•• في ساعة ذكرى وفي صورة سينمائية؛ اخترق أذني قبل أيام صدى صوت خفي لثلاثة أصدقاء اقتربوا من مرحلة (الكهولة)، يتشبثون بسلوكيات تتعدى المراهقين.. ربما هم يمرون بمرحلة يسميها علماء النفس (المراهقة المتأخرة)، أو أنهم يقفون على نهر جارف من الحياة يجمع الألم مع المسرة.. اعتصرت من الأسى، راكعاً على الأرض باكياً لحال من أحب، ولم أجد من يربت على كتفي. •• (مراهقة العجائز) ظاهرة تنامت منذ القدم وكثرت أخيراً.. وقائع مستنكرة لا يراعون فيها الله الخالق المُنعِم.. جحيم أخلاقي لا يطاق، ففشلوا بتكريس المعنى الحقيقي للحياة.. عمل بغيض تُحصَدُ منه خسارة مجتمعية حقيقية فكرههم كل الناس.. ممارسة مُعْصِرة متعددة الجوانب تضعف مكانتهم ليصبحوا مستقبلاً وبعد الموت في حكم المنسيين.. حالة ضياع سيسددون فاتورة تكلفتها.. سعيٌ خسيس لن يستوعبوه إلا متأخراً. •• أولئك (الختيارية) من صدعونا بخواء وخوار داخل مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)؛ تزايدوا بشكل ملفت في (سناب شات) و(تيك توك).. هل أثرت اللحظات المؤلمة على أحدهم حين حان تقاعده؟!.. أم هل أصيب بحالة رعب بعد الشيخوخة أدت به إلى ضياعه؟!.. إن لم يعِ ذلك (الضَنِيَ) حالة التيه التي يعيشها؛ سيجد نفسه يوماً قد وصل للمرحلة الأخيرة سريعاً.. ولات حين مندم. •• لا نطالب مثل هذا (الستيني) بشراء كفن ومسك وكافور استعداداً لزيارة قبره، وإن كان مهماً.. لا نريد الرقابة على تحركات اختارها لحياته وصاغها لنفسه.. ولا نرغب فك شفرة تفصيلية أوصلته إلى التحوُّل إلى (ثعبان).. ولا نتلمَّس السيطرة عليه، فهو حرٌ في كل مناحي حياته.. إنما نتوق للحنو عليه وإخراجه من قوالبه المخزية، ولا نستثني أحداً؛ جارٌ أو قريبٌ أو صديق.