنها جبل عتيد. حتى زحفت عليها جيوش الهوام والحشرات، تنخرها وتقرضها حتى (...)
يسيطر على كثير منا نوعان من المشاعر والأحاسيس ويحتلان مساحة عظيمة رغم أنهما لا نفع منهما ولا جدوى من الوقوع تحت تأثيرهما سوى حصد الكثير من الاضطراب والعجز.
هذان الشعوران هما: القلق ممّا قد يحدث، والشعور بالذنب تجاه ما حدث فعلاً.
فالقلق والشعور (...)
(الرضا بالقسمة والنصيب) باب ولجه الكثيرون فوصل بهم إلى الإساءة إلى تفكيرنا الإسلامي حينما جعلوه منفذًا لأخطائهم وعجزهم وتقاعسهم.
وحين نسمّي الأشياء بغير أسمائها، ونكسوها ثوبًا يخفي حقيقتها فإنّ النتائج لا تأتي بخير.
وذلك لأننا نرى الكثيرين حولنا (...)
تَمرُّ بالإنسان الكثير من الأحداث المضطربة، والأحوال المتقلّبة، وتتنازعه مشاعر عديدة، وأحاسيس متخبّطة، ويبقى قلب المؤمن - مهما مرّ به - متدثّراً بطمأنينة الثقة بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله جلّ وعلا، وأن الأحوال لن تَبُتّ فيها إلاّ المشيئة (...)
المدينة - السعودية
يكرر الكثير من الخطباء والفقهاء والكتّاب والعامّة حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم المشير إلى أن النساء ناقصات عقل ودين، هذا الحديث الذي يعتقد البعض أنه دليل يخدش قوى المرأة العقلية وقدرتها على تحمل المسؤوليات الأساسية.
وأي (...)
كثيرًا ما يقرّر الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة من حياته، أو يُحدِث تغيرًا ضروريًا فيها يُعدّ نقطة تحوّل أو انطلاقة نحو الأفضل. لكنّه دومًا يقرن هذه الخطوة وتلك الانطلاقة بموعد مع الأقدار المجهولة. كبداية عام جديد، أو مناسبة ما، أو تحسّن في الأحوال (...)
أتابع اليوم حديثي عن أزمة اللغة العربية مع أبنائها ومناهج تعليمها -التي كتبت عنها كثيرًا- تلك المناهج التي تقدّم اللغة العربية بصورة متخلّفة، وبأساليب عقيمة لا تعطي ثمارًا غير النفور منها. ونماذج الشعر القديم بكلماته المعقّدة، وصوره البعيدة عن الفهم (...)
كتبت في مقال سابق عن الإبداع الذي أصبح شيئًا بلا مواصفات واضحة، ولا ملامح حقيقية له. وأصبح مجرّد صفة ولقب يُمنح بلا قيد، ولا شرط، ولا معايير، وكأنه يوّزع مجانًا. فأصبح يُطلق على كل عبث ودجل وتفاهة وجهالة. حتى أصبح الدفاع يهب بأصواته وأسلحته كلّما (...)
لا تفتأ محاولات خصوم الدين الإسلامي في إلصاق كل الاتهامات بتخلف المجتمعات الإسلاميّة والعربيّة إلى ديننا العظيم. وقد يكون ذلك مفهومًا ومبررًا. فهم أعداء الدين وخصومه. لن يثنوا عليه ويحمدوا المنتمين إليه. لذا هم لا ينفكون ينادون إلى ضرورة أن يغير (...)
يعيش مجتمعنا معتنقًا ثقافة تُؤكِّد هيمنة النُدرة، وانعدام الوفرة. ونشأ في ظلّ هذه الثقافة جيل، واليوم يتلوه جيل آخر.
هذه الثقافة التي تجعلنا نعتقد أننا إذا لم نأخذ هذا، فسوف يأخذه شخص آخر، وإذا لم نُقاتل من أجل أن نحصل على نصيبنا، فلن نجد لنا (...)
نواجه في حياتنا مواقف كثيرة يتطاول فيها البعض علينا، ويوجّهون كلامًا شديد اللهجة مليئا بالقحّة والتهجمّ. وغالبًا ما ينتاب الكثير منّا غضبة عاتية نقرّر خلالها أن نشمّر عن سواعدنا ونردّ على الكلام بكلام أشدّ منه قسوة وتجريحًا. ونقنع أنفسنا بأنّنا (...)
ننبش الأخطاء، ننتقد الآخر أمام الآخرين، نطلق التهديد، ننكأ الجراح، دون تفكير بالجرح الذي نحدثه في الكرامة!!
بينما لو تمهّلنا دقيقة وفكّرنا ونطقنا بكلمة رقيقة ومنحنا أنفسنا فرصة تفهّم موقف الآخر لما أحدثنا نزفًا في أعماقه، ولما بطشنا بكرامته وإحساسه (...)
* كلّ منا يبدأ حياته مزوّداً بمجموعة من المواهب والمهارات والقدرات والصفات والخصائص التي تجعله متفرّداً عن غيره من البشر.
فلديك كّل ما تحتاجه من أدوات من أجل أن تحقّق رسالتك في الحياة، فإن كانت رحلتك في هذه الحياة قد تزوّدت بما ينمّي ذلك التفرّد، (...)
كثيرون هم الذين يشتكون من أن ظروف الحياة قيّدتهم، وأن معاركها الظالمة نالت منهم. فلم تتح لهم الفرصة ليثبتوا أنفسهم، ويُحقّقوا نجاحاتهم، ويؤدّوا رسالتهم. فتقلّبات الحياة سرقت منهم أوقاتهم، وشغلتهم وأضاعت عليهم الفرص.
إنها شكوى نسمعها من البعض تبريرًا (...)
يقف الكثيرون في حيرة بين الماضي والمستقبل لا يعرفون كيف يتعاملون مع ماضٍ رحل دون عودة، ومستقبل قادم مجهول الملامح..
وهناك من ينغمس في الماضي وفي رماله المتحرّكة التي كلّما تململ فيها ازداد غرقا وضيّع فرص الانطلاق نحو المستقبل، وهناك من يهرب من (...)
المدينة- السعودية
ديننا -بكلّ ما حوى من تشريع وتعاليم وأوامر ونواه ومنهجّية- وُجِدَ من أجل سعادة الإنسان في الدّارين.
ورغم كوننا مجتمعًا متدينًا ورغم حضور المؤسسات الدينيّة إلاّ أنّ المجتمع يعاني فراغًا دينيًا تسبّب في تخبّط كثير من أبناء مجتمعنا (...)
هل يمكننا أن نتقبّل تشويه الحقائق، بل وتبنّي هذا التشوّه واعتماده في إدراكنا وقناعاتنا؟ سؤال ربما يبدو مفاجئًا أو غير مقبول، أو غير مفهوم لدى كثير منا.
فنحن نعتقد أن الحقيقة ثابتة الملامح. مستقرة في قناعاتنا غير قابلة للعبث. لكن ما لا نعرفه أن (...)
صحيفة المدينة-الجمعة 08/11/2013
عند توديع عام، والترحيب بعام جديد، نحتاج أن نقف وقفة صادقة مع النفس، والحياة، والآخرين.. وقد أحببت أن أقف هذا العام هذه الوقفة مع مجموعة من الأصدقاء، والمعارف المقرّبين، لنفكّر معًا بشأن خططنا المستقبلية للعام الجديد. (...)
يظلّ الأدب والفنّ بكلّ أشكاله من القدرات الهائلة المودعة في نفس الإنسان، يُعبّر من خلالها عن مكنوناته وأفكاره وأحاسيسه وحاله مستخدمًا الكلمة الأديبة، أو الريشة المبدعة، أو الصوت الرخيم، أو تكون أدواته عدسة وضوءًا.
وقد استخدم الإنسان الأدب والفن (...)
كلّما قلّبنا صفحات قراءة حال أمتنا نقرأ سطوراً عن أيّامٍ عصيبَة وتداعيات أحداثٍ عاصِفة ومستجدّات غير مطمئنة.
في كل مكان فظائع دامِية، وجرائم عاتيَة.
صراعات انتشرَ في الآفاق دخانها. وأحوال غامضةُ الابتِداء، مبهَمَة الانتِهاء، هناك من يحرص على أن يثير (...)
عُرف العرب منذ قديم التاريخ بأخلاقهم التي أقرّ الإسلام الحسن منها. وهذّب بعضها. ونهى وحرّم وحارب بعضها السيئ.
والغيرة، من الأخلاق التي حرص الإسلام عليها مع تهذيبها وتعديل مسارها.. كي لا تعود للانحراف بين إفراط وتفريط أو تقصير ومغالاة.
وقلةُ الغيرة (...)