•• من يسن قوانين خاصة لنفسه يغرِّد بها خارج الدائرة؛ سيعيش بأسلوب بدائي عن المدنيَّة الحديثة بكل صورها.. ومن يحيا بين نواعير مزرعة حياة لا يشاركها أحد؛ سيفتح ممراً للآخرين هروباً منه.. أما من يغوص في مشاعره الشاجنة؛ فسيحمل بداخله عبارات الكذب (...)
•• بعد مقالتي الخميس الماضي (سأعرّي مدلِّسي الأنساب)؛ وصلتني رسائل واتصالات من مؤيدين لخطواتي دفاعاً عن النسب النبوي.. وكما وعدت؛ سأفضح هؤلاء المزورين الغافلين، وسأتصدى بجدية وحكمة أمام من يضرب الأنساب بقنابل تدليسه.. هؤلاء اتجهوا نحو تزوير النسب (...)
•• هاتفني صديق يُبجِّل نسب (الأشراف) الذين هم آبائي وأجدادي وأهلي.. سألني متوجعاً: «لماذا لا يرد أبناء الأشراف على مدّعي النسب النبوي، خصوصاً رجل كاتب مثلك يكتب في أكبر الصحف السعودية وفي صحف عربية؟!».. أجبت على استفهامه بقولي: أيا صديقي، هؤلاء (...)
•• في ساعة ذكرى وفي صورة سينمائية؛ اخترق أذني قبل أيام صدى صوت خفي لثلاثة أصدقاء اقتربوا من مرحلة (الكهولة)، يتشبثون بسلوكيات تتعدى المراهقين.. ربما هم يمرون بمرحلة يسميها علماء النفس (المراهقة المتأخرة)، أو أنهم يقفون على نهر جارف من الحياة يجمع (...)
•• قبيل منتصف ليلة البارحة، غادرت مكتبي وخيوط ضياء القمر بجمالها تنسلُّ على الأرصفة.. عند الإشارة الضوئية في طريقي إلى بيتي؛ التقطت أنفاسي برؤية شخص يعطي مسناً حماماً دافئاً بقلة أدبه.. أهكذا أصبحت أعصاب الناس حبلى بالمشاكل حتى صغار السن؟!.. فور (...)
•• حدثني صديق صفيّ أثير عن حالة خليل زمن قديم كنا فيه صبية.. قال: إنه يعيش زماناً صعباً في كل شيء منذ وفاة زوجته في زمن خنَّاس الأدواء «كورونا».. يعيش غربة من الحياة وعزلة قسرية دمرت روحه.. كلمات قالها وعيناه كأنها عين طائر ينظر بها إلى حالة خِلِّنا (...)
•• حاولت دفن توتر ابني الأنيق «هاشم» بالإرث التاريخي، فاصطحبته في جولة على وسط البلد بالمنطقة التاريخية.. فتحنا حوارات عن التأريخ تمخضت بطرحه عدة أسئلة متلاحقة.. تكلمنا عن إيجابيات تراثنا المزركش الباهر الذي يعلن بعضنا أنه ثقيل على قلبه.. حين وجدت (...)
•• أحسد الشباب في بلد الحكايات بالبقعة المباركة من الأرض.. وأكتب إليكم اليوم عن حكاية بأقراص ذهبية تهفو إليها شبابيك الأرواح.. حكاية مُقْمِرة توارثتها السلالة الأصيلة.. حكاية تتنفس أحلام المستقبل التي تجعل الأزمنة والأمكنة أقنعة للروح.. حكاية قائد (...)
•• كنت قد عدت للتو من المستشفى الذي ترقد فيه أمي، عافاها الله.. علاقتي مع أمي «قصة حب» وقعت فيها منذ وعيت.. سمح تقاربي معها أن أكتشف كل حالاتها؛ فرحاً وترحاً، ارتياحاً ومعاناة.. دخولها المشفى زاد من عواطفي المتدفقة تجاهها.. وترك في داخلي خيبة وعبئاً (...)
•• ذات مساء قبيل نومي؛ مرت على ذهني مقولة عابرة قرأتها قديماً تقول: «الوقت هو أقل شيء لدينا».. ذكرتني بمن تمر عليه حياته بلا مذاق فيضطر لجلسات الأصدقاء.. يتربعون في مجالس نميمية وصراخات وابتسامات صاخبة ومختلسة.. وخارج تلك التجمعات مع ذويهم وأبنائهم (...)
•• في رحلة عودتي من الرياض إلى هبة الرب (جُدَّة) مزيناً وجهي بالتبسم؛ طرز حجم الزمن زخات هوائها بمجرد أن غادرت الطائرة أَدِيم أرضها.. وفي مروري على واجهتها البحرية لأرى كثافة زرقة مائها البراق الذهبي؛ شعرت بسعادة ورضا لذلك التحول الشامل في كورنيشها (...)
•• واقعة ذكرتني ببيت شعري قديم للشاعر الصوفي «الحلَّاج»، الذي انقسم مؤرخو زمنه ومن بعدهم ما بين مُعظِّم لشأنه، ومن يرى خروجه عن الإسلام بأفكاره وأطروحاته.. تساءلت: كيف يمكن أن نفهم لغز بيت شعري يستخدمه بعضنا لمن يضع الآخرين بين خيارين أحدهما أصعب من (...)
•• في الصبا حين كان التواصل عن بُعد عبر الورقة والقلم؛ كانت قراءة الرسائل للعجائز من كبارنا متعتنا الذهبية.. في ذلك الزمن الصعب في كل شيء؛ كنا نرى مشاعر من حنين في أعين من نقرأ لهم تلك الرسائل.. نقرأ لهم من ورقة تحمل عواطف ولوعة متدفقة من أقاربهم (...)
•• في عشية أصابتني بالدوار، انكففت عن مجلس فكري كنت أظنه فكرياً فغادرته.. هذا المجلس لصديق صفِيّ تتصبب من عروقه فَرَه الدماثة.. وما دعاني لتلك الخطوة؛ نوادر حاضرة من قليلي الدراية والإدراك، ضيئلي البصر والبصيرة.. عناصر بشرية تستميت للتفيقه في الكلام (...)
•• التقطت هاتفي المحمول من على الطاولة؛ لأدوّن جملة قالها قلبه الدافئ.. هبطت عليَّ الجملة وكأنها نشيد لأحد الملائكة الصغار.. قال الروح الطيبة: «ما إن يحلُّ شهر جديد حتى أبحث عن متعثِّر لسد مصاريف بيته وأسرته حسب قدرتي المالية، فسعادتي أن أرى الفرح (...)
•• وصلني هاتفه فرددت بنفس نغمته المميزة التي أحب سماعها منه «يا هلاً ومرحباً».. المُهاتِف ابنه يعزيني بصوت حزين بوفاة أبيه سيد الخُلُق والعلم.. ذلك الصديق الذي إن غبنا عنه بادر، وإن أغمضنا أعيننا عنه يأتينا عبر المسافات كصهيل فرس.. يأتينا بفسحة ضوء (...)
•• استشارني البرنس الخلَّاب ابني «محمد» في نشاط تجاري وصفه ب«مشروع العُمر».. منحته المشورة، ثم قلت: سلكت طريق ثراء الدنيا بمشروع ربما تخسره، فماذا عن رفاهية آخرتك بمشروع عُمر لا ينفد ربحه؟!.. مشروع ستتذكره مستقبلاً وتتمنى لو عادت بك فرص سنوات الشباب (...)
•• بين الحين والآخر؛ تخترق ذاكرتي أيامٌ قديمة يسيل من نوافذها الخريف.. أيامٌ كانت فيها أشرعة رياح روحي تمتلئ بتساؤلات مراهق يحلِّق وكأنه طير رخامي اللون.. أيامٌ كنت أرتدي فيها قناع الزمان القاسي ولكني أنشد فيها الكمال.. صور قديمة تدثرت بالزمان (...)
•• اختلفت مع صديق معجون بحبه حول مقولة «القلق يخلق الإبداع»، ويبدو أنه غير مقتنعٍ بها إن لم يكن رافضاً لها.. قلت له: «القلق الإيجابي» يقودنا نحو الإبداع والابتكار، ويجلب تجديداً لحياتنا، فنشعر بالطمأنينة والاطمئنان.. فالقلق -إن كان إيجابياً- حين (...)
•• صوته القديم اخترق أذنيَّ بحديث وجدان خافت بداخلي.. حين حكى لي قصته قديماً كان يريد تفسيراً للحظة صفاء سرت في عروقه.. خلاصة كلامه؛ أنه مرَّ بحالة انتشاء كانت مثار قلقه في حينها.. يقول: استيقظت مبكراً ولكني هذه المرة كنت أشعر بذرات روحي تعود (...)
•• تحوَّل ذلك الرجل الذي أعرفه جيداً من المواثقة إلى المُخَاتَلَة.. تفاصيل صغيرة بالعشرات لا تهدأ تتطاير من أطرافه يستخلصها من يفقه حكايته.. جعل من مداهناته ومكائده موضوعاً وحيداً فصنع حوله آلاف الحكايات الغادرة.. يغرس أظافره المسنونة في جلود البشر (...)
•• قبل أيام؛ أولمت لصديق قديم، مفكر عربي، قبيل مغادرته إلى بلاده بعد أدائه فريضة الحج.. أمسية رشيقة دمِثة شهدها أحبة مشتركون بيننا من أهل الثقافة والفكر والأدب والعلم.. سأله أحدهم: كيف تصف موسم الحج كشاهد عيان.. الرجل وصف إدارة الموسم من باب واحد، (...)
•• وصل لأذني هاتفياً صوت «الجِنْتل» الذي كنا نشتمُّ منه قديماً رائحة الصابون البلدي.. أغمضت عيني لاستنشق عن بُعد رائحة قديمة تمددت في كل شراييني.. رائحة بمذاق مخلوط بعطرة البحر وزهرة البر.. نبرته المشوشة اضطرتني لزياته في بيته، فوجدت من كان يشتري كل (...)
•• لست طالب علم شرعي، ولا مفتياً في قضايا الدين، إنما لديَّ إيمان يقيني أن الحج بدون تصريح منقوص الأجر.. هذا الرأي قلته لصديقٍ نضجت على فرن محبته، في إحدى دوائر نقاشاتنا الفكرية الخلّابة بين الحين والآخر.. قلت له: إن النصوص الشرعية هي عكازي ومسندي (...)
•• في حكايات العشق الطويلة بين الآباء والأبناء تشكيل لفكر إنسان ومشاعره وأحاسيسه.. وفي كتابة تاريخ الحياة البيضاء للأبناء معزوفة لا يفتح صندوقها الأسود إلا أبوان يبثان ألحاناً عذبة بحثاً عن الحب الجميل الذي يحتاج إليه أبناؤهما.. فلا شيء خارج محرقة (...)