صنعت فاتن حمامة تاريخها بميزان صائغ، وأزميل نحات، وسيرة ملتزمة. لن نجد أخطاء المبتدئات في هذه السيرة، أو ما يمكن أن يجرح حضورها الاستثنائي. كأن الشاشة تواطأت معها، منذ اللقطة الأولى لتلك الطفلة التي ظهرت في فيلم «يوم سعيد» أمام محمد عبدالوهاب (...)
فجأة، اقتحمت صور «سيلفي» ساحة الفضاء الإلكتروني كأحدث نسخة في تمجيد الذات. أشخاص مجهولون يلتقطون صورا شخصية لأنفسهم في أوضاع مختلفة، بفضل تطور تقنيات الميديا وعدسات الهواتف المحمولة. الصورة هنا لا تشبه ما كان يحدث في الأمس لجهة توثيق لحظة استثنائية، (...)
"الحياة خارج الإطارات مسلية أكثر"، هكذا يقول أورهان باموق وهو يفكك صورة مدينته"اسطنبول"، بعد خمسين سنة على ولادته، لدى عائلة ثرية، وجدت نفسها إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية، تفقد سطوتها، تحت وطأة التحولات، وصعود طبقة الريفيين، هذه الطبقة التي (...)
تقطن ميسون في حي شعبي من أحياء العشوائيات لكنها تعيش افتراضياً في عالم آخر مختلف. فهي تخرج كل يوم إلى عملها متأبطة حقيبة كبيرة، وما أن تصل إلى عملها حتى تتحول كائناً آخر لا ينتمي إلى المكان الذي خرجت منه. بل انها ما أن تصعد إلى الحافلة حتى تقوم (...)
لم تمنع حمّى المونديال، وارتفاع درجة الحرارة من أن يتوجه جمهور غفير إلى"قاعة رضا سعيد"في جامعة دمشق، للقاء الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا 70 سنة، في زيارة أولى له إلى سورية، بدعوة من معهد"ثرفانتس"في دمشق، فوجود صاحب"حفلة التيس"شخصياً مع القراء (...)
تنطوي أعمال محمد عمران على مقترحات حكائية، تغذيها مخيّلة بصرية محتدمة، في استعادة أساطير نائمة، وشخوص وكائنات مشوهة، حائرة بين آدميتها وبهيميتها، أو انها في أحسن الأحوال، تعيش مرحلة مخاض عسير للتحرر من لعنة أبدية أصابتها، وجعلت منها أشكالاً أقرب إلى (...)
يقبل الشباب السوري على تعلم اللغات الأجنبية، بوجود عشرات المعاهد المتخصصة باللغات، لقناعة أكيدة أن اكتساب لغة ثانية ضمانة للحصول على موقع وظيفي مرموق،أو إنها في مطلق الأحوال علامة إضافية لا بد من وجودها في السيرة الذاتية CV. ولا يخلو إعلان عن فرصة (...)
طوال ستة أعوام، احتلت"أيام التصوير الضوئي"مكانتها الخاصة في ذاكرة الجمهور الدمشقي. فهذه التظاهرة الاستثنائية التي يستضيفها المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، تأخذ العين إلى مطارح أخرى وابتكارات فريدة في توليف الصورة وتجليات العدسة، وهي تؤرخ مسارات (...)
في قراءة عمودية لخريطة الشعر العربي الجديد، يرى ياسر اسكيف في كتابه النقدي الأول"الحداثة المعطوبة والسلالات القلقة"دار الطليعة الجديدة - دمشق -2006، أن تجربتي أنسي الحاج ومحمد الماغوط، هما من أثر في آليات العمل المستخدمة في إنتاج النص الشعري الجديد، (...)
تنطلق في 20 أيار مايو الجاري فاعليات"دارة زرقان للفنون"في دمشق، وهي أول فضاء ثقافي سوري مستقل، سيكون ملتقى لحوار المبدعين في مختلف حقول الإبداع المختلفة، من خلال إقامة ورشات عمل في الموسيقى والمسرح والرقص والكتابة.
وأعدت"الدارة"برنامجاً حافلاً (...)
المثلث الذي احتضن أعمال أسعد عرابي وفادي يازجي، في ثلاثة معارض متتالية، استضافتها فضاءات"المركز الثقافي الفرنسي"، و"صالة عشتار"، و"غاليري مصطفى علي"في دمشق، يضع الزائر في حمّى تشكيلية من نوع خاص، تتلمس وجع اللون والطين. فالتشكيليان السوريان أرادا (...)
تنهض رواية خالد خليفة"مديح الكراهية"دار أميسا - دمشق - 2006 على التذكر والرائحة لنبش تاريخ مدينة، وهي هنا حلب، وقد اختار حقبة استثنائية وضعت هذه المدينة العريقة بتقاليدها في مهب البارود والموت اليومي، خلال ثمانينات القرن المنصرم المواجهة بين (...)
قبل نحو ثلاث سنوات أقنعت محمد الماغوط بتحقيق فيلم عن حياته. وكان من شروطه ألا يظهر في الشريط، وبعد مماطلة، وافق على تصوير لقطة واحدة صامتة، إذ كان وقتها يعيش عزلة اضطرارية نتيجة المرض والكآبة. خلال تنقيبي في أرشيفه الضخم الذي كان يضعه في"السقيفة"، (...)
كان على زائر معرض التشكيلي العراقي ضياء العزاوي، أن يصعد الأدراج العالية المؤدية إلى قاعة العرش في قلب قلعة حلب، ليشهد عن كثب إلى أين وصلت تجربة هذا الفنان المتفرد.
في فضاء القاعة التي ضمت ذات يوم مجلس سيف الدولة الحمداني وصدى أشعار المتنبي وأبي (...)
يجد الشاب السوري نفسه اليوم مرتهناً للصورة السياسية عن بلده. فالضغوط الدولية التي تمارس على سورية، انعكست في شكل ما على المشاريع الشخصية وضمنها الهجرة من وإلى البلاد، خصوصاً إلى الولايات المتحدة... ذلك الحلم الوردي يداعب مخيلة آلاف الشباب.
وتشير (...)
كان عبدالسلام العجيلي محطة أساسية في القراءة المبكرة، لا بد من التوقف عندها، مثله مثل جبران خليل جبران، وإن من موقع مختلف. فهذا الحكواتي بامتياز، لطالما شدنا بعنف إلى عوالمه وشخوصه القدرية، وفضاءاته البدوية، لكن مرحلة النضج، أو هكذا كنا نعتقد، أقصت (...)
"القيادات الشابة! مثل هذه العبارة كان نوعاً من المزاح الثقيل، قبل سنوات قليلة فقط... لكن الصورة تغيرت بعض الشيء، بفضل ولادات قيصرية صعبة، فرضتها المتغيرات والحاجة"، يقول الإعلامي الشاب الذي لم يجد موقعاً ثابتاً للعمل، ويضيف:"كان مستحيلاً أن ترى (...)
إذا كنت تشبه العندليب شكلاً وصوتاً، شارك في برنامج"العندليب من يكون". هذا الإعلان الذي تبثه محطة"ام بي سي"يومياً، هو موعد آخر مع قافلة من الأصوات العربية الجديدة التي ستقتحم ساحة الغناء، حالمة بالشهرة والنجومية. وهي ليست نجومية عابرة على أية حال، (...)
أعلن موقعان إلكترونيان ثقافيان في سورية، في مطلع هذا العام، انطلاقتهما على شبكة الإنترنت، الأول عنوانه"جدار"والثاني"ألف".
وبدت هذه الانطلاقة بمثابة استغاثة لانتشال المشهد الثقافي السوري من سكونيته المزمنة، بعدما تحولت المنابر الثقافية في الصحف (...)
بعد حصوله على موافقة مبدئية للهجرة إلى كندا كان ينتظرها منذ سنتين، صار رامي خبيراً في جغرافية هذا البلد البعيد ومدنه الرئيسة وحدوده الإقليمية ومناخه الطبيعي، خصوصاً في ما يتعلق بإقليم"كيبك"الناطق بالفرنسية. وهو في جلساته مع أصدقائه يتصرف ككندي مؤجل، (...)
في ربع الساعة الأخير، من الموعد النهائي لقبول طلبات الترشيح لعضوية مؤتمر اتحاد الكتّاب العرب في دورته الجديدة التي ستعقد في مطلع أيلول"سبتمبر"المقبل، فاجأ علي عقلة عرسان الجميع بترشيحه مرة خامسة، وربما سادسة، فلا أحد يذكر تماماً، متى استلم قيادة (...)
فجأة تحولت صالة سينما"الزهراء"في دمشق، بمقاعدها العتيقة، إلى فضاء موسيقي صاخب، استقطب جمهوراً غفيراً من الشباب المتعطش إلى فسحة موسيقية مختلفة، تعبّر عن همومه وتطلعاته، بعيداً من السائد.
كانت المناسبة استثنائية بحق، في خريف دمشقي غائم، بعد نجاح (...)
التنوع البيئي وظروف العيش العصرية والضغوط الاجتماعية والاقتصادية دفعت بعض الشباب السوري إلى حل مبتكر لأزماته وهو اللجوء إلى المساكنة نوع من الزواج العرفي. وعلى رغم أن هذه الظاهرة غير معلنة على نطاق واسع ومستهجنة في سلم القيم الاجتماعية التقليدية، (...)
أطلقت مديرية التأليف والترجمة في وزارة الثقافة السورية مشروعاً ثقافياً تحت عنوان"سلسلة الأعمال الكاملة". ويشتمل هذا المشروع على إعادة نشر أعمال الأدباء والمفكرين الرواد في سورية، من أمثال: فرنسيس مراش وعلي الناصر وسنية صالح وحسيب كيالي وجورج (...)
يصعب وصف المشهد الشعري السوري الجديد، ما بعد مطلع الألفية الثالثة، بمعزل عن التحولات التي أصابت هذا المشهد، سواء لجهة التلقي أم لجهة الاهتمام النقدي الذي كان إلى وقت قريب، يواكب التجارب الجديدة. فالصفحات الثقافية في الصحف اليومية، ألغت كلياً، نشر (...)