•• استشارني البرنس الخلَّاب ابني «محمد» في نشاط تجاري وصفه ب«مشروع العُمر».. منحته المشورة، ثم قلت: سلكت طريق ثراء الدنيا بمشروع ربما تخسره، فماذا عن رفاهية آخرتك بمشروع عُمر لا ينفد ربحه؟!.. مشروع ستتذكره مستقبلاً وتتمنى لو عادت بك فرص سنوات الشباب لتنفذه.. اقتنص المتعة الآن بمشروع عُمر لآخرتك تستعد به حيويتك ونشاطك في كِبرك.. هو أجمل من فنجان قهوة صباحي. •• من يجلس على وسادة مريحة ولم يمطر وجدانه بمشروع يكن رصيداً لآخرته؛ فهو مثل سحابة تبحث عن أرض شقيقة تضع فيها ماءها.. ومن تتهاوى في داخله الخيرية ويستبدلها بأنانية بغيضة؛ سيمضي به الزمان عكس ما يريده إلى زمان لا يشبه فيه إلا نفسه.. أما من يغسل روحه بالإنسانية؛ فسيحافظ على توليفة التميز في أعماقه، ويشعر بأن الأشياء تلمع من حولِه. •• مربوع القامة الممسك بالدنيا تترصد به الهزائم الحياتية فلا تتوارى عنه.. يأنس بفض بكارة الخير نكراناً لنِعمة الله عليه.. يحس بوخزات ثقيلة في خاصرة إنسانيته فيصاب بشلل يتلف سعادته.. يعيش لنفسه لا لغيره فيتحول إلى نصف عاقل ونصف مجنون.. يشعر بخفوت معدني فينشر على وجهه كدراً يقوده إلى التلاشي.. هذه المواصفات تُبقي صاحبها آخر زمانه في عزلة شوكية تتحول لاختناق. •• هناك من يفسد الزمان قناعاته فيتعالى سامقاً على البِر والإنسانية، فيأتيه زمن بعد سنين متعاقبة يختلط فيه بكاؤه بنحيبه.. وهناك من أثرياء الغفلة من يبخل عن نفسه والله عنه غني؛ سيصل يوماً إلى لحظة كارثية هي الأصعب في حياته والأكثر إيلاماً له.. هؤلاء قبل أن يدخلوا لحداً ضيقاً بلا أكفان؛ سوف يصحون على «صدمة عُمر» بلا مشروع عُمر يحتسبونه لآخرتهم.