•• حكايات العشق الطويلة بين الآباء والأبناء، تشكيل لفكر إنسان ومشاعره وأحاسيسه.. وفي كتابة تاريخ الحياة البيضاء للأبناء، معزوفة لا يفتح صندوقها الأسود إلا أبوان يبثان ألحاناً عذبة بحثاً عن الحب الجميل الذي يحتاج إليه أبناؤهما.. فلا شيء خارج محرقة التربية إلا ويحوِّله الوالدان إلى خيوط ضوء صباح شتوي تنفلق من أوراق شجر وجدانهما، كنسمة دافئة تنفثها عتمة ليل دامس. •• النِعَم في حياة البشر تفرض عليهم ألاّ يقلقوا على المستقبل وألاّ يخشوا الغد.. فأي من نعم الله تنقلنا دون انتظار إلى اليُسر بعد العُسر.. وهناك من كانت نجمة السماء فراشه لا مأوى له؛ أصبح بالحمد ينقش اسمه على أبواب راحة البال.. فمن يكفر بالنعمة أو يجحفها ويجحدها، ينتهي به الحال إلى نهاية تعيسة لم يتوقعها فتكون له بمثابة لعنة حقيقية. •• عدم الشعور بالبشر، فمن يخون أمانته، سينساه الناس يوماً إلّا من دعاء مظلوم.. نفسه الأمارة بالسوء وممارسة جنونه بغباء، تزيدان عليه غضباً لا يحتمل.. هذا المتدحرج في مشيته الذي كان يحرِّك أوجاعاً مرفوضة متلذذاً بها، سيأتي اليوم الذي يصاب فيه بغثيان يحتل روحه ولن يجد منه مخرجاً.. فمن أكل الأموال بالباطل سوف يحبو يوماً كالطفل، يريد العفو ولن يجده. •• قلق التحفُّز ينتشر في جسد المبدع كضوء الصباح، فينير عتمة الروح بالمسرات.. قلقٌ لذيذ ساطع يسري في دم المبتكر، فيطل على جبين الوجدان وعين القلب.. قلقٌ يرتب بعثرة السكينة وفوضى الدَعَة، فيرمي عن كاهل معتنقه دهشة التلعثم.. قلقٌ يُنبت في صدر صاحبه رعشة شهية تدغدغ بدنه، فتمنحه انتصاراً على عطش المعرفة في زمن جفاف الإتقان.. قلقٌ استثنائي يتبختر بطعم الألق.