•• «البساطة» هي سرُّ نجاحنا في الحياة.. نضحك من أقصى ركن في قلوبنا، ونبكي على كل شيء إنساني مؤثر.. وفي المقابل نشعر بالرعب خشية أن يخذلنا الناس.. بالارتياب لما نظنه جمالاً مفقوداً.. وبالرهبة احتراساً لما قد يساء فهم ما نقوله أو نفعله.. وبالوجل إتقاء جنون البعض بتحوُّل حياتهم وحلمهم إلى سرقة مقيتة لأوقاتنا.. إنها المخافة الصحيحة كي لا تتحول أفعالنا إلى سماجة. •• النِعَم في حياة البشر تفرض عليهم ألا يقلقوا على المستقبل وألا يخشوا الغد.. مثلاً نِعمة «البال الهنيء» تنقلنا دون انتظار إلى اليُسر بعد العُسر.. وهناك من كانت نجمة السماء فراشه لا مأوى له؛ أصبح بالحمد ينقش اسمه على أبواب راحة البال.. فمن يكفر بالنعمة أو يجحفها ويجحدها؛ ينتهي به الحال إلى نهاية تعيسة لم يتقها فتكون له بمثابة لعنة حقيقية. •• هناك يتعب من عد أيام عُمره فيمر عليه الزمن بلا مذاق، فلا تريحه الحياة ولا تجمعات الأصدقاء.. هذا الكائن المريخي الغريب عازم على تحطيم وقته وكأن العث قرضه.. في بيته يفرِّخ الكآبة على أهله متعمداً تغذية نارهم بمزيد من الحطب.. وفي جلسات الأصدقاء يتمايل رأسه فوق كتفه موزعاً على قلوبهم ابتساماته المجانية.. أولئك هم المحرومون من ضوء الشمس وضياء القمر. •• وهناك من لديه أطفال كُثُر لكنهم بتربية أبيهم البالية أصبحوا قليلي الطفولة، فأسقطوا عن أنفسهم «البِّر» عند الكِبَر.. وهناك آباء أرادوا إيصال قارب أبنائهم إلى ميناء التربية بطريقة خاطئة، فساقهم الموج إلى ضفة أخرى.. وهناك آباء تحولوا إلى قطعة خشب، فضيعوا عن أبنائهم «الخيال الدافئ» من المحبة والألفة.. وعندما اشتدت رياح الإهمال التربوي تلاشى عنهم أبناؤهم فوقعوا في أوجاع الزمان. الحياة بين الأخذ والترك: «البساطة» تغذية للروح وتركها وداع الحمد «الحمد» انتقال إلى اليُسُر وتركه كآبة «الكآبة» حرمان من العيش وتركها دفء «الدفء» ضوء الشمس وضياء القمر