* كلّ منا يبدأ حياته مزوّداً بمجموعة من المواهب والمهارات والقدرات والصفات والخصائص التي تجعله متفرّداً عن غيره من البشر. فلديك كّل ما تحتاجه من أدوات من أجل أن تحقّق رسالتك في الحياة، فإن كانت رحلتك في هذه الحياة قد تزوّدت بما ينمّي ذلك التفرّد، فهذا يعني أنك استطعت أن تحصل على ذاتك الحقيقية، أمّا إذا كنت قد خضعت لتوجيهات العالم من حولك، وتركت له يرسم لك حياتك وطريقك.. فقد حصلت على ذات مشوّهة كاذبة عبث بها الآخرون وغيرّوا ملامحها. * في حياة كلّ منا العديد والعديد من التجارب والخبرات التي صنعت حياتنا ورسمت صورتنا الذهنية للأشياء، وشكّلت تصوّرنا لذاتنا، ولكل منا لحظات فارقة، وقرارات حاسمة، وأشخاص محوريون، اللحظات الفارقة هي تلك التي كانت نقطة تحوّل وتغيّر في حياتك، سلبًا أو إيجابًا، والقرارات الحاسمة هي تلك القرارات المهمّة التي اتخذتها فأخذتك نحو العلياء أو هبطت بك إلى القاع. والأشخاص المحوريون هم الذين أثّروا فيك وفي حياتك وفي تصوّرك لذاتك وفي الحياة، سواء أكان هذا التأثير سلبًا أم إيجابًا، هذه الأمور تُشكّل عالمك وحياتك اليوم بنسبة كبيرة، فراجعها وانتقِ الأفضل منها ليدعمك، ولا تدع الأسوأ يُلوّث حياتك، فما أظن أن حياتك خالية من شيء جيّد جميل، فاحذر أن تنتقي الأسوأ وتبني عليه، * في دعائنا نقول: اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. وفي هذا الدعاء خطة عظيمة من أفضل الخطط التي تستحق أن نسير عليها. إنها الخطة التي تستهدف كل خير وجميل، وعظيم وإيجابي لنحصل عليه، وتنبذ كل سوء وظلم، وقبيح وشرّ، ومضلّل وسلبي ليكون لحياتنا قيمة ومعنى، ورؤية واضحة، ورسالة عظيمة، فاستمد خططك من القيم العظمى والأهداف السامية. * لقد عشتَ حياتك كلّها تخشى الغد، اليوم هو الغد الذي قلقت له أمس، ولم يحدث شيء يُسبّب القلق، لم يخض الإنسان معركة في حياته أشدّ من معركته مع القلق والخوف من الغد، وغالبًا لا يحدث ما كان يخشاه ويخافه، لو أحسن الظنّ بالله، وفوّض أمره إليه وتوكل عليه، واستودعه آماله، وحارب مخاوفه بإيمان صادق لانتهت معاركه الدونكيشوتية مع الغد والقلق منه. * نمرّ جميعًا بتجارب لم يحالفها التوفيق والنجاح، قليل منّا من يستطيع أن يُحوّل تلك التجارب القاسية إلى خبرة ذات قيمة، ولا أقول إلى ربح، بل أقصد أن تصبح تلك التجربة خبرة يمكن أن يُستفاد منها، كن ذلك الشخص الذي يعيد صياغة تجاربه غير السارّة أو المظلمة لإنشاء سيرة لامعة تجعل الآخرين يستفيدون منها، ويحنون رؤوسهم احتراما كلّما فكّروا فيها، وكف عن أن تكون مصنعًا لا يُنتج إلاّ الأسف والحزن على الذات، والتحسّر على ما فات. * تذكّر أن حياتك كتاب أنت مُؤلّفه، فاحذر أن تعطي القلم لشخص آخر فيكتب فيه سخافات وضلالات وفشل، لأن كل ذلك سينسب إليك، ولن يعذرك أحد مهما بحثت عن أعذار. [email protected]